بسم الله الرحمن الرحيم

لم يعد الوضع يحتمل في العراق


القتل والدمار والخراب والموت والجثث الملقاة في الشوارع والمزابل والمزارع والتهجير والفساد الاداري والاجتماعي اصبحت سمات ترتبط بالعراق بشكل يومي.

لم يعد الوضع يحتمل فالعراق يحترق واهله يقتلون بشكل مبرمج وقد اصبح واضحاً بشكل لايقبل الشك بأن حكومة هذا البلد ان لم تكن راضية او مشاركة بهذا القتل فهي عاجزة عن حماية الشعب الذي تحكمه. لايوجد ادنى شك بأن حكومة المالكي قد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق ادنى مستويات الامن للمواطن العراقي. وما يسمى بالبرلمان فهو عبارة عن مجموعة اشخاص ذات توجهات فردية او طائفية او حزبية او فئوية لاتتعدى حدود الجماعة او المذهب او العشيرة او المحلة وحتى الشارع بل ان فيهم من هو مشارك فعلي بذبح الشعب العراقي.

ان حكومة المالكي قد فشلت ولكن للاسف هي لاتريد ان تعترف بهذا الفشل رغم ادراكها له. ولقد اصبح بعض عناصر هذه الحكومة يتربعون على دماء وجثث الشعب وعلى مآسي اهله الذين اصبحوا مابين قتيل او ينتظر الموت او مهجر او يبحث عن مأوى غير العراق في بلاد الغربة الاعرابية وغير الاعرابية. ولقد صار ديدن هؤلاء هو حماية انفسهم ودفع ملايين الدولارات من اجل ذلك بينما يقتل ويهجر الشعب بشكل يومي.

الا يستحي المالكي وازلامه يرون الشعب يقتل وجراحه تنزف وهم يزمرون يومياً بوعود عن الخطة الامنية. فكلما حدث تفجير وقتل خرج احدهم وبكل صلافة ليقول ان هذا التفجير وهذا القتل هو لكي يجرنا الارهابيون الى التعجيل بتطبيق الخطة الامنية قبل الاوان! ان ذلك حقا مخجلا ولكن يبدو ان (الذين اختشوا ماتوا). عيباً على حكومة تحكم شعب ولاتستطيع ان تحميه الا اللهم اذا كانت ضالعة في هذا القتل او انها تنتظر شيئاً ما ليحدث كالحرب الاهلية التي اصبحت امريكا تنادي بها وتتنصل من نتائجها علناً. لقد خرج المالكي قبل ايام وهو في البرلمان بسجال مع احد (الملالي السنة) حيث اتهم هذا الملا المالكي بامور عديدة ثم بادر المالكي واتهم هذا الاخير بأنه يقدم دعم مباشر ويقوم بالقتل والارهاب وهدده على انه يملك ادلة سوف يقدمها ضده. فهل هذا هو الحرص على الشعب؟! اذ كان على المالكي لو انه حريص على الشعب العراقي ان يظهر هذه الادلة و يقدمها للقضاء! فاذا كان المالكي يمتلك ادلة من عشرات الملفات تدين هذا الشخص بالارهاب فلماذا يسكت على ذلك؟ ولماذا يسكت اعضاء (برلمان العراق) على بعضهم من الضالعين بالارهاب والقتل علماً بانهم يتهمون بعضهم البعض بذلك وحسب مواقع الكثير من هؤلاء؟ لماذا يسمحون لارهابيين او مساندين للارهاب بالعمل معهم تحت سقف البرلمان بينما يتهمونهم بالارهاب في مواقعهم الخاصة؟ الا يعتبر هذا نفاق وضعف ويمس ببرلمانهم ومصداقيته بالصميم؟ اذ عليهم رفض كل من يقتل العراقيين او يقدم المساعدة لذلك علماً بان خطة المالكي الامنية سوف لن تكون ناجحة ان لم تكن مشفوعة بمعاقبة كل من يدعم الارهاب والارهابيين من السياسين الموجودين على ساحة وخارج ساحة العراق.

اننا نحذر بان مصير ومستقبل العراق اصبح مهدداً بشكل خطير جداً والاخطر من ذلك ان الشعب العراقي صار كالمخدر او الذي تعود على القتل فاصبح لايهتم. كما وان الاعلام العراقي اصبح لايهمه الشعب ان يقتل بقدر ما يهمه ما يمثل من طوائف واحزاب ومذاهب. فالاعلام لاينقل بشكل جيد مأساة هذا الشعب اذ ان الشعب يقتل والاعلام غارق بتغطية شيء اخر اتفه من ان ينقل. فمثلاً يقتل في انفجار سيارة في سوق حي شعبي قديم في (الصدرية) وتتهدم البيوت على ساكنيها جراء الانفجار بينما تحترق اخرى وتمتلأ المستشفيات بالجرحى والقتلى (الشهداء لانهم قتلوا مظلومين وليسوا شهداء عملية سياسية لاتستطيع حمايتهم وتتمترس بالقصور). يحصل هذا كله وامر من هذا لو اردنا الكلام عن التفاصيل بينما تقدم فضائيات العراق كلها الخبر حتى اقل ما تقدمه فضائيات الاعراب والاعاجم وكأن الامر ليس الا قتل بعض الاشخاص في بلد بعيد لايعنيها شيء. يحدث هذا بينما تقدم بعض الفضائيات العراقية برامج للضحك مثل ما قدمته فضائية (العراقية) التي تعتبر فضائية شبه رسمية للمالكي وحكومته والطالباني ومستشاريه فقد كانت هذه الفضائية تبث برنامج مضحك عن الكامرا الخفية من صنع امريكي ومعاد مئات المرات بينما تظهر على شاشتها (خبر عاجل: استشهاد مئة مواطن وجرح 250 في تفجير ...) بينما يستمر برنامج الضحك بالبث!! وفي عرض الاخبار يتعرض للخبر بشكل عادي وينطبق نفس الشيء على فضائية الفرات نا هيك عن فضائيات اخرى معروفة ولاتحتاج الى تعليق. كان الاجدر هنا ان تذهب هذه الفضائيات الى تغطية اعلامية مباشرة من موقع الانفجار ومن المستشفيات ومن مختلف مواقع الحدث وسؤال الناس والمختصين وغير ذلك. ثم تأخذ الامر على عاتقها بالمتابعة حتى بعد انتهاء الامر واعداد برامج حول ذلك. وللاسف ما نراه هو ضعف وكسل وتهاون الا اللهم اذا كان هذا الاعلام يسعى الى تغطية الامر وتهوينه لكي يبدو الامر طبيعياً شيئا ما. ان العراق يمر بشيء غريب و خطير يتحمل مسؤوليته الذين ارتضوا ان يكونوا في الواجهة انفسهم.

ان على (السيد المالكي) ان يصارح الشعب فهو شخص يفهم بان على عاتقه مسؤولية امام الله كبيرة جداً و عليه ان يقولها بصراحة اين تكمن المشكلة وما هي الاسباب التي تجعل هذا القتل الزؤام مستمر ولايمكن السيطرة عليه؟ فليقولها المالكي بصراحة وانا كانت الصراحة مؤلمة او قد تتسب له بمتاعب شخصية فعليه ان يقولها ثم يستقيل فلا خير بوزارة لاتحمي شعبها ولاحتى نفسها. فاذا كان السبب هو الاحتلال فليخرج المالكي ويقول للشعب بانه عجز عن التصدي للارهاب والسبب هو الاحتلال وعليه فهو مستقيل. وبهذا يقدم خدمة للشعب ويحرج الاحتلال بشكل كبير. واذا كان السبب هو بعض العناصر السياسية فليقل بالتفصيل بحيث يعريها امام الشعب. ان الشعب يريد ان يعرف الاسباب الحقيقية باستمرار التدهور الامني وتفشي الفساد وما شاكل ذلك.

ان العراق اليوم بحاجة الى امن اولا وليس الى ديمقراطية لاتعطى الا للارهابيين والقتلة وذلك بمحاكمات وحقوق انسان وغير ذلك من وسائل رفاه لاتعرفها حتى اكثر البلدان استقراراً وتقدماً. ان الامن اليوم في العراق وحفاضاً على مستقبله ووحدته بحاجة الى اقسى الاحكام (العرفية والعسكرية) حتى يستتب الامن ثم يمكن بعد ذلك التفكير برفع هذه الاحكام. كما ويحتاج العراق الى محاكم عسكرية يقدم لها الارهابيون وبحاجة الى اعلام وطني مستقل يظهر حجم المأساة ويبرزها الى العالم الخارجي بشكل واضح ومستمر وان لايكون مع الحكومة عندما تقصر باداء مسؤولياتها ولاريب فان حكومة المالكي مقصرة ثم مقصرة بل وقد فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق ادنى مستويات الامن وعليها ان تقدم توضيحات عما يجري وتكشف الاسباب التي تجعل السيطرة على الوضع مستحيلة فلايمكن ترديد كلمات عامة بالقول ان الارهاب يأتي من دول الجوار ومن التكفيرين ومن الصداميين وغير ذلك من تعابير عامة! ان هذا لايكفي من مسؤوليين تلقى على عاتقهم مسؤولية حماية بلد وشعب وسيحاسبهم التاريخ والله على كل تقصير. ان عليهم ان يقدموا الاسباب والمتسببين الحقيقيين ومن يقف ورائهم واذا كانت الجهات التي تقف ورائهم دول اخرى فلماذا لايتم تفعيل قانون مكافحة الارهاب ضد هذه الدول وتقديم شكاوي عليها في المحافل الدولية وفضحها امام الرأي العراقي وامام شعوبها. انه لايعقل ان يقدم مسؤول في الدولة تفسير لانفجار يقتل المئات كما يقدم ذلك التفسير طالب في المدرسة الابتدائية او انسان عادي. أين ذهب المجرمون الذين قاموا بتفجيرات الجامعة المستنصرية وتفجيرات مرقدي الامامين العسكريين وتفجيرات عمال (المساطر) العديدة وغيرها وغيرها وغيرها وكما قلنا انها ستمر وتنسى! ولكن للاسف فانه نسيان لدماء الضحايا وتهاون بارواح الذين قتلوا واستهتار بأمن الاخرين وعيش على دماء الابرياء.
ان القتل الذي يحصل في العراق والتهاون الذي يحصل بشأنه من قبل من انيطت به هذه المسؤولية جريمة ضد الانسانية كبرى و الذين يتحملون مسؤوليته ولكنهم غير قادرين على ايقافه وفي نفس الوقت مستمرون بتواجدهم في مواقعهم المسؤولة هؤلاء لايساوون عفطة عنز وسوف يحاسبهم الشعب والقانون والتاريخ والله.

يجب فضح الدول والجهات التي تساند الارهاب في العراق (وطز بهم كلهم اجمعين) فالجار الذي يقتل جاره يجب ان يحاسب لا ان يدارى كما ويجب محاسبة الضعفاء واقصائهم من امثال مسؤولي الامن الذين تحصل في مناطقهم جرائم تفجير وعلى رأسهم كبار المسؤولين في الدولة. لم يعد الكلام يفيد ولا المقالات فالدم الدم صار يغلي ولم يعد الوقت للتبرقع في مناطق خضراء ولا للاعلانات التلفزيونية (مدفوعة الثمن لفضائيات لاتستحق ان تدفع لها اثمان هذه الاعلانات بل الافضل عدم بثها من خلالها لان كتابة اعلان مدفوع الثمن هو نفسه له مردود معاكس بل واستهتار واضح بالدم العراقي علماً بان هذه الفضائيات استبدلت ذلك – بمادة اعلانية – وهو اخبث من اعلان مدفوع الثمن لان كل مادة اعلانية هي مدفوعة الثمن مقدماً – فهل يستحق هؤلاء ان يمنحوا تلك المواد واثمانها؟ ).

ان الوقت اصبح يضيق بين الخطر الفادح والحل المقبول. فالعراق بحاجة الى حلول جذرية ومصارحة ومسؤوليين على قدر من المسؤولية فالحمل الثقيل ينادى له الجمل وقد ضعفت الارانب عن ذلك وعميت الخفافيش عن مواجهة الضوء ولله درك ياعراق.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter