بسم الله الرحمن الرحيم

هل أن أمريكا حقاً تريد خيراً للعراق؟


يمكن الاجابة على هذا السؤال ب (لا) واحدة كبيرة تكفي او بالف لا ولا من الحجم الضخم وقد لاتكفي ولكن لنرى بعض الحقائق التي على ضوئها نرى الاجابة.

اولا قد يعترض البعض على ان لامريكا وحليفتها بريطانيا مصالح فيما اذا التقت مع مصالح العراقيين فيجب توضيفها لصالح العراق. ولقد اثبتت السنوات الماضية بطلان هذا الافتراض بشكل قاطع ليس لان المصالح لا تلتقي بل لان الداينصور الامريكي – البريطاني الهادر لايهتم لمصلحة العصفور العراقي المغرد.

لقد عمدت امريكا ومنذ ان جائت بصدام عميلاً لها ثم دفعته لحرب (خميني) عمدت الى تحطيم العراق. فهي التي ساعدت صدام في حربه ضد (خميني) وبينما لم يتأثر لا صدام ولا (خميني) بتلك الحرب دفع الشعبين العراقي والايراني الثمن غالياً من دماء ملايين الضحايا وتدمير اقتصاد البلدين. كل ذلك حصل بدفع من الولايات الامريكية وغضها النظر عن جرائم حليفها صدام ضد الشعب العراقي. وما ان انتهت حاجة امريكا للدور (الصدامي) وارادت ابداله رفض الاخير شروطها وضن انه بغزوه للكويت سوف يساوم اسياده للبقاء في سدة الحكم ولكن الامر حسم بشكل اكبر خاصة في ما يتعلق بشهادة سوء السلوك التي منحت له عندما ضرب (تل ابيب) بالصواريخ العراقية. ولعله لو عاد ما فعلها ثانية ولما امر الجيش العراقي عام 1990 بالتوقف عند حدود السعودية حتى لا يكون مجال لامريكا للمراوغة على الارض ولكي تكون لديه ورقة مساومة او اوراق.

ان غزو الكويت لم يكن ألا لعبة امريكية جنت امريكا ثمارها من دول الخليج النفطية كافة لاسيما دولة الكويت. ودفع الشعب العراقي ثمناً باهضاً سيترك اثره على كافة الاجيال التي ستأتي في العراق و لمئات السنين. ولقد استخدمت امريكا في حرب (جورج بوش الاب) (الاسلحة الفتاكة المحرمة دولياً) كاليورانيوم المنضب مما رفع عدد المصابين بالامراض السرطانية والتشوهات الخلقية بشكل كبير جداً في جنوب العراق. ومما زاد عدد الضحايا العراقيين وخاصة من الاطفال هو منع امريكا وحليفتها بريطانيا العراق من شراء حاجاته من الادوية لعلاج تلك الحالات السرطانية وبدلاً عن ذلك حاولت اذلاله بما كان يعرف بالنفط مقابل الغذاء. وليس سوى سنوات قليلة لتظهر فضائح النفط مقابل الغذاء على شكل كوبونات نفط بملايين الدولارات قبضها اشخاص وشركات لم يستثنى منهم احد حتى الذين عملوا في مجلس الامن. ولايزال العراق يدفع مئات الملايين من الدولارات لكل من هب ودب ممن كان يعمل في الكويت قبل الغزو باعتبارها تعويضات اضرار. ولايخفى على احد بأن تعويضات الكويت قد بولغ بها فالفليبينية التي كانت تعمل خادمة وفقدت قلادة من الخرز تقدمت بطلب الى (كوفي عنان) بتعويضها عن شركة من المجوهرات والذي تضرر متجره الصغير تم تعويضه عن سوبرماركت كبير وهلم جرى. ولقد حصل كل ذلك بدفع من الولايات الامريكية وبريطانيا. ولم يكن صدام بعد ذلك يستطيع الرفض فوافق على كل شيء مقابل البقاء في السلطة. ولاغرابة في ذلك فقد رأينا كم كان هذا الرجل مهووسا بالسلطة حتى وهو في قفص الاتهام فهو لم يكن ليتردد في دفع الشعب العراقي للمحرقة مقابل السلطة.

ولقد لعب ملك السعودية (فهد) دوراً سلبياً في تدمير العراق وقتل شعبه ثم الابقاء على صدام متسلطا عليه وهذا مافعله (المجرم جورج بوش الاب). فقد عمل مجرم الحرب هذا على تحطيم العراق ثم بذل ما في وسعه هو وحليفه البريطاني بعد الابقاء على صدام باذلال الشعب العراقي. فلقد تم تطبيق حصار اقتصادي شيطاني على الشعب العراقي بحيث اصبح هذا الشعب يعيش في سجن كبير اسمه (العراق) يتم ادارة هذا السجن من قبل ال UN ولم يكن دور (صدام) الا اشبه بمدير لهذا السجن يطبق عليه تعسفين هما تعسف نظامه وتعسف المجرم الامريكي. لم تكن امريكا وحليفتها بريطانيا في اصرارهما على استمرار الحصار والابقاء على صدام الا مجموعة من المجرمين ضحاياهم اطفال العراق الذين ماتوا بسبب اليورانيوم المنضب والفقر والجوع ونقص الادوية والاسلحة المحرمة دولياً. سوف لن ننسى قول العجوز الشمطاء (مادلين اولبرايت) وزيرة خارجية (بل كلنتن) عندما سئلت عما اذا كان قتل ملايين الاطفال العراقيين يستحق الثمن فردت قائلة نعم يستحق ذلك فويل لها من عذاب يوم عظيم صلياً في قعر جهنم وبئس المصير.

ليس ذلك فحسب بل لقد اصبح العراق هدفاً سهلاً يتم ضربه وقتل شعبه كتغطية لفضائح رئيس الولايات الامريكية الجنسية (بل كلنتن). فهذا الاخير عندما تمت مقاضاته بسبب فساده الجنسي مع موضفة البيت الابيض (مونكا لونسكي) قام بضرب العراق كمحاولة منه للتغطية على فساده فقتل ما قتل من اطفال وابناء العراق. فهل يوجد شيء أسوأ من هذا المخلوق البشري على وجه الارض. اليس صحيحاً ان هذا الانسان قد رد الى اسفل سافلين باستثناء الذين آمنوا وعملوا الصالحات.

ان امريكا وتابعتها بريطانيا لم تكونا لتفكرا يوما ما من اجل خير وعيون اطفال العراق وهما اللتان حرمتا هؤلاء الاطفال الغذاء والدواء على مدى 12 عاماً مما نتج عنه جيل من العراقيين لديهم نقص في نسبة الحديد والمعادن في الدم ونقص في التعليم وقابلية الذكاء والمناعة الجسمية وغير ذلك كثير علاوة على الاختلالات النفسية بسبب الحروب والفوضى. هؤلاء الامريكان هم الذين يقتلون العراقيين اليوم اما بغض النظر عن مساعدة العراقيين بشكل جدي لتخطي هذه الازمة او بشكل مباشر كما حصل اليوم بقتل بعض اطفال المدارس في قرية من قرى ديالى وهم مابين المدرسة والبيت وبواسطة قصف جوي امريكي لهم. لاعجب فان امريكا منذ عام 2003 وهي تقتل العراقيين بالجملة وتريد منا بعد ذلك ان نصدق بانها جائت لتحرير العراق ومن اجل الديمقراطية وما الى ذلك من اكاذيب اصبحت واضحة كوضوح الشمس في منتصف (نهار البصرة) في اشهر الصيف.


ان شق الصف العراقي الى سنة وشيعة هو سياسة (امريكية-بريطانية) بغيضة لم يكن العراق يعرفها على المستوى الذي هي عليه الان وان ترتيب السياسة العراقية على اسس من المحاصصة الطائفية هي لعبة مدسوسة خاصة من قبل حليف امريكا صاحبة سياسة (فرق تسد) بريطانيا. فاذا عرف عن امريكا بانها تمتلك القوة فلقد عرف عن بريطانيا المكر والخداع والدسائس. وهنا على كل عراقي شريف من السنة والشيعة ان لايعطوا الفرصة لهؤلاء الاوغاد وان يتوحدوا ولايتفرقوا ويكونوا كالبنيان المرصوص الذي اذا اشتكى منه (عمر تداعى له علي) واذا اشتكى منه (علي تداعى له عمر). ان الشيعة والسنة مدعوون في هذه الضروف على الاقل ان يستخدمون كافة المساجد والجوامع والحسينيات كدور عبادة واحدة تقام بها صلاة تجمع الطرفيين دون تفريق وفي كافة انحاء العراق وعليهم ان يوحدوا ايام الاعياد كما ويجب احترام دور العبادة للطوائف الاخرى وتبادل المناسبات معهم. بذلك فقط سوف يهزم المحتل وسوف يضطر الى تغيير مواقفه تجاهنا ولا فانه مرتاح لتفرقنا وكأن لسان حاله يقول لنا (نارهم تاكل حطبهم).

ان الغاية من وراء ما ذكرنا هو التوصل الى نتيجة واحدة لاغير مفادها ان امريكا وبريطانيا لايهمهما خير العراق وعلينا ان نتوحد سنة وشيعة وعرب واكراد ومسلمين وغير مسلمين ضد الارهاب وضد الاحتلال من اجل بناء بلدنا بايدينا وليس بايدي المحتل الذي قتلنا على مدى عشرات السنين وهو مستمر بذلك. وعما قريب سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون والحليم تكفيه الاشارة.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter