بسم الله الرحمن الرحيم

بغداد ما بين تفجير مرقد الشيخ الكيلاني وبين اجتماع الذل الايراني الامريكي


ان التفجير الذي استهدف مرقد الشيخ عبدالقادر الكيلاني اليوم وتسبب بتدمير اجزاء منه ومقتل العديد من الابرياء العراقيين انما هو موجه ضد الشيعة قبل ان يكون موجهاً ضد السنة. فالمرقد وجامعه ومأذنته لايمثل شريحة دون غيرها بل انه شاخص تأريخي من شواخص العراق العديدة التي لاتنحصر في فئة دون غيرها كما هي كافة المراقد والمزارات الاخرى التي اشترك في تقديسها والعناية بها جميع العراقيين بكافة اطيافهم وعلى مختلف مستوياتهم العلمية والثقافية.

مرة اخرى وبنفس الايدي التي تلطخت بدماء الابرياء في سامراء والنجف وكربلاء والكاظمية تتلطخ تلك الايدي بدماء العراقيين باستهداف مرقد الشيخ عبد القادر الكيلاني. انها نفس تلك الايدي التي اقرت بتفجير مرقدي الامامين العسكري والهادي في سامراء. فالعملية تحمل نفس البصمات ولكن للاسف الشديد فان الشعب العراقي المقهور والمغلوب على امره من قبل الاخوة قبل الاعداء لايمتلك حكومة قوية. فلم يحصل هذا الشعب على الاجابة عن منفذي العمليات الخطرة التي كادت ان تدفعه الى هاوية الحرب الاهلية مثل تفجير مراقد الائمة في سامراء وغيرها مما تلاها او ما حصل بعدها! وهذا خير دليل على الحكومة العراقية لاتملك من امرها من شيء بل ان الامر كله بيد قوات الغزو والاحتلال (الامريكي البريطاني) البغيض.

ان فتح تحقيق عاجل ودقيق عن تفجير مرقد الكيلاني يضاف الى قائمة المسؤوليات التي عجزت عنها حكومة العراق الحالية. ان فتح تحقيق في هذا الامر مهم جدا لكي يطلع الشعب العراقي بسنته وشيعته واطيافه الاخرى والعالم على الايدي القذرة التي تحاول دفع هذا البلد الى الهاوية.

ان الاعتداء على المرقد التاريخي للشيخ عبد القادر الكيلاني يجب ان يدان من قبل الشيعة قبل السنة وبشدة ويجب ان تتكاتف الجهود لكي يتم القاء القبض على مدبري هذا الاعتداء الاثم والجبان. كما وعلى كافة العراقيين ان لايستعجلوا بتوجيه الاتهامات الى بعضهم البعض او الى فئات دون اخرى قبل اجراء التحقيق لان الاتهامات هي واحدة من الغايات التي يريدها منفذو هذا التفجير.

اننا نقترح خروج الشعب العراقي بسنته وشيعته بمضاهرات عارمة تطالب بالوحدة والقضاء على الارهاب و خروج المحتل البغيض. كما ويستحسن ان تقام صلاة الجمعة القادمة في مرقد الشيخ عبدالقادر بمشاركة الشيعة والسنة وبامامة امام هذا المرقد لكي يفهم الاعداء بان الشعب العراقي واحد ولافرق بين شيعته ولاسنته انما الذين يريدون احداث الشرخ بين مقومات الشعب هم اعداءه ومن اجل مصالحهم وهم ليسوا من الاسلام بشيء وان كانوا يدعونه.

لقد اثبتت السنوات الاخيرة واحداثها الدامية بان لا احد يهمه امر الشعب العراقي سواء من قبل المحتل البغيض او من قبل دول الجوار او غيرهم وعليه فان الامر متروك للعراقيين بان يوحدوا طاقاتهم ويعملوا على التخلص من الارهاب والاحتلال في ان واحد مع تاجيل الصراع على المكاسب السياسية وما شابه ذلك الى ما بعد التخلص من هاذين الشيطانيين الكبيرين. فالارهاب هو جزء من الاحتلال والاحتلال يستخدم الارهاب كورقة ضغط ليمزق بها الصف ويبعد بها الضربات عن جسده وتكون حجة له بالبقاء لكي ينفذ مخططه الرهيب في تمزيق العراق.

ان لقاء (كروكر وسفير ايران) اليوم في بغداد سوف لن يحل مشاكل العراق المستعصية التي يتسبب بها مصالح هاتين الدولتين وصراعهما القديم. انه لمن دواعي المأساة والهوان والذل ان يجتمع سفيري دولتين في الدولة التي تضيفهم لكي يقرروا مصير هذه الدولة! ولكننا نعرف بان هاتين الدولتين قد تسببتا بتدمير العراق بشكل مباشر وغير مباشر. اننا لاننسى كيف ان امريكا دفعت صدام لقتال (الخميني) وكيف ان الخميني اراد تحرير القدس ومحاربة الشيطان الاكبر (امريكا) بطريق يمر عبر كربلاء فدفع الشعب العراقي كما هو الشعب الايراني الثمن ولكن الشعب العراقي لايزال يدفع هذا الثمن حتى الان. فلقد ولدت حرب (صدام-خميني) الصهيونية الامريكية حرب الكويت ثم حصار (جورج بوش-كلنتن-الاعراب) تلاها حرب جورج بوش الابن وتوني بلير. واليوم يدفع الشعب العراقي الثمن مضاعفاً نتيجة للصراع الايراني الامريكي مرة ثانية. فلم يعد خافياً بان احد الاسباب التي تريد بها امريكا بالابقاء على احتلال العراق هو ايران بينما تقوم ايران بمحاربة امريكا على ارض العراق. ان ايران تخاف من قوات الاحتلال في العراق بينما ستفاجأ بان امريكا تضربها من الخليج ومن القواعد هناك. حيث ان امريكا تلوم ايران على العدد المتزايد من القتلى في صفوف جنودها وهذا سوف يعجل من قرار ضرب ايران اسرع.

اذ يبدو ان لقاء سفيري امريكا وايران في بغداد سيكون بداية الضربة التي ستوجهها امريكا الى ايران والتي قد اكتملت حساباتها ولم يبقى الا ساعة الصفر للتنفيذ. حيث ان تصريح السفير الامريكي الذي لم يكن مشتركاً مع نظيره الايراني كان بمثابتة التحذير شبه النهائي لايران لكي تنهي دعمها للارهاب في العراق. فهل ستكون الضربة الامريكية لايران خلال الاسابيع القادمة لننتظر ونرى.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter