بسم الله الرحمن الرحيم

هل يفيد كتلة الائتلاف وحزب الدعوة ترقيع حكومة المالكي ام المطلوب هو تغير جذري؟


جائت حكومة (نوري المالكي) بعد تعسر ولادتها الى الحياة معاقة. فلقد تأخر ظهور هذه الحكومة في بداية تكوينها بشكل مريب يمكن ان نعزيه الى عدة اسباب ولكن يتضح بعد مرور اكثر من سنة عليها بأن ضعف (المالكي) هو احد اهم الاسباب لذلك. ومن ناحية اخرى فان حزب المالكي (الدعوة) وكتلة (عبد العزيز الحكيم) تتحمل مسؤولية ضعف وتدهور الاوضاع لانها الكتلة الاكبر التي تتبنى السلطة التنفيذية في البلاد.

لاشك ان العراق يرزخ تحت وطأة الاحتلال (الامريكي البريطاني) البغيض والذي لايرغب احد في بقائه على ارض الرافدين ولكن هذا لايمنع من ان الضعف الحكومي هو سبب في استمرار ليس العنف فحسب بلسبب في تدخل الاحتلال بشكل استفزازي في الشأن العراقي.

ان الدول ذات الديمقراطية الحقيقية اذا ما حصل فيها جزء من مليون جزء مما يحصل في العراق لاستقالت الحكومة واعلنت الاسباب للتدهور الحاصل ولتشكلت حكومة بديلة او اجريت انتخابات مبكرة. وعليه وبسب تمسك الحكومة الحالية (بكراسيها) في المنطقة الخضراء فانها تثبت للعالم والعراقيين بانها حكومة (دكتاتورية) ولدت في رحم احزاب دكتاتورية متزمته لاتقل شمولية من (الحكم الصدامي) ان لم تكن اسوأ. فلعلها فعلت اكثر مما فعل صدام لو خلا لها الجو دون وجود رادع (المرتزق الانكلوسكسوني).

لاندري هل ان حكومة واحزاب العراق تدرك ما ينتضرها من حساب وما سينتج عن استمرار الوضع العراقي من مخاطر ام انها في عزلة تامة عن السمع والنظر والعبرة؟ نحن نعلم ان هناك (سايكولوجية) معينة تنتج عن وجود الانسان في سلطة ما تجعله غير مسستعد للتخلي عنها بسهولة. وكلما كانت السلطة اكبر واستمرت فترة اطول كلما كان هذا التأثير السايكولوجي اعمق. هنا لايخلو المشهد من (الميتافيزيقيا الشيطانية) او قل تاثير الشيطان في محاكاة الانسان وذلك بتنميق السلطة وملذاتها في نفوس البشر. ينتج عن ذلك امور عديدة ومنها (الدكتاتوريات) التي يعمق نشأتها الاحزاب والشعوب.

ومما لاشك فيه فان الاحزاب العربية والعراقية بالذات لاتختلف عن غيرها في ذلك (فكل حزب بما لديهم فرحون) وكلهم تربى على دكتاتوريات متعددة الوجوه خاصة الاحزاب التي تسيس امورها بالدين. ان الدين يجب ان يسمو فوق الاحزاب ويجب عدم تلويثه بكتل او احزاب والا فانه يصبح سلعة تنتخب او لا تنتخب. وللاسف الشديد فان البعض يستغل الدين من اجل تمرير مصالح (كتلوية) وذلك بمحاكاة المواطن البسيط مستغلين الاندفاع الفطري الديني او المذهبي فيه. وهذا هو نفس المبدأ الذي يتم فيه تجنيد (الارهابيين) لتفجير انفسهم باسم الدين وقتل الحرث والنسل الذي حرمته كافة الاديان. كما ويصب في نفس الاتجاه الذي يوزع مفاتيح الجنة على (السذج والبسطاء) من الناس لتحرير (القدس) من خلال قتل (الشيعة في كربلاء).

ليس هذا فحسب بل ان هناك من ينادي باسم الدين باشاعة الفاحشة والفساد لكي يظهر (الامام المهدي المنتظر – عليه السلام-) وهذا قمة الانحلال الذي يرفضه الامام ومن يتبعه!

ان (حكومة كتلة الائتلاف وحزب الدعوة) فشلت فشلا ذريعا لايمكن ان يغفل عنه وهي باصرارها على عدم تغيير نفسها بشكل جذري اوالاستقالة تكون مسؤولة امام الله والشعب عن جميع الجرائم والفساد الحاصل. والذين يقولون منهم بان هذه مسؤولية مشتركة يجب ان يعلموا بان المسؤولية هي على عاتق من ارتضى ان تناط به المسؤولية ويتحملها. فالجمل عندما يناط به حمل ثقيل يؤديه بجدارة بينما لايمكن للارانب ان تقوم بذلك الحمل ولايمكن للخفافيش ان تواجه ضوء النهار.

ان العراق بلد مختلف الاعراق ولايمكن معه ان يكون الحكم بواسطة احزاب دينية لها نظرة تكفيرية لاتقل احيانا عن نظرة الجماعات الارهابية ما عدا الاسلوب. ان الدين يجب ان يكون بعيدا عن السياسة لانها تقلل من قدره وقيمته وقيمة الدين اسمى واجل واعظم من نفاق السياسة ودهاليزها. واذا تدخل الدين في السياسة فعلى الاسلام السلام والتاريخ مليء بالحروب التي نتجت عن ذلك. ولنا في الائمة (عليهم السلام) نموذجا يقتدى به فهم قد ابتعدوا عن سماسرة السياسة ومواخيرها وتركوا ذلك لسلاطين العباسيين والامويين.

لاشك فالوقت يضيق على (كتلة المالكي) وعليهم اتخاذ ما يلزم للقيام بتغيير جذري ولهم في توني بلير عبرة والا فان ايامهم قد تكون معدودة مهما عملوا من ترقيع.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter