بسم الله الرحمن الرحيم

الوقوف عند نقطة اسقاط صدام خطأ والاحتلال الانكلوسكسوني يهدف الى تفتيت العراق


لم يعد خافياً على احد وبعد اكثر من اربعة سنوات من احتلال العراق من قبل القوات الامريكية والبريطانية ومن تحالف معهم بأن الهدف الرئيسي لهذه القوات هو غير ما يتم اعلانه بصدد الديمقراطية وما شابهها.

لقد اصبحت خيوط المخطط الانكلوسكسوني تتضح بشكل لم يعد سراً ولو ان ما خفي في السر اكبر. حيث ان هناك مخططات سرية لايمكن لامريكا ان تدفع ثمنها غالياً من اجل عيون العراقيين الذين قتلتهم على مدى اكثر من عشرين سنة هي وحليفتها العمياء بريطانيا.

يجب على العراقيين ان ينتبهوا الى ان المخطط غير المعلن للحرب الجارية هو تفتيت العراق الى دويلات ومشايخ على اساس عرقي ومذهبي وطائفي. وسوف يصبح كل عراقي يتحسر على ثلاثة دويلات فيما لو تم تنفيذ المخطط الانكلوصهيوني بجعل العراق مشيخات ابتداءاً من مشيخة البصرة الى مشايخ الشمال بحيث تصبح كل مشيخة بحاجة الى حماية انكلوسكسونية مقابل امتصاص ثرواتها النفطية وابقائها ضعيفة من اجل عيون اسرائيل. هذا هو المخطط الذي اصبحت خيوطه واضحة وليست بحاجة الى عناء كبير للاستدلال عليها وهناك مؤشرات وتقارير سرية يتم تداول محتوياتها على مستوى عالي وسري في الدوائر الصهيونية الامريكية.

اننا نحذر كافة الخيرين من ابناء الشعب العراقي الكرام ممن لايرتضون بهذا الذل والهوان والدمار بان يبقوا على حذر وان يعملوا على افشال مخطط الدوائر الانكلوصهيونية الرهيب. انهم يعملون الان على اساس بريطاني بغيض هو نفس السياسة البريطانية البائدة أي (فرق تسد). هذا ما قامت وتقوم به القوات البريطانية في البصرة وليس من الغريب ان نرى كيف يتفرج الجنود الامريكان على المئات من العراقيين يقتلون على ايدي العصابات الارهابية. ليس هذا فقط بل ان هذه القوات تساعد الارهابيين على الفرار وتطلق سراحهم ولقد اعتمدت سياسة امريكا خلال السنوات الماضية على عدم الاهتمام ببناء جيش وقوات عراقية قوية بل تم اعداد قوات ضعيفة ليست ذات تسليح قوي وهي اشبه ما تكون بالكشافة الغير قادرة على الدفاع عن نفسها. وفي نفس الوقت ينتشر الفساد الاداري والسرقات بما في ذلك النفط والمبالغ الطائلة التي تدفع لامريكا من اجل تدريب ضعيف للجنود.

ان امريكا وحليفتها بريطانيا لايهمهما الشعب العراقي سواء السنة او الشيعة او العرب او الاكراد وغيرهم بل يهمهما مصلحتيهما ومصلحة اسرائيل. ان تقسيم وتشتيت واضعاف العراق هو الغاية من اجل تحقيق هذه الاهداف.

ان على العراقيين ان ينتبهوا وان لايبقوا رهناً لمسألة واحدة قد انتهت وهي ان امريكا قد اطاحت بصدام. فمن الذي جاء بصدام ومن الذي ساعد على تأجيج الحرب مع ايران ومن الذي قتل اطفال العراق بالحصار الظالم ومن الذي قتل وهدم العراق في حرب الكويت ومن الذي هدم البقية الباقية في حرب جورج بوش الابن وتوني بلير المستقيل ومن الذي جاء بالارهاب وسمح له وغض النظر عن كل تدمير في العراق؟؟ الجواب هو امريكا وبريطانيا.

ان امريكا قادرة على ضبط الامن وبشكل كبير وعلى تسليح الجيش العراقي للقيام بذلك ولكنهم لايريدون ذلك. انهم وعلى مدى الايام الماضية يشنون حملة تفتيش واسعة جداً على ثلاثة جنود امريكان تم خطفهم بينما يتم قتل المئات من العراقيين على مرأى منهم وكأن شيئاً لم يكن. ولقد اشار أحد شيوخ عشائر الانبار الابطال قبل ايام الى ان القوات الامريكية تتعامل بشكل لطيف مع الارهابيين وتطلق سراحهم لكي يقوموا بعملياتهم من جديد.

لقد اصبح واضحاً ما هو الدور الامريكي البريطاني الصهيوني في العراق وعلى العراقيين ان يتوحدوا وان ينسوا بانهم شيعة او سنة او ما الى ذلك لان هذا ما تريده لهم الدوائر الانكلوسكسونية وهي مرتاحة لذلك وتضمر غير ما تعلن. لقد اصبح الوجود الامريكي في العراق عبئاً كبيراً واحتلالاً بغيضاً يجب ان ينتهي قبل ان يحقق اهدافه من تقسيم العراق الى مشايخ ودويلات ضعيفة. ان امريكا اصبحت غير مرغوب فيها في العراق ولا احد يأسف على جنودها اذا قتلوا او اختطفوا لان حكومتهم لاتأسف عليهم وهي تتصدى الى مخطط رهيب للعراق يقضي عليه كدولة وشعب وحضارة.

و الاسف كل الاسف بان هناك مثقفون قد بالغوا كثيراً وبقوا يدورون في نقطة واحدة هي ان امريكا خلصتهم من صدام ولكنهم نسوا الكثير من المسائل المهمة وبقوا راكزين في نقطة اسقاط صدام دون حراك وهذا خطأ كبير. ان الواقع يقول بان امريكا كان يمكن لها ان تسقط صدام دون الحاجة الى كل هذا الدمار وكان يمكن لها ان تسقطه منذ عام 1991 ولكنها هي التي ابقته وقتلت الشعب طوال 12 سنة من الحصار والاستهتار بمصير العراقيين تحت احذية المستهترين من مفتشي اسلحة الدمار الشامل التي اثبتت بطلانها. وللاسف ان بعض هذه الاقلام كتبت مؤخراً واصفة (القاتل والذيل الامريكي توني بلير) بانه رجل من عظماء التاريخ بل لقد تمادت هذه الاقلام تمادياً لامبرر له بوصف هذا الشخص الذي رفضه شعبه وذلك بمقارنته بالامام علي (عليه السلام) باعتبار كلاهما من العظماء وصفوا بشكل غير لائق من الاعداء. شتان ما بين الامام علي (ع) وما بين من قتل الاطفال العراقيين طوال 12 عاماً من الحصار المجرم والذي قتل ابناء العراق بعد ذلك. هل نست هذه الاقلام بان توني بلير برر بانه ذهب للحرب مع جورج بوش من اجل اسلحة الدمار الشامل ولم يقل يوما ما بانه ذاهب من أجل العراق والعراقيين. ومن الذي قامت قواته باعتداءات متكررة على مراكز الشرطة العراقية وعلى التجسس البغيض والذي لايزال قائم على قدم وساق في البصرة. هل نحن العراقيين ننسى بسرعة ام اننا ركزنا امام نقطة واحدة هي صدام؟ قد يكون ذلك بسبب ما فعله بنا صدام طوال سنوات عديدة فشتتنا وفعل بنا ما فعل بحيث اصبحنا لانرى امريكا وبريطانيا الا من خلال هذه النقطة. ان هذا غير صحيح ويجب ان نتحرك ونتحرر ونحكم على نية امريكا وبريطانيا من خلال ما يقومون به للعراق باعتبارهما محتلين عليهم مسؤولية اخلاقية لم يفوا بها على الاطلاق. ومن ناحية اخرى اليست هما اللتان باركتا كل ما فعله صدام بنا؟

ان زمن الوقوف في نقطة ان امريكا اسقطت صدام قد انتهى وان الاحداث المتتالية اثبتت بان امريكا وبريطانيا لديها مخططات رهيبة لتفتيت العراق وعلى العراقيين ان تكون لهم رؤية واضحة وموحدة من الاحتلال ومن رفض الارهاب والفساد ومن التحرك وعدم الوقوف في نقطة ان امريكا اسقطت صدام علما بانها هي التي اتت به ودمرتنا به. ان الشعب العراقي اصبح يرفض الوجود الانكلوسكسوني وسوف يقاومه بكل شكل من الاشكال مادام هذا الاحتلال لايعمل الا لمصلحته ومن اجل تفتيتنا وقتلنا. وليعلم الجميع بان توني بلير قد ولى لان شعبه رفضه بسبب الحرب وبسبب كذبه عليهم ولقد رأينا كيف ان توني بلير جاء للعراق وحط بطائرته واستقبله الضباط البريطانيون دون المسؤولين العراقيين وان هذا تصرف المحتل الذي لايحتاج الى اعلام حكومة البلد. فلو كان هذا الشخص يحترم الشعب العراقي لابلغ حكومة هذا الشعب بحيث ترسل من يستقبله كضيف رسمي وليس كمحتل بغيض.

لقد حان الوقت للاحتلال لكي ينتهي او انه سوف يلقى مقاومة اكبر ومتزايدة وسترتفع خسائره ونحن ننصح بان من يريد ان يقاوم الاحتلال عليه مقاومته هو فحسب أي المحتل ولايوجه اي سلاح الى الشعب العراقي لان المحتل مرتاح لذلك.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter