بسم الله الرحمن الرحيم

المسؤولية الامريكية البريطانية في تحطيم العراق


لايخفى على احد بأن السبب الرئيسي في ما وصل اليه العراق من دمار وخراب هو (الشيطان الاكبر) الولايات الامريكية وحليفها صاحب نظرية (فرق تسد) البريطاني. كما ولايخفى على أحد بأن القاعدة وطالبان ما هي الا صناعة امريكية بغيضة كما هو صدام حسين الذي جائت به امريكا وهي التي ساعدته ضد ايران وحرضته لغزو الكويت ومهدت لضربه عام 2003.

عندما انتصر الشعب الايراني على اكبر حليف امريكي في العالم (شاه ايران) واقصاه من الحكم وجاء (خميني) للحكم مهدت (امريكا) (الشيطان الاكبر) لصدام حسين للمجيء الى الحكم بشكل مطلق بعد اقصاء (خاله) (احمد البكر). وقف الشيطان الاكبر يسانده صاحب الابتسامة الصفراء الانكليزي والبدو من الاعراب في بادية العرب ضد (ايران) بل وضد العراق كذلك في حرب ضروس استمرت اكثر من ثماني سنوات. ليس هذا فحسب بل شن (صدام) حملة قمع شديدة ضد شعبه وتمت عسكرة هذا الشعب بشكل مؤلم. ولم يكن (خميني) بمنئى عن المسؤولية لايقاف هذه الحرب بل انه يتحمل جزء من ذلك. ثمان سنوات عجاف احرقت الاخضر واليابس وقفت فيها دول الجوار وبضمنها (الكويت) مع (صدام) وقتل بها اكثر من مليوني مسلم من البلدين (ايران والعراق) ودمرت اقتصادهما تدميرا كبيراً.

خرج العراق من الحرب بين القمع (الصدامي الرهيب) وبين الاقتصاد الذي عندما توقف عنه ضخ الاموال الخليجية والمساندة الامريكية سقط نحو الهاوية. عند ذلك تمت طبخة (غزو الكويت) في المطابخ الامريكية بينما نفذت في (قدور الطبخ الصدامية) ليذوق مرارة طعمها اللاذع شعب العراق مرة اخرى ولكن هذه المرة معه شعب الكويت. هنا عض اهل الكويت اصابع الندم على وقوفهم مع (صدام) في حربه مع أيران ولكن الوقت كان متأخراً لفعل اي شيء ما عدا الندم. ولعل اهل الكويت قد فهموا ايضاً بأن (الشيطان الاكبر) لم يأتي من اجل سواد عيونهم لتحريرهم من (الطاغية) بل ان هذا الشيطان كان شراً لابد منه وللاسف فانه هو الذي مهد للغزو وجنى من الكويت ارباح طائلة لاتزال تدر عليه كما وعزز من وجوده في الخليج.

ولعبت امريكا مرة ثانية بعد حرب الكويت دوراً مخزياً واجرامياً في تحطيم العراق والابقاء على (صدام) بعد ان كان الاخير يعد الثواني واللحظات لمغادرة العراق نحو (الجزائر). فلقد سمحت امريكا لصدام باستخدام كافة انواع الاسلحة لقمع انتفاضة الشعب الذي مزقته آلة الحرب الامريكية على مدى اشهر وحطمت بنيته التحتية وجعلت من اطفاله يتزاحمون على قطع الصمون والخبز التي يلقيها لهم بعض جنود (المجرم شوارتزكوف) الذي قاد الحرب ضد العراق. وبنصيحة (سعودية مسمومة وبغيضة) تم تنصيب صدام مرة اخرى دكتاتوراً بعد ان سقط او كان قاب قوسين او ادنى من السقوط. وسُمِحَ له وتحت مرأى من جنود (المجرم جورج بوش الاب) بسحق الانتفاضة بل وقام (علوج وصعاليك الامريكان) آنذاك بالقيام بتجريد المنتفضين من اسلحتهم وتسليمهم الى (عصابات علي حسن مجيد والمقبور حسين كامل).

بعد ذلك استخدمت (امريكا وحليفتها بريطانيا) كل وسائل النفاق والتلفيق والضغط من أجل استمرار الحصار على الشعب العراقي مع ابقاء صدام دكتاتوراً عليه. حيث كانت تلك هي سياسة (بل كلنتن) وحليفه (توني بلير) على مدى 12 سنة من الحصار الظالم والاستهتار بكرامة الشعب العراقي. فقد مارس (مجرمي التفتيش عن الاسلحة) من عديمي الضمائر والمستهترين كل انواع الاستهتار بكرامة الشعب العراقي وتحت حماية (المجرم صدام) ما دام هو يتمتع بكافة وسائل الراحة والرفاهية وبناء القصور. واخذ الشعب يجوع ويموت ويهاجر ويمرض وتدمر بناه وتسحق كرامته من قبل (امريكا وحلفائها) ومن قبل صدام وقمعه.

وبعد كل ذلك لم يكتفي الشيطان الاكبر من تدمير العراق بل اقبل على حرب عام 2003 ولم تمضي عدة شهور على انتهاء الحرب بهروب الطاغية وسقوط نظامه وسقوط بغداد تحت احتلال امريكا والبصرة تحت احتلال بريطانيا حتى تبين بأن امريكا لم تأتي الا لتدمير العراق او البقية الباقية منه من اجل اهداف ومصالح خاصة بها وبلحلفائها.

ان امريكا تتحمل فشل الامن في العراق وفشل اعادة البناء الاقتصادي وتفشي كافة انواع المشاكل الحالية. فكيف يمكن لبلد مثل العراق ان يبقى بدون جيش قوي يحتوي على كافة الصنوف ومنها القوة الجوية والبحرية؟ ولماذا يتم التلاعب بمقدرات هذا البلد وسلب خيراته ومنها النفط بشكل مفضوح من قبل امريكا وحلفائها. ومن الذي يقتل مفكري وعلماء ومثقفي واطباء واساتذة هذا البلد ليفرغه من العقول؟ من الذي له المصلحة في ذلك؟

يبدو ان العراق الذي تعرض الى التدمير (الانكلوسكسوني) منذ عدة اعوام سيكون نقطة السقوط اللولبي الامريكي. فبالرغم من ان امريكا تعد هي القوة العظمى الوحيدة في العالم ولكنها قوة (عجوز) يوجد فيها الكثير من نقاط الضعف الخطيرة التي قد تؤدي بها الى مايعرف بالانهيار اللولبي السريع. ان الامبراطوريات والدول العظمى لابد ان تشيخ ثم تسقط وتنتهي ومن الغير مشكوك به فأن امريكا قد بلغت الذروة ويلوح في الافق سقوطها نحو هاوية سحيقة يعلم وقتها الله. فمما لاشك فيه هو ان احد اسباب انهيار الدول هو فقدان القيم الصحيحة وهذه احد الاسباب التي ستنخر الجسد الامريكي من الداخل. اما في العراق فيبدو ان ما كنا نقرأه في الكتب القديمة من حدوث فتن وحروب في العراق والتقاء جيش الاعور الدجال اوالمسيح الدجال الذي يرى الاشياء بعين (المادية) فقط ويدعي بانه يمثل المسيح والمسيح عليه السلام منه براء و تواجد جيش السفياني (الارهابي) وقوم يوطأون لخروج (المهدي المنتظر) عليه السلام كلها وغيرها نراها مكتملة وواضحة المعالم في العراق ودون ادنى شك اللهم الا اذا كان الزمن لم يحن بعد لذلك. وعندما كنا نسمع قبل سنوات بأن قبل خروج المهدي المنتظر ستخرج صيحة في السماء يسمعها كافة اهل الارض لم نكن ندرك ذلك جيداً بينما اصبح ادراك هذا الشيء سهلاً اليوم بفضل الاقمار الصناعية وقنوات البث العديدة التي تتكلم بلغات عدة في وقت واحد. هذا وان المهدي المنتظر عندما يخرج سوف لن يخطأه احد وسيكون معه جيش من الملائكة والجن لن تستطيع عليه اعتى القوى العالمية ولا اسلحتها المدمرة التي ستتتعطل بفعل قوى ميتافيزيقية الهية (اسمها الجن او الملائكة) خاصة اذا ما عرفنا بان الحرب صارت الكترونية تعتمد على الكومبيوتر فاذا ما تعطل تعطلت الحرب. ان الدلائل تشير الى ان عوامل عديدة تشير الى قرب خروج المهدي المنتظر ولكن لايعني ذلك ايام او سنوات بل قد يكون اطول الا ان الاسباب تشير الى تسارع حصول ذلك.

ويستمر القتل في العراق ويستمر تدمير هذا البلد وهو تحت الاحتلال الامريكي-البريطاني كما ويستمر قتل جنود الاحتلال الذين تناقصت معنوياتهم واصيبوا بامراض نفسية خطيرة وتم انتحار العديد منهم عند عودتهم الى بلدانهم.

أن امريكا وحليفها البريطاني تسببت بتدمير العراق على مدى اعوام عديدة ويجب ان يشار الى ذلك.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter