بسم الله الرحمن الرحيم

حرمة اراقة الدم العراقي ومقاومة الاحتلال الثلاثي البغيض


اتضح بشكل لايقبل الشك بأن امريكا وحليفتها العمياء بريطانيا دولتي احتلال بلا وازع اخلاقي تجاه الشعب العراقي. فلقد مرت اكثر من اربعة سنوات على الاحتلال البغيض الذي لم يتسبب الا بتدهور البلد بشكل رهيب بحيث اصبح الوضع يبدو ميؤوساً منه اكثر مما كان في عهد صدام حسين. ففي زمن الطاغية الذي اوصل العراق الى ما هو عليه كان العراق يمتلك الامن الوطني رغم تعسف النظام وكان لديه جيش يمكن له ان يحمي البلاد من الدول المجاورة على اقل تقدير. اما اليوم وبعد قرار الحاكم الامريكي اللعين (بول بريمر) الذي حل الجيش واجهزة الامن والشرطة وسرق الملايين من اموال العراق فان العراق اصبح بلد بلا حماية ولا امن ولايمتلك جيشه سوى اسلحة بسيطة ويفتقر الى ابسط مقومات الجيش الحديث وحتى القديم. فلايوجد فيه الا صنف المشاة الذين لم يتدربوا الا على كيفية معالجة المجموعات الارهابية وبشكل غير كامل رغم صرف الملايين من الدولارات التي تذهب الى الشركات الامريكية على ذلك.

لقد اصبح العراق بعد الاحتلال (الانكلوسكسوني الامريكي البريطاني) بؤرة للارهاب والقتل والعصابات والفساد الاداري والاجتماعي وصارت خيراته تتعرض للنهب والسلب من القاصي والداني وبشتى الاساليب والطرق. ولايخفى على احد ان راتب رجل الحماية الشخصية الذي يعمل لصالح الشركات الامنية البريطانية والامريكية يتجاوز الالف دولار باليوم الواحد. وان جميع هذه الاموال تدفع من قبل العراق علاوة على ان العراق لايزال مكبل بدفع تعويضات (حرب الكويت) والبحث عن اسلحة (جورج بوش الاب توني بلير المستقيل) ذات الدمار الشامل!

ان المخطط الذي يستهدف العراق ينفذ على شكل خطوات واضحة لتدميره وامتصاص خيراته النفطية التي اصبحت نهباً لايخفى على احد من قبل اطراف تعمل في الحكومة العراقية او في الاحزاب والجمعيات المتنفذة ومن قبل المحتل البغيض. وبينما يطفو العراق على بحر من النفط الممتاز والغاز الهائل يفتقر مواطنه الى ابسط مقومات الحياة ولايمتلك حتى النفط الذي يتدفأ به او الوقود الذي يستخدمه وليس لديه كهرباء ولاماء صالح للشرب وتعوم بيوته على برك من الماء الاسن والمجاري المفتوحة بينما تتقدم ايران التي اشتركت معه بحرب ثمان سنوات نحو امتلاك احدث التقنيات وبضمنها الطاقة النووية الهائلة التي ستوفر لها ما لم تكن تحلم به يوماً ما.

ان المحتل وفي الوقت الذي حل به الجيش والاجهزة الامنية المختلفة قام بفتح الحدود العراقية على مصراعيها بحيث دخلت اعداد كبيرة من الارهابيين الاعراب والاعاجم وعلى مرأى ومسمع ودراية من المحتل ومن مختلف الحدود الغربية والشرقية. وهناك تقارير تؤكد بأن المحتل الامريكي والبريطاني له اتصالات لاتخلو من المكر والخداع والارواق الضاغطة والتنسيق مع بعض المجاميع الارهابية وضد العراق. ولقد اعطت الاحداث التي تدور في العراق الذريعة للاحتلال لكي يبقى ويبني له قواعد كبيرة وخطيرة في العراق. ولعل البعض يقول بان امريكا قد دفعت بالعديد من جنودها ضحايا في العراق وهذا غير صحيح. اذ ان العديد من الجنود في الجيش الامريكي هم مرتزقة يتم تجنيدهم من العديد من مناطق العالم مقابل راتب علاوة على ان مقتل اربعة الالاف او اكثر لايهم كثيراً بالنسبة لهم خاصة اذا ما تم تقسيم العدد الذي وصل تقريباً الى 3500 على اربعة سنوات مما يجعل العدد اقل من الف جندي يقتل في السنة الواحدة. وان هذا ثمناً قد دافع عنه جورج بوش وقال بانه يتوقع المزيد. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فان اعداد هائلة جداً من العراقيين قد تم قتلهم سواء من قبل القوات الامريكية والبريطانية المحتلة او من قبل الارهاب والعصابات وغير ذلك. كما وان البلد فقد خيرة علماءه ومثقفيه وخبرائه ومعامل الانتاج والتصنيع وتعطلت فيه حركة التقدم بل واصبح يسير الى الوراء بشكل مضطرد.

لقد شهد الشهر المنصرم ايقاع اكبر عدد من القتلى في صفوف المحتل مما دفعه الى التفكير بتعديل سياساته تجاه العراق والشعب العراقي وتجاه مجاميع الارهاب التي يتعامل معها. كما وشهد هذا الشهر ازدياد الوعي العراقي فيما يحاك له من قبل المحتل وعلاقته بالارهاب التي تمثل وجهان لعملة واحدة. وعلى هذا الاساس فان جميع من ينشد مقاومة الاحتلال اصبح يحرم وبشكل كامل اراقة الدم العراقي ويتجه لضرب المحتل. وعليه فان المقاومة التي تقوم بذلك قد يصبح لها مصداقية وتأييد من قبل الشعب خاصة وان هذا الشعب قد مل وعود الاحتلال وهو يراه يهدم بلاده ولايهمه سوى امن جنوده بينما يترك الارهاب يفتك بالعراقيين فتكاً. و قد قامت عشائر الرمادي البطلة التي تعتبر مقاومة للاحتلال بالتصدي للمجاميع الارهابية من القاعدة وتغلبت عليها وهي بذلك تكون قد اسقطت ورقة من الاوراق التي يراهن عليها المحتل للبقاء وللضغط على أية حكومة عراقية من اجل حمايتها والابقاء عليها كالرهينة مابينه وبين الارهاب.

ان المقاومة الحقيقية للاحتلال يجب ان تركز عليه وعلى المجموعات الارهابية التي تعطيه الذريعة للبقاء وليس على الابرياء من الشعب العراقي سواء كانوا سنة او شيعة او غيرهم. فالذي يريد اخراج المحتل من البلد عليه ان يخرج كافة اشكال الاحتلال ليست الامريكية البريطانية فحسب بل المجاميع الارهابية التي جائت لتصفي حساباتها مع امريكا على حساب العراق وشعبه والتي لاتريد لامريكا ان تخرج من العراق لان ما تريده هو الابقاء عليها في العراق لكي تستمر معركتها معها. اذن فان امريكا والقاعدة ومن على شاكلتها هما احتلالان في ان واحد كل واحد منهما يريد البقاء وتجمعهما مصالح مشتركة رغم العداء بينهما وللاسف فان دافع الثمن هو شعب العراق.

ان الجميع يعلم بان القاعدة هي صناعة امريكية بحته انقلب احدهما على الاخر ولكن بقيت تجمعهما مصالح واهداف مشتركة لعل اهمها هو حب الاثنين للقتل وارهاب الشعوب واستخدام القوة من اجل الهيمنة على الاخرين بعد تجهيلهم وافراغهم من العلم والعلماء كما فعلت امريكا في كمبوديا وفيتنام والقاعدة في افغانستان وهي التي جائت بها امريكا على قطار طالبان.

على العراقيين ان يتوحدوا ويعلموا بان الدم العراقي تحرم اراقته الا بارادة القانون وتحت طائلة القضاء العادل. كما وعليهم بالوحدة ضد المحتل وضد من يعطيه الذريعة للبقاء وعدم اعمار البلد. وهنا لابد ان تتخذ عشائر ديالى البطلة من بعقوبة وبهرز ومندلي وشهربان والمنصورية وهبهب وقزلجه وجلولاء وخانقين وابوصيدا والمبازل ونوفل وصخر والسعدية والخالص والبزايز وغيرها من عشائر المناطق عليها ان تتخذ وتنفذ قرار الانقضاض على رديف الاحتلال الامريكي البريطاني أي القاعدة ومن التف حولها لكي تطهر اراضيها كما قامت بذلك عشائر الانبار البطلة. عند ذاك يمكن لها ان تقاوم احتلال امريكا وتفرض وجودها عليه كعشائر تعيش في وطن محتل وليس كعصابات ارهابية تقتل العراقيين وتترك المحتل يتفرج عليهم. ان عصابات الارهاب بكافة اطيافها تعمل لصالح الاحتلال ويجب القضاء عليها.

كما وعلى الحكومة العراقية الحالية ورغم ضعفها ان تثبت بانها حكومة وطنية لاتريد للاحتلال ان يستمر وعليه فانها يجب ان تضع شروطها وتطالبه بالسماح لها بتسليح الجيش واعداده واصلاح الفساد والخدمات. ان على هذه الحكومة مسؤوليات كبيرة جداً وعليها بالتفكير واعادة الخدمة الالزامية في الجيش ولو لمدة قليلة مثل ستة اشهر كحد ادنى. وعليها باعداد جيش قوي بكافة الصنوف العسكرية وخاصة صنف القوة الجوية والدفاع الجوي والمدفعية والصواريخ التي يضع عليه المحتل البغيض (حق الفيتو) الان. كما ويتحمل اعضاء البرلمان العراقي مسؤولية جسيمة في توحيد الصف ومقاومة الاحتلال والضغط على المحتل من اجل تنفيذ التزاماته تجاه العراق من ناحية الاعمار والبناء وتوفير الخدمات وبناء الجيش والامن ووضع جدول زمني للانسحاب دون ترك قواعد مخيفة وكبيرة في البلد.

لقد تحول العراق من بلد ذا دكتاتورية واحدة الى بلد يعوم فوق دكتاتوريات متعددة الوجوه والازياء وا تتصارع على السلطة والثروات وليس لها من الوطنية الا الاسم! فتباً لاحتلال لم يأتي الا بالويل والبلاء والزيف. وليسقط الاحتلال الامريكي-البريطاني-الارهابي وان يومهم لقريب جميعا قد لاحت تباشيره في افق العراق الموحد فمنهم من اعترف بالهزيمة (بريطانيا) وسوف يسحب قواته بعد اشهر ومنهم (امريكا) من اقر بها واما ثالثهم (وهو الارهاب) فقد بدأت تباشير وحدة العراقيين تلوح في افق بغداد وديالى بعد الرمادي لتحطيمه وطرده.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter