بسم الله الرحمن الرحيم

كما جنت براقش على نفسها هل ستجني كتلة الائتلاف على نفسها؟


عندما يفشل رئيس او رئيس وزراء يمثل كتلة معينة او حزب في الدول الديمقراطية يعتبر ذلك فشلا لتلك الكتلة او الحزب. وعلى هذا الاساس يقوم الحزب المعني باتخاذ الاجراءات السريعة لكي يبدل هذا الرئيس حتى لا يتم اقصاء الحزب كله من الحكم. وخير مثال هو ما حصل مؤخرا مع رئيس الوزراء البريطاني (توني بلير) الذي اجبره حزب العمال لكي يتنحى ويأتي بديل عنه لكي يعطي هذا الحزب لنفسه فرصة للفوز في الانتخابات القادمة ولكي لايفقد اصوات الناخبين بشكل متزايد كما هو الحال مع ناخبي بريطانيا بسبب الاخفاقات التي تعرض لها حزب العمال في الصحة والخدمات والتعليم وحرب العراق.

اما بالنسبة للعراق فالامر مختلف لان العراق ليس بلد ديمقراطي كبريطانيا والديمقراطية المزعومة وتحت نير الاحتلال الامريكي البريطاني الصهيوني البغيض انما هي غطاء للاحتلال لكي يذر الرماد في عيون العراقيين الذين اتعبتهم هموم العقود العجاف من القتل والدمار والحروب والحصار والتعسف والدكتاتورية وهي كلها نتاج لسياسات هذه الدول نفسها. فلقد فشل رئيس وزراء العراق الحالي (نوري المالكي) كما فشل من قبله (ابراهيم الاشيقر الجعفري) و (اياد علاوي). وبما ان (المالكي) و (الجعفري) يمثلان كتلة (الائتلاف) فان هذا الفشل يسجل على هذه الكتلة وبالذات على حزب المالكي (حزب الدعوة). وعليه فان هذا الائتلاف امام معضلة كبيرة وفشل ذريع يجب ان يتحمله ولكن للاسف فان الدكتاتورية التي نشأت عليها الاحزاب لاتسمح لهم باتخاذ الاجراءات التي يتم فيها التصحيح والنقد. ليس ذلك فحسب بل ان كتلة الائتلاف تعتمد في زعاماتها (الوراثة) فقد ورث عبد العزيز الزعامة من (اخيه) والان يورثها لابنه ولايمكن ان يعترض عليه احد من كتلته او حزبه.

ان تمسك بعض المجموعات والاحزاب في كتلة الائتلاف بالولاء لايران وبشكل يثير الكثير من التساؤلات والمخاوف التي لانريد تعديدها هنا يضيف مشكلة اخرى الى مشاكل الاداء الضعيف للحكومة المشكلة من قبل هذا الائتلاف. وعليه لكي يكسب هذا الائتلاف تأييد العراقيين له عليه ان يفكر جدياً باتخاذ خطوات كبيرة لاجراء تبديلات تتناسب والواقع العراقي الحالي. وان اول هذه الاجراءات يجب ان يكون تبديل الحكومة بشكل جذري وذلك باجراء اتصالات مع باقي الكتل السياسية وبشكل سريع. وعلى اي حكومة مشكلة ان تتشكل من وزراء مهنيين ذوي اختصاصات تتعلق بوزاراتهم وخبرة يمكن لهم بتحقيق تقدم للعراق ولايهم ان يكون جميع هؤلاء الوزراء من غير الكتل السياسية بل ومن الافضل ان لايكونوا منها. كما ولايهم ان يكون نصفهم سنة والنصف الاخر شيعة بل الافضل ان لايتخذ ذلك معيارا للتشكيل. ومن ناحية اخرى يجب على كتلة الائتلاف ان لاتقع في احضان (ايران) بشكل يمتهن سيادة البلد والا فانها ستفقد تاييد الشيعة لها وليس السنة فقط. ان ايران تتدخل بالشأن العراقي بشكل بغيض لايقل عن تدخل الاحتلال الانكلوسكسوني الصهيوني ولقد حولت العراق الى ساحة دمار وقتل وهناك ادلة كبيرة على ضلوعها بتشجيع ومساندة الارهاب في العراق.

ان ايران كانت ولاتزال مسؤولة عن استمرار الحرب مع العراق وذلك باصرار (الخميني) عليها ولمدة ثمان سنوات. ولقد حصدت هذه الحرب ملايين العراقيين بين قتيل ومعاق اضافة الى الدمار وما تلا ذلك من حروب ودمار. كان صدام والخميني مسؤولين عن بداية واستمرار هذه الحرب. وان قدوم الكتل الايرانية مثل حزب عبد العزيز الحكيم وحزب الدعوة وتمجيدهم للخميني احدث اثرا نفسيا كبيرا لايمكن ان ينمحي خاصة في نفوس اولئك الذين فقدوا احبتهم في الحرب او الاسرى او المعاقيين سواء من الشيعة او السنة. هذا خاصة اذا ما عرفنا بان ايران لاتزال تعتد بهذه الحرب وتنتج الافلام فيها وتكتب الكتب وفي كل ذلك تعتبر (العراق والعراقيين) عدوا لها! ان (الخميني) قائد ايراني قبل ان يكون زعيم شيعي وهو قائد ايراني في وقت حارب بها العراق وقتل ملايين العراقيين فهل يجوز تمجيده؟! ان قادة الائتلاف وحزب الدعوة امام اختبار كبيرة ليس فقط امام السنة بل امام الشيعة العراقيين الذين لايرتضون تمجيد قادة الدول الاخرى رغم احترامنا لهولاء القادة وعدم محاولتنا المساس باي منهم.

الخلاصة هي ان الائتلاف وحزب الدعوة قد فشلا وعليهم اما التصحيح او خسارة تاييد الشعب لهم والذي بدأ بالتزايد الكبير والمضطرد وما تجني براقش الا على نفسها.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter