بسم الله الرحمن الرحيم

ما هو الحل للوضع العراقي الحالي وكيف يمكن لنا ان نصل اليه جميعاً؟


لايوجد ادنى شك ولانحتاج الى عناء البحث والتفكير والاستدلال وسرد البراهين على ان حكومة (نوري المالكي) قد فشلت فشلاً خطيراً يهدد الكيان العراقي بالتمزق في حال استمرارها. ولكن لابد لنا ان نعرج على كيفية وشرعية الانتخابات التي جائت بها هذه الحكومة الى الوجود. لان الذين يتربعون على عروشها من المالكي الى الاخرين يتحججون بالانتخابات.

قلنا في مقال سابق حتى لو كانت الحكومة منتخبة (في حال كون الانتخابات صحيحة) فانها ان فشلت في تحقيق ابسط الامور الاقتصادية او الخدمية فانها تسقط اوتستقيل او تبدل فكيف بها والبلد تنتهك حرماته ويموت اهله ويهدم تراثه ويهجر اهله وهم في داخله ويموت مثقفوه وعلمائله اما قتلا او جوعا او تعسفا او في المهاجر وتقطع اوصاله ويعيش تحت احتلال المرتزقة ووووو وغير ذلك كثير؟ انه من الغرابة ان تخرج حكومة كهذه ويقول رئيس وزرائها انهم قد انتخبهم الشعب. اي شعب هذا الذي انتخبكم؟ شعب يموت قتلا من الارهاب ويسحق سحقا ويراد له العودة الى العصور الوسطى المظلمة ان لم يكن قد عاد فعلا؟!

على كافة الذين امتهنوا السياسة والذين جاؤوا مع الامريكان سواء من ايران او سوريا او بريطانيا او غيرها من دول ان يفهموا بان الشعب الذي حكمته الدكتاتورية لعدة عقود لم يكن مستعداً لخوض انتخابات نزيهة ولقد تم الضحك عليه بواسطة الطائفية واستغلال الدين والرموز والفتاوي والخزعبلات وهذه ليست ديمقراطية صحيحة ولاانتخابات نزيهة ولايمكن ان يعتد بها. ان الشعب العراقي بفصائله العديدة لو توفرت له فرصة انتخابات نزيهة اليوم لما انتخب فرد واحد من السياسيين الموجودين على الساحة الحالة. ولولا وجود المحتل الذي يوفر الحماية لحكومة (المنطقة الصفراء) لما بقي واحد من هؤلاء يوما واحدا في العراق ولفروا بشكل اسوأ من فرار (صدام).

على الشعب العراقي بكافة طبقاته وفئاته وخاصة مثقفيه ان يثور على الواقع الحالي وكل من موقعه وبلا هوادة حتى يتحقق الامن والرفاه والديمقراطية الصحيحة. ان العراق بحاجة الى حركة تصحيحة عارمة يشترك فيها كل الشعب ويجب ان لايهدأ مثقفوه حتى يتحقق الاصلاح ويجب ان تتم الدعوة الى اجراء انتخابات عراقية مبكرة او تكتل عراقي كبير يسقط هذه الحكومة وتاتي حكومة لايشترك فيها احد من الوجوه السياسية الحالية الغير كفوءة والتي تعتمد على الاحتلال لحمايتها.

لقد فشل المالكي كما وفشل غيره من قبل من امثال علاوي والجعفري بينما تحول الاخرون الى بناء دول داخل دول مثل عبد العزيز الحكيم الذي اعتمد مبدأ الوراثة والتوريث. فلماذا كانوا يلومون (صدام)؟! علما بان هناك من صار يدرك اليوم بان (صدام) كان محقاً عندما قرر منع هؤلاء من الخوض بالسياسة (ولو اننا لانتفق مع هذا الطرح خاصة اسلوب صدام بذلك) ولكن هناك من العراقيين من اصبح يقول بان صدام كان محقا بمنع هؤلاء من العمل الحزبي والسياسي والدليل هو ما يفعلونه اليوم بالعراق وهم يستنجدون بالاحتلال لحمايتهم بالبقاء في السلطة. فواعجباه وواسفاه ووالوعتاه!

اذا كان (عادل عبد المهدي) قد استقال فعلا فخيرا قد فعل احتجاجا على كل شيء ويجب ان يخرج اول من يخرج ويعلن استقالته هو نوري المالكي لو كان يملك ذرة من المسؤولية امام الله. فعليه ان يكون صريحا مع ربه ومع الشعب اذا كان فعلا حريصا على الديمقراطية والانتخابات ويقول بانه مستقيل بسبب تدخل قوى الاحتلال وعرقلتها للعملية السياسية وبسبب وضع السياسين العراقين والفساد والاداري وووو وسرد كافة العراقيل والمعرقلين. ليخرج وليقل ذلك ويعلن الاسباب وهو بذلك يكون قد اسدى خدمة للعراق والشعب في كشفه للحقائق ثم ليتوجه بعد ذلك الى صفوف المعارضة وصفوف الثائرين ضد الوضع الحالي والذين سيتزايدون يوما بعد اخر وبشكل مضطرد مادام الوضع يزداد سوءا.

لقد قالها (حسني مبارك) ولم نتفق معه في بداية الغزو الامريكي للعراق اذ قال ان امريكا اذا ارادت للعراق ان يستقر عليها ان تختار حاكم عسكري والابقاء على الجيش وفعلا لو فعلت امريكا ذلك لما وصل العراق بسبب هؤلاء المتجاهلين للشعب ومعاناته وهم على رأس سلطة مسحوقة ببساطيل المرتزقة. لم يكن العراقي يخاف عندما كان يسير في الشارع في زمن صدام ولم يكن الاستاذ يخاف القتل او الخطف او التهديد وكان الوضع افضل بكثير على الاقل من الناحية الامنية رغم تعسف النظام واجهزته الامنية ولكن كان الشعب يعيش بامان ويعرف كيف يتجنب الاجهزة الامنية بشكل معروف ومكشوف اما اليوم فهو لايعرف من هو عدوه ومن هو صديقه وكل ما يعرفه حق المعرفة هو ان حكومة ديمقراطية المنطقة الخضراء الامريكية هي حكومة هزيلة غير قادرة على توفير الحماية والامن وابسط الحقوق له. وهو عندما يخرج من بيته يودع اهله وداع الذي قد لايعود!

ان الحل الوحيد الذي ينقذ العراق هو ان يثور الشعب العراقي ضد كافة انواع الظلم والتعسف والفساد والاحتلال وكل عراقي من موقعه وما يقدر عليه بالكلمة والفعل والجمعيات والتظاهرات وغير ذلك حتى يتم تغير الوضع القائم وبضمنه الوضع السياسي والسيادة المسلوبة من قبل المرتزقة. من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان. وبالنسبة لمنكر العراق لايفيد معه الخيار الثالث لان الخيار الثالث في الوضع العراقي الحالي ينطبق عليه (الساكت عن الحق شيطان اخرس).

كما ويجب الضغط على المرجعية الدينية بان تبدي موقفاً اكثر حزماً من المعاناة الحالية ومن الضعف والتهاون الحكومي والفساد الادراي. فهذه المرجعية ليست معصومة من الخطأ ومن التهاون والضعف وحسب قابلياتها وحسب المرجع كشخص. نحن نحترم المرجعية ولكن علينا ان نطالبها بان تكون اكثر حزماً امام هذا الوضع المنهار الذي يجب ان لاينأى المرجع مثل (السيد علي السيستاني) بنفسه عنه او ان يكون بعيدا بشكل او باخر عنه علما بان كلمته لها تأثير كبير. فهو لو اراد ان يقول بان حكومة المالكي يجب ان تعمل كذا وكذا وهي غير حازمة بشأن الوضع الامني والسياسي والوضع الخدمي وغيره فان ذلك سيكون له اثراً كبيرا. ولكن للاسف فان السيد (علي السيستاني) يبدو انه قد ابتعد بنفسه ولم يكن له موقف قوي وحازم علما بان التاريخ قد افرز لنا امثلة من المراجع لعبوا ادوارا كبيرة في تقويم السياسة وخدمة الشعب والتاثير بالواقع وفي ضروف كانت اقل سوءا من الضروف الحالية التي يمر بها العراق. ان على مرجعية السيد السيستاني ان تكون اكثر حزما تجاه الوضع الحالي او ان يبرز لنا مرجعا اخر حازما وقويا يستطيع ان يؤثر في الواقع الحالي فالوضع بحاجة الى القوة والتأثير وليس العلم الديني والشرعي فقط.

خلاصة الكلام ان على الشعب العراقي ان يثور ضد الوضع الحالي الذي لايغيره الا الشعب بثورة عارمة وبمختلف الاتجاهات
اذا الشعب يوما اراد الحياة **********فلابد ان يستجيب القدر
ولابد لليل ان ينجلي *************ولابد للقيد ان ينكسر

هي لاءات يجب ان ترفع ولعل قيادة شعبية قوية تبرز لتاخذ بها لتصل بالعراق الى شاطيء الامان:

لا للاحتلال
لا لحكومة المنطقة الخضراء وسياسي المحاصصات
لا للبرلمان الذي يعمل على اسس طائفية وعرقية ومذهبية
لا للفساد بكافة انواعه
لا للشيعة
لا للسنة
لا للمسيحية واليزيدية وغيرها
لا للطائفية الدينية والمذهبية والعرقية والقومية
لا للعرب
لا للاكراد
نعم للعراق ونعم للعراقيين ونعم للوطنية ونعم لحكومة وطنية قوية وقادرة على حل كافة الازمات
نعم لمن يقول للاحتلال (لا نريدك ان تحمينا بل ساعدنا لكي تخرج من بلادنا)
نعم للمرجعية القوية التي تقول كلمتها بحزم وقوة ينتج عنها تغيير في الواقع نحو الاحسن
ولا للاعراب والعجم بل نعم للعرب الذين يقفون معنا كشعب ونعم للمسلمين الذين الذين يخافون الله في اخوانهم العراقيين.

التغيير ايها العراقيون سوف لن ياتي من السماء الا اذا اردنا نحن هذا التغيير فالله لايغير ما بقوم حتى يغيروا هم ما بانفسهم.
والتغيير ايها العراقيون سوف لن تقوم به امريكا ببضعة الالاف جندي محتل لان التقارير تؤكد ان امريكا والصهيونية تعملان على تفكيك البنية الاجتماعية العراقية وتساعدان بعض الارهابيين ولهم غايات اخرى غير معلنة. ان التغيير وقلب الواقع الحالي اذا لم ياتي من الشعب بثورة يشترك فيها الجميع فسوف لن يقوم احد بتغيير الوضع ابدا وستطول المعانة الى سنوات عجاف قادمة. ثم اذا اراد ان ياتي يكون بعد سرقة كافة موارد العراق وبعد اغراقه بفوضى عارمة قد لاتنتهي الا بتقسيمه.

والثورة قد تكون اعلامية وشعبية وعسكرية وتعبوية حتى يشرق على العراق فجر يوم جديد يزيح عنه غمامات التلوث المختلفة الانواع ليتنفس شعبه هواء فجر جديد لم تدنسه الملوثات الفاسدة. فمتى يشرق هذا الفجر ومن هم ابطاله؟

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter