بسم الله الرحمن الرحيم

من ينقذ العراق مما هو فيه؟


لله در العراقيين مابرحوا يعيشون تحت وطأة القتل والارهاب والتعذيب والتهجير والغربة الظالمة وتكالب الاقربون قبل الغرباء. لاندري ماذا حل بهذا البلد وشعبه هل هي لعنة من السماء حلت ام هي ظلم وقع فلا يرفع ام ماذا؟!

لقد استبشر هذا الشعب خيراً بنهاية الدكتاتورية رغم ان الذي انهاها هو نفس (الشيطان الاكبر) الذي جاء بها ولكن لم يستمر الامر كذلك حتى دخل العراق في نفق مظلم حالك الظلام ومبهم المصير بعد تسلق ارباب سياسة (الكراسي والمناصب) على السلطة. فبعد ان تم استغلال ما اطلق عليه بالانتخابات للتسلق على هرم السلطة صار هم معظم هؤلاء (اشباه الساسة) هو السرقات والمراكز وتبديد ثروة العراق على الابهة والحرس الشخصي والسيارات المدرعة والسفر الى الخارج على حساب الدولة بحجة المؤتمرات والزيارات وغير ذلك كثير. ومن ناحية اخرى يقبع الشعب تحت وطأة الارهاب والميليشات المسلحة وبنادق الاحتلال (الانكلوسكسوني البغيض) بحيث اصبحت الهوة بين هؤلاء الذين يتربعون في القصور المغتصبة والشعب شاسعة جداً بحيث لايمكن اصلاحها.

بعد هذه المعاناة وهذا القتل والتشريد والدمار والاحتلال والصراع المخجل على السلطة والثروات ومراكز النفوذ من قبل هذه المجموعات اصبح المواطن العادي يسأل هل كان (صدام حسين) محقاً بعدم السماح لامثال هؤلاء من التدخل في السياسة والتحزب؟ اننا لانقول ذلك تأيداً للدكتاتورية ولكن نقول ذلك من خلال نظرة نقدية للواقع المزري الذي وصل اليه العراق ليس بسبب الاحتلال والارهاب فحسب بل بسبب فشل وتصارع الاحزاب وخاصة الطائفية منها على السلطة فقط بينما يترك الشعب يعاني الامريين.

ان الشعب العراقي الذي تسحقه (بساطيل) المرتزقة من جنود الاحتلال (الامريكي-البريطاني) البغيض سوف لن يغفر لمن لايعمل على انهاء الاحتلال والارهاب في نفس الوقت. ان المحتل (الحقير) لن ولايهمه مصلحة العراق وقد تبين ذلك خلال الفترة السابقة. ان الذين يمثلون العراق على هرم السلطة الحالية هم المسؤولون عما يحدث لهذا الشعب امام الله والتاريخ ولكن للاسف انهم على اقل ما يقال بهم (عاجزون كل العجز) عن حماية المواطن العراقي من ابسط المخاطر وعلى كافة المستويات. علاوة على ان الفساد الاداري قد اصبح مستفحلاً كالسرطان يسري في الجسد العراقي. فهل سيغفر الله و التأريخ والشعب لمن يتلاعب بمصيره ويتربع على عروشه بينما يمر الشعب باحلك الضروف ليس على مستوى العراق بل باحلك الضروف على مستوى البلدان الاخرى والتأريخ.

ان الوضع في العراق هو مهزلة اصبحت اضحوكة للشعوب الاخرى ويتحمل مسؤولية ذلك سياسيو العراق في الحكومة والاحزاب والبرلمان. ان هؤلاء سوف يصلون بالعراق الى درجة يجعلون العراقيين (يتحسرون) على ايام (الطغاة ومنهم صدام) لان هؤلاء الطغاة كانوا على الاقل يوفرون الامن للمواطن.

يبدو ان العراق وبوضعه الحالي غير مستعد لتقبل الديمقراطية بشكلها الذي يحترم به الرأي الاخر وهذا ليس غريباً على بلد قد خرج للتو من حروب ثلاثة ودكتاتورية عمياء وحصار بربري. اذن السؤال هو هل يحتاج العراق الى حكم عسكري على الطريقة الباكستانية كحكومة (برويز مشرف) او حتى اشد من ذلك؟ والجواب واضح جداً فالوضع وخاصة الامني اذا ما استمر على ما هو عليه يكون البحث عن سيناريو جديد اولوية (امريكية) اصبحت ملامحها تلوح في الافق من خلال تصريحات مسؤولي قادة الاحتلال وما يتدارس شأنه في الاقبية السرية اكثر.

ان الشعب العراقي سوف لن يقول لا لحاكم عسكري يوفر له الامن والامان واعادة البناء وسوف يبارك المحتل ذلك ويبدو ان لديه السيناريو البديل حين يعلم ان الشعب بدأ يرفض هذا الوضع بشكل اكبر وهو ما يحصل الان ولايحتاج ان يتحول العراق كله الى المقاومة.

ان على الحكومة الحالية ان ترفض الاحتلال بشكل مبدأي على الاقل وتطالبه بعدم التدخل بالشؤون العراقية او فرض هيمنته الخاصة. وعليها ان تطالبه بالمساعدة على ترتيب الامن وبناء القوات واعادة البناء ووضع جدول زمني بالرحيل عن العراق وبشكل كامل. ويجب اعادة الجيش العراقي الذي حله (بول بريمر الصهيوني) واجهزة الامن والمخابرات من الذين لم تتلطخ ايديهم بدماء العراقيين. كما ويجب عدم اقصاء المنتمين لحزب البعث من الذين لم يشتركوا بالجرائم واعادة من يريد الدخول في العملية السياسية منهم بشكل سلمي وحضاري.

كما ويتعين على هذه الحكومة ان تمد يدها وتتفاوض مع الشرفاء ممن لايقاتلون الا المحتل (الحقير) فهؤلاء الذين يقومون بمقاومة الاحتلال ويحرمون اراقة الدم العراقي انما يمتلكون هدف وطني حر وشريف يجب ان لايتركون لجهات اقليمية تحركهم بشكل مباشر او غير مباشر مما تجعلهم ينحرفون من حيث يعلمون او لايعلمون عن الهدف الاساسي وهو انهاء الاحتلال البغيض. فعلى الحكومة مسؤولية وطنية باحتضان هؤلاء وضمهم اليها قبل ان يتحولوا الى ورقة بيد الاخرين لسبب او لاخر. ونحن هنا لانتكلم عن الذين يقتلون الشعب والذين يثيرون الفتنة وهي اشد من القتل مثل (القاعدة) بل عن الذين يهدفون الى مقاومة المحتليين فقط.

واخيراً نقولها صريحة ان الذين كانوا يشتكون من تسلط صدام بالامس اصبحوا اكبر منه تسلطاً اليوم واذا كان صدام يبدد اموال الشعب فلقد اصبح اليوم عشرات الالاف من (امثال صدام) يبددون ثروات الشعب. فلقد صارت الدكتاتورية الواحدة (دكتاتوريات متعددة) وباشكال مختلفة وازياء حدث ولاحرج. اضف الى ذلك ان العراق الذي كان قلعة حصينة لم يستطيع احد من اختراقها بشكل سهل اصبح اليوم مرتعاً للمخابرات الاقليمية والدولية وعصابات الخطف والقتل والمهربيين واللصوص والقتلة وغير ذلك ما لايعد ولايحصى.

فهل من منقذ ينقذ هذا البلد مما هو فيه ام اسدل الستار على امل الاعداد لمسرحية جديدة بعد حين؟!

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter