بسم الله الرحمن الرحيم

النظام السعودي الوهابي ضد العراق كله وليس الشيعة فقط


بالنسبة للشيعة فان الموقف السعودي الوهابي لا يحتاج الى تحليل ونقاش فهو معروف وخير دليل هو التعسف المتعدد الذي يعاني منه شيعة السعودية. ولو اردنا ان نكتب عما تجود به ممارسات وفتاوي الوهابية السعودية ضد شيعة رسول الله وأهل بيته لكتبنا في ذلك مجلدات لاتنتهي وهذه المواقف والفتاوي معروفة وبفضل التقدم المعلوماتي صارت متاحة من خلال الانترنيت لمن يريد البحث عنها.

ولكن والمهم في الامر هو أن الوهابية السعودية لاتنظر الى السنة بشكل عام و سنة العراق بشكل خاص الا من خلال ولاء هؤلاء للمذهب الوهابي المتطرف والتكفيري. ليس ذلك فحسب بل انهم يريدون من السنة في انحاء العالم بأن يكونوا لهم تابعين مطيعين رغم أن النهج الوهابي هو منهج متخلف وان غالبية (مطوعي) او ملالي السعودية هم من المتخلفين عقلياً وفكرياً بسبب الممارسات التي تقيد حريتهم من قبل سلطاتهم العليا وبسبب النهج القائم على الكراهية والعداء الذي تغسل به ادمغتهم منذ الصغر. أن هؤلاء لايريدون لسنة العراق ان يكونوا مستقلين وأحراراً خاصة بوجود الحضارة العراقية العريقة التي تعلمت منها البشرية كافة العلوم الحالية بما في ذلك الكتابة وتخطيط المدن والبنوك والقضاء والطب والبريد وتنظيم العلاقات الاجتماعية وغير ذلك. انهم يريدون من العراقيين كافة سواء كانوا سنة او شيعة ان يكونوا تابعين لهم كما وانهم لايريدون للعراقيين التطور في اي مجال اكثر مما ترسمه لهم مواخير الكهوف المظلمة للمنهج الوهابي التكفيري السعودي المتخلف. لم يكن الموقف السعودي بعدم استقبال (المالكي) رئيس الوزراء العراقي المنتخب غريباً او غير متوقعاً ولكنه ان يكون قد اثبت شيئاً ما فأنه قد اثبت غياب الاخلاق الاجتماعية والدبلوماسية والاعراف الطبيعية في علاقات المنهج البدوي المتعجرف للنظام السعودي الذي طال تسلطه ليس على رقاب (ابناء نجد والحجاز ومكة والمدينة) ولكن على باقي الشعوب في منطقة شبه الجزيرة ودول العرب الاخرى ناهيك عن تدخله بشكل واو باخر في شؤون المسلمين في باقي مناطق العالم.

أن النهج الوهابي هو منهج يتصف بالتعالي والتكبر ضد من يسايره من المسلمين السنة وباقي شعوب العالم الاسلامي وبتكفير كل من لايسايره سواء من المسلمين او غيرهم. انه منهج قائم على اتباع من سبق بشكل يتماشى مع أهواء الحكام ومع ما تشتهيه السلطة الدينية وليس مع ما تمليه مباديء الدين واستخدام العقل السليم والتدبر الذي حث عليه القران الكريم. وليس هناك من شك بأن العالم كله يعرف بأن المصدر الاساسي للارهاب قد ولد من رحم السعودية الوهابية ومذهبها التكفيري.

يعلم الجميع ان (صدام حسين) عندما غزى الكويت وطلب منه قسم من قادة الجيش ان يتحرك نحو السعودية لاحتلال منابع النفط في المنطقة الشرقية فأن النظام السعودي لم يحرك ساكناً وبقى ينتظر الاوامر من اسياده في (البيت الابيض) ولم ينطق ببنت شفة عن احتلال الكويت لمدة ثلاثة ايام. ان النظام السعودي يريد ان تبقى الدول المجاورة له ضعيفة يحكمها حكام غير منتخبين وهذا هو السبب الذي جعلهم يتدخلون ليجهضوا اسقاط صدام حسين في عام 1991 ولم يكن ذلك خوفاً من الشيعة ولا ايران فحسب بل انهم لايريدون نظاماً سنياً في اية دولة تجاورهم يتمتع بالنفوذ والقوة والازدهار فكيف الحال لو كان نظاماً تعددياً يشارك فيه الشيعة والسنة وغيرهم في الحكم. ولكن جميع الدلائل تشير الى ان زمن الاسترخاء السعودي قد شارف على نهايته وان العالم العربي وغير العربي مقبل على تغيرات سوف يكون نصيب الانظمة البالية منها كبيراً وهؤلاء اول من يعلم ذلك علاوة على ان الشعوب تصل الى حد تسأم من الاوضاع التسلطية الراكدة.

أن (المالكي) لم يكن يمثل نفسه ولاحزبه بل هو يمثل الشعب العراقي واذا كانت السعودية قد رفضت زيارتهفان ذلك لايحسب على المالكي او مذهبهة او حزبه بل على كافة اطياف الشعب العراقي بسنته وشيعته وعربه واكراده ودياناته وقومياته الاخرى اللهم الا مساندي ومنفذي العمليات الارهابية فلا يصب الرفض السعودي لهذه الزيارة الا في خانة هؤلاء القتلة والمجرمين.

وهنا يجب التعامل ضد ذلك بالمثل علماً بان كافة السعوديين الارهابيين في السجون العراقية ومن يقبض عليه يجب محاكمته وانزال اقصى العقوبات بحقه وعدم السماح لهم بالاتصال بذويهم. كما وان الايام دول فيوم لك ويوم عليك واذا جاء يوم السقوط السعودي سوف لن يتأسف عليه عراقي وسوف لن يكون له الا الخيبة والخسران ونحن نرى ذلك اليوم ملامحه تلوح في الافق القريب.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter