بسم الله الرحمن الرحيم

احتجاز عمار الحكيم من قبل قوات الحدود متعددة الجنسيات جعجة بولغ فيها


اثيرت خلال اليومين الماضيين زوبعة اعلامية ورسمية مصحوبة بخروج بعض المظاهرات تنديداً باحتجاز (عمار عبد العزيز الحكيم) عند عودته من (ايران) بعد قضاءه اجازة للتمتع مع ابناءه حسب ما وصفها هو. لابأس بالاجازة فهذه مسألة شخصية ونتمنى ان تكون مثل تلك الاجازات والتمتع في متناول جميع العراقيين واطفالهم كما واننا نرفض ان توجه أيه اهانة او مضايقة من قبل قوات الاحتلال لاي مواطن عراقي بغض النظر عن قوميته او مذهبه او منصبه فالجميع سواسية امام القانون وحقوق الانسان. ولكن هناك بعض الامور التي تم تناولها حول هذه القضية بشكل مبالغ فيه وغير معقول حتى ان ذلك اخذ يثير الشكوك حول هذه القضية من الاساس وكأنها قضية مفتعلة ما بين الامريكان وما بين (عمار الحكيم) لكي تفتعل حولها ضجة كبيرة.

ان بعض وسائل الاعلام مثل (فضائية الفرات) المدعومة اساساً من قبل (عبد العزيز الحكيم) او تعتبر فضائيته الخاصة جعلت اليوم الاخبار التي تتناول (استشهاد طلبة الجامعة لهذا اليوم في بغداد) وعمليات القتل الاخرى تكون في المرتبة الرابعة او الخامسة بعد الاخبار الخاصة (باحتجاز الحكيم)! ان خبر استشهاد الطلبة ومقتل العديد منهم ومن مواطني الفلوجة في الاعتداء على (الجامع في الفلوجة) انما هو في الواقع اهم من احتجاز (عمار الحكيم) الذي قد انتهى منذ اكثر من يوم بينما اخبار القتل والاستشهاد هذه كانت لاتزال جديدة.! حيث ان تناول فضائية الفرات للاخبار بهذه الطريقة يثير تساؤولات كثيرة حول مصداقية تلك القناة من الناحية الوطنية التي يجب ان لاتفرق بين عراقي واخر. على كل حال فلا نريد ان نكتب اكثر من هذا ونترك الامر لهذه القناة لكي تستفيد منه بشكل بناء في المستقبل و لانبغي بذلك الا النقد البناء.

واما من ناحية ورود انباء عن انتهاء صلاحية جواز سفر (عمار الحكيم) وتصرف البعض من حمايته بشكل يثير الشبهات واستخدامه لسيارات مثل التي يستخدمها الارهابيون او المهربون وحسب ما جاء على لسانه هو من خلال مؤتمره الصحفي فان هذه جميعها تعطي مبررات معقولة للقوات الامريكية والعراقية لاحتجازه واحتجاز كل من يخالف وتنطبق عليه نفس الامور. اضف الى ذلك ان هذا يعطي دليل على ان هناك صلة بين التهريب الارهابي وبين الحدود الايرانية.

من ناحية اخرى اذا كان تصرف (عمار الحكيم) وتعبأة بعض المظاهرات الجماهيرية والاعلامية بهذا الشكل فما كان سيكون رد الفعل من قبله لو ان القوات التي احتجزته هي القوات العراقية؟! ليس من شك انها ستتعرض لعقوبات من قبل قيادات تساند (الحكيم) وهذا خطأ كبير. فعندما كان (عبد العزيز الحكيم) في المعارضة لم يكن ليقبل به لو تم من قبل النظام السابق اذا ما تمت معاملة اقرباء احد المسؤولين بشكل مختلف عن بقية الشعب. ولو تم احتجاز شخص عراقي اخر غير (الحكيم) لنفس الاسباب المذكورة اعلاه لكان رد فعل او تعليق الحكيم نفسه عليها مختلفاً تماماً بل ومؤيداً لذلك لكي لتم ضبط الحدود.

ولنضع الامر بالشكل التالي: ألا يمكن ان يكون بعض الارهابيين او المهربين قد استخدموا نفس سيارات الحكيم ونفس نوعية حمايته واتوا بواحد يشبهه وجواز مزور (سهل هذه الايام في العراق) يماثل جوازه؟ نعم ثم الف نعم يمكن لهم ان يعملوا ذلك. وعليه فان عمار الحكيم قد أخطأ عندما ضخم القضية ومن حيث يدري او لايدري فانه قد منح ذريعة لاي ارهابي ان يستخدم شخصيته قي المستقبل ليمر من أي نقطة عبور متوجهاً صوب النجف او صوب هدف مهم لتحقيق غايات خطيرة. وعليه ان يعي هذه المسألة فيراجع ذلك ويخرج على وسائل الاعلام ثانية ليقول بأنه على القوات العراقية ان لاتتهاون بايقافه ومسائلته ان استدعى ذلك والا فانه قد اعطى ذريعة مهمة قد تم تلقيها بترحيب من قبل بعض الجماعات الارهابية.

كما و لم يكن عمار الحكيم موفقاً بمؤتمره الصحفي فكان الاجدر به ان يقول ان القانون يجب ان يطبق ضد الجميع وهو ليس استثناء من ذلك وبما ان جوازه قد انتهى مفعوله فكان يجب على هذه القوات مسائلته والتأكد منه. وكان يفترض به ولو مساندة للخطة الامنية ان يقول انه يتمنى ان تكون القوات العراقية عند مسؤوليتها وتطبق القانون عليه وعلى غيره ولكنه لم يفعل! انه عندما ظهر في المؤتمر الصحفي كان بحالة جيدة وعندما اشار الى اثر (القيود الامريكية) على يديه لم يتبين ذلك.

اننا ضد احتجاز القوات الامريكية لعمار الحكيم ولاي مواطن عراقي غير مرتبط بالجماعات الارهابية ولكن في نفس الوقت مع احترام القانون من قبل الجميع دون تمييز سواء كان عمار عبد العزيز او عبد العزيز الحكيم او مام جلال الطالباني او غيرهم علماً بان عمار الحكيم لايمتلك صفة رسمية ترتبط بسيادة الدولة الواقعة تحت بساطيل الاحتلال اساساً فهو مسؤول مؤسسة غير رسمية.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter