بسم الله الرحمن الرحيم

من الذي قتل الدكتور زكي الفداغ؟


منذ الغزو الصهيوني الامريكي البريطاني الى العراق وتنصيب حكومات ضعيفة تحت مسميات الديمقراطية الغير موجودة الا في المسرح العراقي المفتوح على مصراعيه والى الان فأن الاف الاكاديمين والاساتذة والمهنيين قد قتلوا او تعرضوا للتهديد او اجبروا على مغادرة البلاد. ولم يعرف السبب الحقيقي ومن الذي يقوم بهذه الاعمال الاجرامية ضد العقول العراقية خاصة وان الذين تعرضوا للقتل هم من مختلف الشرائح العراقية دون تمييز.

ولقد كتب الكثير عمن قد يكون وراء هذه الجرائم البشعة. ومن الذين توجه لهم اصابع الاتهام القوية هما المخابرات الاسرائيلية (الموساد) والمخابرات الايرانية (اطلاعات). وكلاهما له مصلحة في افراغ العراق من العقول رغم اختلاف الاهداف. ومما زاد في الطين بلة هو ضعف حكومة المنطقة الخضراء والتوتر الطائفي بين الكتل السياسية المتناطحة على السلطة. فالذي قتل العقول العراقية هم الارهابيين والامريكان والبريطانيين والمرتزقة المحتلين والمخابرات التي لها مصلحة وعصابات التكفير وعصابات الجهلة المختلفة والفرس والوهابية البغيضة والتناحر الطائفي بين الكتل السياسية وحكومة المالكي بضعفها والسنة المتعصبين والشيعة المتعصبين بل وقتلهم الشعب العراقي الذي لم يوفر لهم صيحة مدوية واحدة! هؤلاء كلهم مسؤولون عن هذا القتل والاجرام. وللاسف فان الشعب الذي يقتل طبيبه وهو ساكت لايخرج بمظاهرات تسمع صوت احتجاجها الى العالم هو مشارك بشكل غير مباشر بذلك لان صرخته قد تضع حداً لهذا الاجرام.

لقد نال الاطباء وذوي المهن الصحية نصيبا كبيرا من القتل والتهديد والخطف. ولقد كان اخر من قتل في البصرة (الدكتور زكي الفداغ) وهو من خيرة الاطباء الجراحين في هذه المدينة التي انجبت كلية الطب فيها للعراق خيرة الاطباء الذين رفدوا العالم وليس العراق فقط بالعلم والبحوث والمعرفة على امتداد امريكا نفسها وبريطانيا واليابان وفرنسا والمانيا والسويد وغيرها من بلدان العالم. لقد كان زكي الفداغ طالبا مواضبا بحيث حصل على الترتيب الاول في دفعته في تخرجه من كلية طب البصرة. وواصل دراسته في البورد منذ تاسيس هذه الشهادة وبامتياز ثم عمل على اجراء البحوث الطبية التي رفدت البصرة والعراق بالعلم لتطوير الخدمات الصحية وخاصة في امراض الكبد والجهاز الهضمي وما يتعلق بالجراحة في هذا المجال. كما وارفد زكي الفداغ طلابه بالعلم والتدريس وبكل مسؤولية تجاه العراق ومدينته البصرة وتجاه كليته وطلابه وزملائه. فلماذا يقتل زكي الفداغ؟!

يضاف زكي الفداغ الى قائمة العقول التي غابت بل وغيبتها المخابرات والجماعات المخربة داخل العراق ويتحمل (نوري المالكي) ووزارته مسؤولية ذلك. خسر العراق الف الف زكي الفداغ وكلهم كان سنيا بل كلهم كان شيعيا لا بل كلهم كان كل شيء في العراق الا شيء واحد فهم لم يكونوا ليرضوا بالارهاب ولا بالاحتلال واقل ما يقال عنهم بان العراق قد خسرهم وسوف لن ولم يتمكن من تعويضهم على الاطلاق.

ان العقول العراقية المشردة في بلاد الغربة هي امثلة اخرى على خسائر العراق ولكن على اقل تقدير فانها مخزون قد يهيأ له الله يوما ما ان يساهم في بناء وخدمة العراق. ولانحتاج ان نبرهن كم خسر العراق برحيل هؤلاء وكم ربحت البلدان التي استقبلتهم دون ان تدفع ثمن تعليمهم ودراستهم فهي استلمت عقل وخبرة جاهزة صرف عليها العراق مئات الالاف من الدولارات وبالعملة الصعبة.

نسأل الله تعالى الرحمة والمغفرة ونقرأ سورة الفاتحة على ارواح علماء وعقول واطباء واساتذة العراق الذين قتلوا ظلما وغدرا وعدوانا وتركوا خلفهم ذرية وزوجات واهل كانوا بهم يفتخرون وبعلمهم يقتدون وعليهم يعتمدون. رحم الله شهداء العراق وحسبنا الله فاليه ترجع الامور وهو من المجرمين غير بعيد ولهم بالمرصاد وهو نعم المولى ونعم النصير.

ولعنة الله على الظالمين والقتلة والمجرمين وتباً لحكومة ضعيفة غير قادرة على حماية شعبها تقبع كالجرذان لاتقدر على شيء و كالخفافيش لاتقوى على الضوء.

والموت للاحتلال الانلكوسكسوني البغيض الذي هو السبب في كل شيء يحدث للعراق وشعبه.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter