بسم الله الرحمن الرحيم

المحتل الامريكي البريطاني يتفرج على ذبح العراق


ليس من الصعب ان يستنتج الانسان مهما كان مستواه الثقافي بأن أمريكا وحليفتها المطيعة (الذيل) بريطانيا هما من تسبب بتدمير العراق منذ عام 1979 والى حد الان. فلا يختلف اثنان بان الغرب كله وخاصة (الامريكوبريطان) قد ساهموا بشكل مباشر وفعال بتأجيج الحرب (الصدامية-الخمينية) لمدة ثمان اعوام تلتها حرب الكويت ثم الحصار البغيظ والان حرب (جورج بوش-توني بلير) التي اصبحت ملامح تدميرها للبقية الباقية من العراق واضحة جداً.

ان استمرار القتل والدمار والتفجيرات اليومية واغتيال العقول العراقية وتشريدها وترك الجيش العراقي ضعيف بل ومهمل وغض النظر عن تفشي الفساد بل والمساعدة عليه وسرقة نفط وخيرات العراق بشكل علني ومن قبل المحتل وغيره بطرق تبدو مشروعة وهي ليست كذلك كل ذلك وغيره يجري دون اكتراث بل وبعضه بتشجيع من المحتل البغيض. ان امريكا وتابعتها ذات المكر والخداع لم يأتيان من اجل عيون اطفال العراق لانهم هم الذين قتلوهم في سني الحصار والحروب الماضية. لقد جاء هؤلاء من اجل مصالحهم الدنيئة وهم يتفرجون على العراقيين يقتلون بل هم الذين جاؤوا بعناصر القاعدة او على اقل تقدير استقطبوها.

يدخل العراق الان في عامه الخامس بعد حرب (جورج بوش – توني بلير) وقد سارت به الامور من سيء الى اسوأ في كافة النواحي. فهل يعقل ان بلد كالعراق فيه خيرات كبيرة كالنفط ان يترك دون جيش قوي يمكنه من الدفاع عن نفسه ضد المعتدين سواء من الخارج او من الداخل؟ وهل يوجد ادنى شك بان اصغر جيش في العالم يمكن له اليوم ان يحتل العراق وبشكل سهل اذا ما انسحبت منه (جيوش الاحتلال البغيظ)؟ ان اربع سنوات من تواجد المحتل كانت كافية لترتيب الوضع الامني وغيره لو كان هذا المحتل جاداً بذلك وبتمويل عراقي خالص من عوائد النفط الذي اصبح نهباً وسلباً لمن هب ودب ومنذ غزو صدام للكويت.

ان امريكا ومن تحالف معها غير جادة ابداً في تحسين الوضع العراقي الا فيما يتعلق بسلامة جنودها ورفاهيتهم وهم في العراق! كما وان الحكومات العراقية التي اعقبت الحرب وبضمنها حوكمة المالكي كلها قد عجزت عن توفير ابسط مقومات الامن والسلامة والخدمات وهي غير قادرة على حماية سيادة العراق من عنجهية المحتل وابقائه على العراق بيده كالرهينة الضعيفة الى ماشاء الله. يبدو اننا سنستخلص نتيجة واحدة لاغيرها الا وهي بان المحتل الامريكي له غرض واحد هو اضعاف العراق من اجل عيون (اسرائيل) وبسبب الصواريخ الصدامية التي ضربت (تل ابيب)! فهل هذا هو السبب الذي جاءت من اجله امريكا وهل تريد ان تستفرد بنفط العراق وعليه تبقيه ضعيفاً لتمتصه كما تمتص العنكبوت ضحاياها بعد حين؟!

كان يفترض بالسيد جلال الطالباني عند زيارته الى (لندن) ولقاءه (بتوني بلير) رئيس وزراء بريطانيا المخلوع تلقائياً ان يقول له انك لم تفلح بمساعدة العراق بعد الحرب وكنت من الذين قتلوا اطفاله ودمروا بنيته التحتية قبل الحرب فلا اسف على رحيلك وغير مرغوب بمن يأتي بعدك فينهج نهجك بتدمير بلدنا. ولكن نحن نعلم بان الطالباني لن يقول ذلك لانه يجامل على حسابات خاصة مع انه يعلم بحقائق ووقائع غير ذلك علم اليقين. فليذهب (توني بلير) غير مأسوفاً عليه وسيلحق به (جورج بوش) والويل لهم من حساب وعذاب يوم شديد فهم وصدام شيء واحد ضد العراق وقتل اهله.

ان العراقيين لن ينسوا ما فعلته بهم امريكا وحليفتها وحلفائهم من الاعراب سواء خلال صبهم النار على الزيت والحطب والبارود خلال حرب (صدام-خميني) او ما تلى ذلك من عذاب لاينتهي. وهل ينسى العراقي اسم (جورج دبليو بوش) الاب الذي دمر العراق وترك صدام متسلطاً عليه بل وساعده على ذلك. ولن ننسى موقف آل سعود في قتلنا وتشريدنا من بلادنا وفتح ابواب اراضيها لجيوش الاحتلال لقتلنا. نكتب هذا للتاريخ لكي تقرأه الاجيال فلقد قتلنا آل سعود بايدي امريكية بريطانية غربية وبمساعد أعرابية بغيضة. ولن ننسى الحصار الذي قتل اطفالنا ودمر اقتصادنا واعادنا مئات السنين الى الوراء. فهل ننسى عنجهية (الحقراء) من المستهترين من مفتشي الاسلحة الذين عاثوا فساداً بكرامة كل عراقي له كرامة؟ فهل ننسى الكتب العلمية التي كان هؤلاء المستهترين يلقون بها من النوافذ ليحرقوها او يدمروها؟ وهل ننسى تدميرهم لابسط وسائل التعليم بواسطة الجرافات الملعونة وبشكل مستهتر؟ وهل ننسى كيف كانوا يتجولون بشكل عنجهي ومتكبر في سياراتهم وطائرات الهليكوبتر وبحماية صدامية سمحت لهم بالدخول حتى الى غرف نومه؟!

ماذا ننسى من الجروح وهل جروحنا تنسى؟؟!

ان امريكا وبريطانيا ومن لف لفهم من اعراب واعاجم وغيرهم يتفرجون على قتلنا وعليه فسوف لن نأسف عليهم اذا قتلوا فنحن العراقيون ضحايا لهم ولغيرهم حتى اصبحنا وامسينا بين سندان المتغطرسين ومطرقة الارهابيين يساعدهم في ذلك متخلفين عقلياً من الاعراب والعجم.

يبدو ان وضعنا اصبح ليس له علاج الا بمعجزة الهية قد يراها البعض بعيدة ولكننا نراها متجلية بوضوح تكاد تكون قاب قوسين او ادنى. وهي اذا حلت فسوف لن يكون مفر لمن طغى وتجبر وسوف يعض الظالم على يديه ويقول ياليتني كنت ترابا. انها قريبة بل واقرب اليهم من حبل الوريد فاذا جاءت سيفرق كل امر بقدر وسيشهد المجرمون على انفسهم. هي في الدنيا قبل الاخرة وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون عما قريب.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter