بسم الله الرحمن الرحيم

أذا بقي الوضع كما هو فأن العراق مقبل على كارثة دكتاتورية ابشع من صدام


اذا كان الناس كاشخاص ومجموعات يقاسون بافعالهم وبنتائج هذه الافعال فلابد ان يكون اولئك الذين يقدمون خدمة للبشرية في العلم والتكنولوجيا والبناء والثقافة خيراً من الذين لايقدمون شيئاً وبالتأكيد خيراً من الذين يقومون على النقيض من ذلك.

ان الذين يقتلون الابرياء من الناس انما يقتلون الناس جميعاً لان البريء الذي يقتل قد يكون اي انسان وفي اي مكان كان. وان الذين يقتلون طلاب العلم ما هم الا متخلفون عقلياً و جهلاء لايمتون للحضارة او الدين باية صلة. والذين يقتلون الحجاج بعد عودتهم من الحج ما هم الا قطاع طرق لادين لهم وهم من الكافرين. كما وان الذين يقتلون العمال وهم ينتظرون فرصة عمل طارئة ليوم او ساعات طلباً للرزق لاعالة عوائلهم ما هم الا مجرمون يكرهون العمل بل لايحسنون صنعة غير القتل والتدمير.

لاتوجد كلمات يمكن ان تصف خساسة ونذالة واجرام الذين خططوا ومولوا وساندوا ونفذوا وساعدوا في جريمة تفجير الطلبة في الجامعة المستنصرية. فهؤلاء هم انفسهم الذين قتلوا الحجاج بعد عودتهم من الحج وهم انفسهم الذين قتلوا ويقتلون العمال والباعة والكسبة والمتسوقون ويحرقون الاسواق في كافة مناطق العراق. وهؤلاء هم انفسهم الذين تطلق عليهم بعض الابواق الاعلامية الاعرابية وبعض الهيئات المنافقة بالمسلحين او المقاومة او الجهاديين او مسميات اسلامية معينة.

فاذا كان ما حصل في الجامعة المستنصرية جهاداً اسلامياً (كما يبدو من خلال الانتحاري الذي يتطلب غسل دماغه بالشعوذة الكاذبة) فلا خير في هذا الدين الشيطاني ودين محمد (ص) منه براء براءة الذئب من قميص يوسف. ان الدين قد اصبح بسبب هؤلاء المتخلفين عقلياً وافعالهم الاجرامية التي تقام تحت مسميات دينية اصبح منبوذاً من قبل الاخرين وجعل من لايجرأ على المساس به سابقاً يتطاول على رموز هذا الدين الحنيف ابتداءاً برسوله الى كتابه ومناهجه وبشكل كبير. اما اذا كان عمل الجامعة المستنصرية جهاداً ضد الاحتلال فلا بارك الله بمثل هذا الجهاد (وطيح الله حظ من يساند ويمول هكذا مقاومة).

لقد اصبح واضحاً وبما لايقبل الشك بأن الذين يقومون بالاعمال الاجرامية في العراق تحت مسميات المقاومة والجهاد انما هم اليد اليمنى التي يرسخ بها المحتل وجوده لانها تعطيه الذريعة القوية للاستمرار بالوجود بل وبتعزيز هذا الوجود بشكل اكبر.

ان الامر الاغرب من هذه الافعال الاجرامية هوعدم تمكن الحكومة العراقية ولا السياسيين العراقيين من تفادي حدوث الهجمات الارهابية علماً بانها تحدث بنفس الطرق وفي نفس الاماكن وبشكل متكرر مثل تفجيرات (مساطر العمال) ومراكز الشرطة ومدينة الثورة ومراكز العلم كما حصل في مهزلة (مديرية البعثات) وغير ذلك. ليس هذا فحسب بل ان هذه الحكومة لم تتمكن حتى الان من القاء القبض على المتسببين في بعض الحوادث الرئيسية التي ادت الى تأجيج الارهاب مثل حادث تفجير مرقدي الامامين العسكريين في سامراء وحادث مديرية البعثات ومساطر العمال وحادثة كربلاء وجسر الائمة وحرق سوق الشورجة وغيرها بما في ذلك حادث الجامعة الحالي الذي سيمر كما مرت الهجمات الارهابية الاخرى.

ان الحكومة العراقية الحالية (برئيس وزرائها نوري المالكي) مسؤولة امام الله والشعب والتاريخ الذي لايرحم بتعقب جميع مرتكبي الجرائم سواء كانت صغيرة او كبيرة وجلبهم الى العدالة قبل ان يتسنى لهم الاستمرار بجريمة ثانية او حتى التفكير بها. ان هذا لم يحص ولن يحصل ما دام الناطقين باسم وزارت (نوري المالكي) الامنية يخرجون بعد كل ضربة قوية ليكذبوا على الناس بان الخطة الفلانية لم تكتمل بعد وغير ذلك من تصريحات تستهين بارواح العراقيين الابرياء. ان حادثة الجامعة المستنصرية هي اكبر تحدي يواجه هذه الحكومة منذ ولادتها العسرة. اذ انه اختبار لمصداقية هؤلاء فهل سيلقون القبض على المتسببين والمخططين والمساعدين في هذه الجريمة البشعة خلال ايام ام ان ذلك سيسجله عليهم التاريخ كفشل ذريع كما حصل مع باقي الجرائم التي لم يكشف النقاب عن مرتكبيها حتى هذا اليوم. فمن هم الذين ارتكبوا جريمة تفجير المراقد في سامراء؟ و هل لحكومة المالكي ان تكون صريحة وتكون لها مصداقية مع الشعب وتقول له من الذي ارتكب الجرائم السابقة؟! ان الشعب يريد ان يعرف ويريد ان يتم الاقتصاص من المجرمين؟ اذ ان هذا الشعب قد فقد الثقة بحكومة المالكي ولم يراها الا دمية طيعة لاتملك من امرها شيئاً دون التصريح من المحتل!

وهؤلاء الذي انتخبهم الشعب من اعضاء (ما يسمى بالبرلمان) أين هؤلاء التلاميذ والتلميذات الذين تكثر غياباتهم من الحضور وكأن العراق يعيش في الجنة وليس في جحيم ارهاب الارض. أن قسم من هؤلاء (البرلمانيين) في الحقيقة يعيشون خارج العراق منذ فترة طويلة والقسم الكثير يسافر لفترات طويلة او كثير السفر حيث يتمتعون وعلى حساب الدولة بافخر الفنادق ذات الدرجة الخامسة وبجوازات سفر ذات تصاريح خاصة ويتقاضون رواتب خيالية مقارنة بالمواطن الذي يعاني من الارهاب وضنك الحياة اضافة الى سوء تمثيلهم له بل والاستهتار بذلك. اضف الى ذلك ان بعض هؤلاء طائفيين وان وجودهم في هذا البرلمان انما يمثل الوجه الاخر للارهاب.

ان سياسيو العراق الحاليين اذا لم يتغيروا او يغيروا فانهم سيجرون العراق الى كارثة لايعلم نتائجها الا الله. والجميع يعلم ان امريكا قد فشلت في حل المشكلة الامنية وسوف لن تنجح اعتماداً على معطيات خطتها القادمة وهي الان تبحث عن مخرج لسحب قواتها الذي قد يكون قريباً. وهناك معطيات تدل على ان بعض المجموعات الارهابية المدعومة اقليمياً تعد العدة للانقضاض على السيطرة على البلاد حالما تغادرها قوات الاحتلال. ونحن نعلم ان اول من يهرب من بطش هذه المجموعات هم انفسهم الذين يمثلون الحكومة والسياسيين والبرلمانيين. ولاضير اذا كانوا سيذهبون الى معارضة خمسة نجوم اخرى!

اننا لانكتب هذا استهجاناً باحد بل لكي نلفت الانظار وخاصة انظار من يحكم باسم الشعب اليوم بان يلتفتوا الى نقطة مهمة الا وهي ماذا سيصنعون اذا رحلت امريكا من العراق خلال شهر من الان؟ فاذا قالوا لايمكن ان يحصل ذلك فانهم واهمون ولايفهمون المصلحة السياسية ولن يقرؤا التاريخ جيداً. ان امريكا يهمها مصالحها وان تطلبت تلك المصلحة الرحيل فانهم سوف يفعلون ذلك خلال اسابيع او ايام. ان هناك ضغط امريكي داخلي على اعلى المستويات لسحب القوات وهناك مصلحة امريكية انتخابية لايمكن اغفالها. وعليه فان الحكومة يجب ان تعزز سيطرتها على كافة انحاء البلاد وان تبدأ بخطط واسعة لاجتثاث المجموعات التي تقوم بالارهاب والجريمة وبقبضة حديدية دون تردد او ارتخاء. وان على هذه الحكومة ان تكون صريحة مع الشعب دون كذب وتلبيس وان تقوم بتسليح الجيش والشرطة واعادة بناء القوة الجوية خاصة السمتية منها واستحداث فرق عسكرية متخصصة بمكافحة الارهاب وفرق ذات تدخل سريع كما ويجب تطهير هذه الفرق من العناصر الغير مرغوب بها لان البعض يفكر باختراقها لاحداث انقلابات عسكرية.

كما ويجب ان تعاد الخدمة الالزامية العسكرية مما سيكون لذلك مردودات ايجابية فعالة على مختلف الاصعدة. ويجب ربط العراق بالعالم بمطارات فعالة في المناطق المستقرة حالياً لكي يكون هناك انفتاح يسهل الكثير من المهمات حتى العسكرية والامنية ولكي لايتم الاعتماد على طرق تعتبر خطرة حالياً وستكون بيد المجموعات الارهابية حين انسحاب القوات الامريكية.

ان الحكومة الحالية مطالبة بتغيير الكثير من توجهاتها ومطلوب منها الاسراع بالقضاء على الارهاب ووضع خطة ستراتيجية متكاملة وبدائل لاحكام السيطرة على البلاد قبل فوات الاوان. فالحكومة التي فشلت باحتواء الارهاب في قلب العاصمة وهي تحتمي بين الاسلاك الشائكة في منطقة محدودة ومع وجود قوات الاحتلال التي تساعدها فانها سوف تفشل بشكل ذريع اذا انسحب الاحتلال وقد لاتصمد لايام معدودة. وعليه يجب ان تنتبه تلك الحكومة للاسراع بفرض السيطرة و بالقبضة الحديدة قبل ان يقبض على هذه القبضة غيرها. ويجب ان يتم العمل بناءا على اساس واحد هو ان الحكومة قادرة على السيطرة الكاملة على البلاد فيما لو انسحبت قوات الاحتلال غداً!
والحليم تكفيه الاشارة.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter