بسم الله الرحمن الرحيم

الاحتلال الامريكي البغيض يدمر العراق ويمهد للسقوط الامريكي الوشيك


يبدو وبما لايقبل الشك وحسب دراسة بسيطة للتاريخ والواقع المعاصر بأن (الامبراطورية الامريكية) قد ثقلت وبدأت بالسقوط المحتوم. فالتطور الطبيعي لكافة الاشياء هو مرورها عبر مراحل نحو الارتفاع وخاصة ما يتعلق بالامبراطوريات والدول العظمى وحالما تصل تلك الدول الى اوج ارتفاعاتها لابد وان تبدأ بالهبوط المتسارع. ومن الطبيعي ان يحتاج الجسم حين ارتفاعه الى طاقة ووقت لكي يندفع الى الاعلى ولكن في النقطة التي يبلغ فيها اوج ارتفاعه يسقط بشكل مفاجيء وسريع ومتسارع نحو الهاوية التي تجعله يرتطم بالارض ليستقر فيها كشيء صغير. هكذا بالضبط كان حال الامبراطوريات السابقة كالصينية والفارسية والبابلية والفرعونية والرومانية والاسلامية والعثمانية ثم البريطانية واخيراً الروسية التي شهدنا سقوطها المفاجيء والسريع في عصرنا هذا.

ان امريكا ليس استثناء واذا ما درسنا التاريخ فاننا سوف نخرج باستنتاج واحد لاغير الا وهو ان كافة الاسباب التي ادت الى سقوط الامبراطوريات السالفة هي مجتمعةً وموجودة في كيان الامبراطورية الامريكية وخاصة ما بعد حربها في العراق.

ان واحدة من اهم اسباب انهيار وسقوط الامبراطوريات الماضية هي ضلوع هذه الامبراطوريات في حروب كثيرة استنزفت طاقاتها بعد ان حولتها الى عملاق كبير ولايخفى ان كبوة العملاق تكون اشد من كبوة الشيء الرشيق والصغير. ولقد تسببت الحروب والكبرياء لتلك الامبراطوريات باعداء كثيرين لم يكونوا منفردين بقادرين على القضاء عليها ولكن عندما نهش كل واحد منهم نهشته في جسدها سقطت وتهاوت. ومما ساعد على ذلك السقوط هو انتشار الرذيلة وفقدان القيم الاخلاقية الفاضلة في داخل هذه الامبراطوريات ولقد صنف ذلك ضمن الاسباب المهمة لسقوطها.

لقد كانت امريكا في القرن السادس عشر عبارة عن مستعمرة بريطانية تم ترحيل المجرمين والقتلة اليها كعقوبة لهم. وكانت بريطانيا الامبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس من الصين الى امريكا. فاين صارت هذه الامبراطورية الان سوى ذيل يتبع مستعمرتها القديمة امريكا. فصارت التي كانت تسمي نفسها (الام لمستعمراتها) مجرد تابع وذيل لاحدى هذه المستعمرات. وهي الان تستعد لانفصالات مؤكدة بعد ان تستقل (اسكتلندا) وربما (ويلز). وعليه فان العد التنازلي للسقوط الامريكي قد بدأ فعلاً وبلا شك فهي قد بلغت القمة في عام 1991 بعد (حرب المجرم جورج بوش الاب). تلا ذلك الارتفاع سكون بسيط خلال اعوام (الحصار البربري الوحشي والاجرامي) على العراق ثم بدأ السقوط بعد عام 2001 مباشرة بعد حادثة الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك. اما السقوط الملحوظ فلم يبدأ بالظهور الا بعد غزو العراق والاجهاض على ما تبقى به من بنى وثروات حتى الان. كان بالامكان لامريكا ان تسقط نظام (صدام حسين) في عام 1991 ولم تفعل. كما وكان بامكانها اسقاطه بعد ذلك ولكنها قتلت الشعب العراقي بحصار لايمكن لنا ان ننساه ابداً. لم يكن مجرد حصار بل كان استهتار بمصير وسيادة وكرامة كل عراقي شريف وحر ووطني. ولاننسى تبرير (المجرمة مادلين البرايت) الصهيوينة التي عندما سألت اذا ما كان الثمن يستدعي قتل نصف مليون طفل عراقي ردت قائلة (نعم)! لانقول (نعَمَ الله ضلوعها) ولكن ستلقى هذه العجوز الشمطاء حساباً عسيراً في يوم تشخص فيه الابصار وستجد لها في جهنم مستقرا وقرارا بعد ان يقاضيها امام الله نصف مليون طفل عراقي قتلتهم بحصار رئيسها صاحب الفضائح (المونكا لونسكية) (بول كلنتن). كما وكان يمكن لامريكا ان تسقط صدام من الداخل ودون التسبب بغزو همجي حقير في عام 2003. ان امريكا وتابعتها بريطانيا مسؤولتان مسؤولية تامة واخلاقية عن كل ما جرى في العراق منذ عام 1979 عندما جاؤوا بصدام للسلطة لكي يقاتل نيابة عنهم ضد (خميني) الذي هو بدوره اعطاهم فرصة للاستمرار بهذه الحرب ولم يقبل بايقافها الا بعد ان وصف ذلك كشرب جرعة من السم. اننا لاندري كيف افتى (خميني) بان يقاتل المسلم اخيه المسلم وكيف لم يحقن دم المسلمين لكي يوقف هذه الحرب علماً بانها خلقت من صدام بطلا قومياً واعطت الذريعة بالقتل والسجون والتهجير وما الى ذلك.

واليوم وبعد جميع الدمار الذي تسببت به امريكا للعراق فان كافة العراقيين يعلمون بان امريكا لاتريد الخير لهم ولا لوطنهم وكيف يريد الخير للعراق من قتل ابنائه في الحروب وتسبب بدمار وذل واستهتار رهيب في حصاره؟! ان الذي يتشبث باذيال امريكا اما عميل لها او يخاف على ان تسلب منه سلطة معينة. لقد فشلت امريكا في العراق وسوف لن تنجح على الاطلاق بل سيكون العراق مقبرة لها ولجنودها كما حولته الى مقابر جماعية منذ حرب عام 1979 حتى الان.

ان على العراقيين ان يتوحدوا ويدركوا بان مصدر الارهاب هو (امريكا) فهي التي صنعت (طالبان والقاعدة) وجائت بهما للقضاء على نظام مجيب الله في افغانستان التي كانت تعد من اجمل البلدان الا ان امريكا حولتها الى خراب ودمار. هذه هي سياستهم في تجهيل الشعوب وخراب البلدان ما دام الامر لايمسهم. وهذا ما قاله (المعتوه بوش الابن) بانه يريد ابعاد الحرب ضد الارهاب وينقلها الى معاقل الارهابيين! فهل كان في العراق معقل للارهاب؟ اليس هذا معتوهاً لايعرف ما يقول؟ ام انه لايكترث كغيره منهم بل يريد تدمير هذه الشعوب. لقد استقطبت امريكا الارهاب معها الى العراق بل وهي التي تشجع وتساعد وتغمض الطرف عن العراقيين اذا ما قتلوا بعضهم البعض. اليست سياسة (ابو ناجي) هي سياسة (فرق تسد)؟!

ان امريكا تتهاوى وتسقط واليوم وكلما مر يوم يتضح للجميع بان كلمة العراقيين تجتمع ضد الاحتلال الامريكي البريطاني البغيض وعليه فان بعض المجاهدين الذين لايستهدفون الا العدو المحتل اخذوا يحاربون كل من يقتل او يريق او يستبيح الدم العراقي مهما كان. ومن هنا جاء توحيد صفوف المجاهدين ضد ما يسمى (بالقاعدة) لانهم عرفوا بان القاعدة ما هي الا صناعة امريكية يراد بها جعل العراقيين يتقاتلون مع بعضهم البعض لكي يخلو الجو للمحتل البغيض لتمرير اهدافه ولاعطائه الحجج للبقاء ولسرقة خيرات العراق دون مبرر ولارقيب ولكي يفرض ما يشاء من قوانين وخطط تخص النفط وغيره بينما يغرق العراقيون في وحل الاقتتال.

ان العراقيين جميعاً يجب ان يتوحدوا ضد الاحتلال لكي يجعلوا من هذه الارض مقبرة للاوغاد الذين دمروا بلدنا. ولسوف نرى عن قريب كيف ان امريكا تعلن افلاسها وكيف انها تهوي ساقطة ولعل هذا السقوط سيكون من العراق. لقد دخل العراق سنته الخامسة بعد الاحتلال البغيض وهو مسلوب السيادة وليس لديه ارادة ولا يشبه اصغر دويلة فقيرة فلا يوجد فيه جيش قوي وينفرد القرار الامريكي بحق الفيتو ضد اي شيء يشاء اضافة الى اعطاء الجندي الامريكي المرتزق سلطة فوق القانون وفوق البشر من مواطني هذه الدولة. انه شيء يدعو الى السخرية والخزي والعار والاسف وشر البلية ما يضحك. فاذا كان هذا الجندي فوق القانون وفوق البشر في العراق فليذهب الى الجحيم غير مأسوفاً عليه. كيف يمكن للعراق ان يدافع عن نفسه امام قوى اقليمية اصبحت تمتلك الطاقة النووية بل انه لايستطيع الدفاع عن نفسه امام ابسط الجيوش. فبعد ان كان العراق يمتلك واحد من اقوى الجيوش في العالم وفيه كافة الصنوف العسكرية المختلفة اصبح يمتلك مجموعات من المشاة والشرطة غير المكتملة التسليح مع انعدام الصنوف الفعالة مثل صنف القوة الجوية والدفاع الجوي والصواريخ والمدفعية وغيرها. كما وتعرضت كافة قطاعات العراق للدمار والتخريب المنظم خلال سنوات الحرب الامريكية البريطانية الاخيرة كاستمرار لما قبلها من حروب وحصار.

اننا نشد على ايدي المجاهدين ضد امريكا وحليفاتها من باقي المحتلين وضد الارهابيين الذين يقتلون الشعب بحجة تشويه الجهاد المشروع وهم منه براء. وسوف تسقط امريكا عن قريب جداً كما يلوح الصبح بعد ليل طويل. كما وسينجرف معها كافة فلول الارهاب والطائفية. فالفشل الامريكي في العراق اصبح لايحتاج الا الى اعتراف ومراجعة للنفس من قبل جورج بوش قبل ان يستفحل اكثر وعلى كل من يشارك في حكومة العراق الحالية ان يتحمل مسؤوليته الوطنية ضد الاحتلال والمطالبة بجدول زمني يتم خلاله خروج الاحتلال وعدم تدخله بالقرار العراقي كما ويجب اعادة الجيش العراقي الى الخدمة بكافة صنوفه وعدم الاعتماد على التسليح الامريكي بالدرجة الاولى. كما ويجب ان يعاد العمل بالخدمة الالزامية.

ان العراق سوف لن يتطور ولن يتحرر ولن تكون فيه ديمقراطية حقيقية تحت الاحتلال والفيتو والسيطرة (الانلكوسكسونية).

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter