بسم الله الرحمن الرحيم

العملية السعودية واحدة من مخطط لقلب النظام السعودي وليس مجرد أرهاب


تناقلت الانباء خلال اليومين الماضيين خبراً عن القاء القبض على اكثر من مئة عنصر من العناصر التي وصفت بالارهابية في (السعودية) كما وعرضت تلك الوسائل خاصة السعودية منها العديد من الاسلحة المتنوعة و وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والخرائط العسكرية لمواقع سعودية مختلفة و من ضمن ما عثر عليه هو الملايين من الاموال السعودية والدولارات.

ما ان تم عرض هذه المعلومات الخطيرة حتى تناقلت وسائل الاعلام ما رددته الوسائل السعودية بأن هذه المجموعة والمعدات الخطيرة تعمل من اجل الارهاب ولكن لم تتمكن السلطات السعودية من اخفاء بأن هذه المجموعة قد بايعت اميراً لها وهو امام جمعة في الحرم المكي الشريف.

الى هذا الحد يمكن ان نصدق كل شيء ولكن يبدو من السذاجة ان يتم تصديق ان هذه العملية ما هي الا ارهاب فحسب دون البحث والتحليل في طبيعة العملية ومقارنة ذلك بالاعمال الاخرى الارهابية التي تمت في الرياض وغيرها في السابق. حيث ان هناك فروقات كبيرة مابين هذه العملية وما سبقها. ان أهم شيء في هذه العملية هو هدفها الذي لم يوجه ضد الاهداف الامريكية او المدنية بل كان هدفها هو مبايعة أمير غير الملك السعودي ومن ضمن احد كبار الرموز الدينية السعودية. وان هذا لوحده كافي ان يوضح بان العملية يهدف منها اسقاط الحكم السعودي والسيطرة على المفاصل المهمة في الدولة السعودية كما دلت على ذلك الخرائط والمعلومات المرافقة. كما وان الاسلحة والمبالغ المالية الكبيرة المخزونة لحين ساعة التنفيذ لم تكن عبوات متفجرة ولاسيارات مفخخة ولا مواد ناسفة بل كانت عبارة عن اسلحة خفيفة وثقيلة وقناصات ومدافع وصواريخ تدل على ان الهدف منها هو التمهيد لهجوم محتمل يشمل مواقع تمهد لهجوم اكبر مترافق معه وهناك اخبار تؤكد ان ما عرض على شاشات التلفزيون هو غيض من فيض مما تم العثور عليه. هذا من ناحية ومن ناحية اخرى فأن العناصر التي تم القاء القبض عليها لم تكن معروفة بأرهابها او انتمائها الى الجماعات التكفيرية كلها ولعل القسم الكبير لم يتم القبض عليه ومنها عناصر في الاجهزة الامنية السعودية والحرس الملكي.

ان انواع الاسلحة ومصادر التمويل لابد ان تكون خلفها جهات عديدة قد يكون احداها (القاعدة) ولكن هناك عناصر اخرى ترى بأن الحكم السعودي لم يعد مرغوباً به وهناك جهات عديدة تخطط عسكريا للاطاحة به بالقوة وباثارة الرعب. وهنا لابد من ان نشير الى نقطة مهمة جداً الا وهي ان النموذج العراقي بزعزعة الامن لاضعاف الحكومات سوف يتم تطبيقه على ارض الواقع ليس السعودي فحسب بل سوف يشمل كل دول المنطقة وهناك معلومات عن تدريب عناصر خاصة سعودية وغير سعودية في معسكرات القاعدة داخل العراق لكي يتم اعادتهم الى تلك الدول لزرع الرعب والارهاب على نموذج العراق فيها. وسوف تكون هذه الحالة اشد رعباً لتلك الدول من حالة الافغان العرب. هناك مثل يقول (من حفر بئراً لاخيه وقع فيه) فليس سوى وقت قصير لنرى ذلك.

اخيراً لابد من الاشارة الى ان اهمية القاء القبض الاخيرة في السعودية قد جائت على لسان المفتي السعودي العام الذي نشرت له وسائل الاعلام بياناً يستنكر فيه هذا العمل ويصفه بالارهابي والتكفيري. ولكن الغريب ان بيان مفتي المملكة العام ورغم طوله ركز على نقطة واحدة طيلة البيان الا وهي بيعة الملك عبدالله واصفاً اياها بانها قد اوصى بها رسول الله (ص) حتى لو كان الحاكم جاحداً ضد شعبه وظالماً له ويسلبه كل ما في دنياه ويضرب وجهه ويتسلط عليه ويكون رأسه كرأس زبيبة ويسلب كرامته فعليه السمع والطاعة والصبر والبيعة والا فانه يكون كافراً باغياً خارجاً عن الدين والملة!! بل جاء اكثر من ذلك في بيان المفتي ومن يرغب فعليه ان يطلع عليه من وسائل الاعلام السعودي. ان الشيء الغريب هو ان هذا المفتي يعتبر الذي يخرج عن بيعة الحاكم الجائر والظالم والمستبد هو كفر والاسلام الحق هو الرضوخ والاستعباد والذل والهوان والسمع والطاعة. وهذا البيان يدل على ان العملية المذكورة كانت تستهدف اسقاط الحكم السعودي وان حجمها اكبر مما صورته وسائل الاعلام السعودي. اضف الى ذلك ان بيان المفتي هو كلام ملفق نسب الى رسول الله (ص) فهل يعقل ان يقول الرسول لامته ان ترضخ للظلم والذل والهوان وسلب الحريات ولارادات والحقوق الدنيوية. انها من دواعي السخرية والمهازل ان نسمع في القرن الواحد والعشرين مهازل مثل هذه تنسب الى رسول جاء ليكمل مكارم الاخلاق التي ليس منها الرضوخ للظلم ولا سلب الحقوق ولا قتل الارادات والحريات التي منحها الله لخلقه ثم هو وحده يحاسب على توجهات عباده. ان بيان المفتي السعودي من الغباء بحيث هو نفسه يثير اشمئزاز الشعب السعودي المغلوب على أرادته ويثير عنده الرفض لان يعطي البيعة لمن يظلمه او يجحده حقاً سواء كان دنيوياً او دينياً ولايقبل اعطاء بيعة لمن يضرب وجهه او يهينه وهو (اي الشعب السعودي) لايزال رافضاً لقطع الرؤوس والايدي والارجل الذي يتم كل يوم جمعة في كافة مدن المملكة ولو بصمت ولكن سوف لن يطول هذا الصمت متى الدهر.

واخيراً لابد ان نعرف بأن هذه المملكة هي التي تمول الارهاب ليس في العراق فحسب بل في كافة مناطق العالم وعلى المستوى العسكري والمادي والمذهبي (الوهابي-السلفي-التكفيري) بينما يسمون محاولات التحرر من الظلم السعودي ارهاب والارهاب في العراق جهاد يجمعون له الاموال والرجال ويصدرون له فتاوي القتل والجريمة.

يبدو ان ما كشفته الوسائل السعودية من تخطيط لقلب نظام الحكم ما هو الا حلقة واحدة من سلسلة من الحلقات التي سيكون لها ما تقوله في
المستقبل المنظور.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter