بسم الله الرحمن الرحيم

عمار الحكيم دكتاتور فوق القانون صغير يستمتع باستقبال الوفود والمظاهرات


يبدو من خلال الواقع الذي يحاول ان يسوقه بعض المنافقين بأن العراق يسير من دكتاتورية الفرد الواحد الى دكتاتوريات (العوائل) و(الطوائف) وماشابهها وهذه الاخيرة اخطر من دكتاتورية الفرد الواحد لان الاولى يعلو فيها فرد ويتساوى ما عداه اما الاخيرة فيشتبك بها الحابل بالنابل.

ان واحدة من اهم اسباب تكون الدكتاتوريات هو النفاق الاجتماعي والتزلف الفردي والجماعي وكلاهما كان ولايزال يربو ويترعرع في العراق. انه من الخطأ ان نصدق بان العراق قد خرج من اتون الاستبداد الى فضاء الديمقراطية والحرية فالشعب الذي حكمته القيود والموت والسجون والاستبداد لايمكن ان يتحرر بواسطة جيشش احتلال كانت سياسة دولته هي التي وفرت غطاء للدكتاتورية السابقة بل ودعمتها. ان من يصدق ان في العراق ديمقراطية فهم مخطيء بل ان العراق تحكمه اليوم دكتاتوريات متداخلة ومتنافسة على اعتلاء المراكز والتسلط سواء كانت هذه الدكتاتوريات سنية او شيعية. ان الخطوة الاولى للتحرر هو قول الحقيقة ورفض التزلف وعدم انتهاج مبدأ النفاق. ولقد اثبتت الاحداث المتتالية ان ذلك لم يحدث وسوف لن يحدث على الاطلاق الا اللهم اذا غير الشعب العراقي ومثقفوه خاصة انفسهم ورفضوا كل من يريد التسلط والاستبداد لان مرحلة الاستبداد تبدأ بخطوة واحدة تسمى الرمز ثم تطغى وتكبر حتى تصل الذروة بعد حين.

ان الشعب العراقي قد مل الرموز فهو ليس بحاجة الى رمز ولا الى بطل قومي ولا الى القائد الملهم ولا ما شابه ذلك ولكن للاسف فان البعض ومن حولهم من منتفعين يحاولون تسويق ذلك مرة ثانية. ان كل عراقي هو رمز للعراق ولايوجد رمز واحد للجميع فالعامل المخلص في عمله هو رمز والفنان المبدع هو رمز والكاتب الجدير هو رمز والمرأة المبدعة في عملها ومع اولادها هي رمز والفلاح المنتج هو رمز وهكذا فان كل العراقيين المخلصين هم رموز. كما و ان ليس كل من لبس العمامة هو رمز ديني ويمثل المرجعية ولا كل من امتهن السياسة هو رمز وطني فالسياسة ليس الا مهنة يمتهنها البعض لانهم لايجيدون غيرها من المهن اما الوطني منهم فهو من يخلص في عمله ويكون ناتج هذا العمل بناءاً ملموساً يستفيد منه الجميع وليس من يطلق التصريحات والشعارات والخطب الرنانة هنا وهناك.

منذ عام 2003 الى يومنا هذا اتبع دخول الامريكان الى بغداد قدوم العديد من ممتهني السياسة رغم جهل الكثير منهم بهذه (الصنعة) ولم يتسنى لهم تعلمها لانهم صاروا رهائن في المنطقة الخضراء واصبح بينهم وبين الشعب هوة واسعة. فالشعب يقتل يومياً بمختلف الطرق بينما هم يتقاسمون ويتنافسون على (بقايا من بقاياه). وان الخروج اليتيم لرئيس الوزراء كان قبل ايام في احدى شوارع بغداد ثم ما لبث ان انقطع! كما وان هناك دكتاتوريات اصبحت تتضح بشكل مقرف خلال الايام الماضية واخذت تطبل لها فضائيات كنا نحسبها بالامس ذات نهج عراقي وطني فاذا بها تكشف عن نهج لايتعدى حدود العائلة الواحدة محيطةً اياها بهالة من القدسية المبالغ بها.

اننا لسنا ضد احد ولكن ضد كل من يحاول افتعال رموز لنا زرواً وبهتاناً وضد كل من يحاول امتهان السياسة او الوطنية او الدين من اجل السلطة والتسلط والكسب المادي والتجاري. كما وان العجب كل العجب كيف يتنادى البعض بالوطنية والدين بينما يقبل لنفسه ان يكون فوق القانون ويرتضي ان تكون قضيته التي لاتساوي شيء مقابل ما يتعرض له ابناء الشعب العراقي من ظلم وموت وقتل وتهجير وتشريد وجرائم واحتلال في كل لحظة سواء من الارهابيين التي كانت ولاتزال امريكا هي سبب قدومهم او من الامريكان انفسهم. وللاسف فان هناك من الاعلام من يهمل الشعب العراقي ويضع فوقه قضيته ما لايضاهيها مثل (احتجاز عمار عبد العزيز الحكيم). ان عمار عبد العزيز من حيث يدري او من حيث لايدري فقد كسب شيء واحد فقط هو استهجان العديد من العراقيين وخاصة المثقفين منهم عندما قبل ان يكون هو وقضية احتجازه فوق قضايا واخبار القتل والجرائم وخاصة باستقباله المفرط للبعض من الذي جاؤوا ولاندري لماذا جاؤوا أمهنئين ام مواسين ام مساندين؟ بينما تخرج فضائية (الفرات) لكي تسرد اخبار (ابيه عبد العزيز اولا) ثم اخباره واخبار انتصاراته على (الامريكان المجوس) ثم اخبار المظاهرات التي ستسحق رؤوس الامريكان (المجوس) بسبب احتجازه وبعد ذلك يظهر (عادل عبد المهدي) وهو يبدو عليه الانكسار بسبب الخدوش البسيطة ثم بعد كل ذلك تظهر علينا فضائية عبد العزيز الحكيم (الفرات) لكي تنقل خبراً قصيراً عن بعض العراقيين الذي قتلوا في انفجار وكأنهم ليس سوا بعض الخراف امام قضية احتجاز عمار بن عبد العزيز الذي مضى عليها ايام وهو لايزال يستقبل الوفود تلو الوفود. فهل يوجد استهتار بالشعب العراقي اكثر من هذا؟

يا عمار بن عبد العزيز الحكيم كنت ستكون اكثر حنكة واحتراماً لو قلت من البداية بان الامر لايستحق كل هذا وعلى الجميع يجب ان ينطبق القانون ولكن رغم ذلك كنا نتوقع ان تستدرك الامر وتصرح بما يمنع ما يحصل من مظاهرات (نفاقية) وتوافد وفود وغير ذلك الا ان الامر قد امتد الى اكثر مما يستحق ويبدو انك مستمتع بذلك. اليس هي السلطة وحب الجاه تعمي البصائر والعيون؟ ان على العراق السلام اذا كان فيه قادة ورموز امثالك يقبلون ان يكونوا فوق القانون وان تكون اخبارهم تتصدر اخبار العراقيين الذين يقتلون بالقنابل التي قيل لنا ان قسم منها مصنوع في ايران. اليست ايران هي نفسها التي قتلت مايقارب من مليون عراقي في الحرب (الصدامية-الخمينية) وعندما كنتم انتم تقاتلون معها ضد العراقيين. واذا كان صدام قد بدأ الحرب فان (خميني) قد رفض ايقافها منذ اليوم السادس للحرب ولمدة ثمان سنوات ثم قبل بذلك ووصف القبول به كتجرع السم!

ان المطلوب من عمار الحكيم هو ان يثبت لنا بان جواز سفره كان ساري المفعول وان الامر لايعدو كونه كذلك وليس فيه شيء آخر. اما اذا لم يفعل وكان جوازه نافذ المفعول فمن حق كل من هو مسؤول عن الحدود بايقافه ومحاسبته وكان المفروض بنوري المالكي ان يقول ذلك. نحن ضد احتجاز اي عراقي من قبل قوات الاحتلال ونحمل كل من يقول بأنه مسؤول في الدولة العراقية مسؤولية بقاء القوات الامريكية محتلةً للبلاد. اليس انت ياعمار وابيك من يتبوأ مناصباً سياسية في الدولة فلماذا لاتطلبون من الاحتلال بالخروج ولماذا تكتفون بطلب بالاعتذار منهم ام انكم تضغطون عليهم بواسطة اظهار تأييد شعبي لكم لكي لايعلنون عن ماهية الاشياء التي صودرت.

ان الذي يحصل الان شيء مخجل حقاً ولم يكن ليستحق الكتابة عنه لولا تمادي هؤلاء كما و اننا ندعو جميع المثقفين ان يرفضوا هذا النهج الدكتاتوري الجديد بكل قوة والا فليتوقعوا ما هو اسوأ من السابق

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter