بسم الله الرحمن الرحيم

هل يمكن أن يحصل انفصال الرأس في حالات الشنق؟


عندما خلق الله الخلق وابتدأ بالعقل فأمره أن يقبل فاقبل ثم قال له ان يدبر فادبر فجعل له الخيرة من امره وعليه فبالعقل يكون الحساب وبه يكون العقاب. ثم عرض ذلك على المخلوقات فأبت كلها ان تحمله وفضلت الطاعة التامة لله دون معصية ألا الانسان فانه قبل بأن تكون له الخيرة في هذا الامر مما جعل بؤبؤه الذي لايتجاوز عدة مليمترات يتسع للكون باكمله بل ولقد تيسرت له مكونات هذا الكون من راحة وجمال واستمرارية ولكن الانسان ظلوم جهول.

(إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب : 72 )

(ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ) (فصلت : 11 )

(أَفَغَيْرَ دِينِ اللّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ) (آل عمران : 83 )

لقد استخدم الانسان وسائل عديدة لتعذيب او قتل نفسه او ابناء جنسه و منذ بدايات وجوده على الارض ولعل من اول هذه الوسائل التي اكتشفت اثارها مع الانسان القديم هو الشنق. كما ويعتبر الشنق من الوسائل التي استمر استخدامها سواء للعقاب العادل او من قبل الانظمة القمعية او للانتحار. وبسبب هذه الاستخدامات المتعددة والمتكررة عند كافة الشعوب وخاصة الانتحار فقد تمت دراسة هذه الوسيلة من قبل الطب الجنائي او الطب العدلي بشكل مستفيض وعلى اسس تشريحية وفسلجية وبناءاً على دراسات حالات الانتحار العديدة.

ومن الوسائل التي استخدمت لقتل الخصوم وخاصة من قبل (الاعراب) هو قطع الرؤوس. فالتاريخ العربي الاسلامي مليء بهذه الحالات التي لطالما استخدمت من قبل الامراء والسلاطين والحكام وذلك بارسال جيش او مجموعة مسلحة تقوم بقتل الخصم مقابل حفنة من المال او ماشابه والمجيء برأس الضحية المغدور بشكل همجي القصد منه الارهاب. ولقد مارس النظام القمعي (الصدامي) جرائم عديدة ابشع من ان توصف.

يعتبر الشنق رغم بشاعة منظره الذي يثير الرعب في النفوس عند مشاهدة المشنوق معلقاً من ارحم وسائل القتل او العقاب. فأن المشنوق بمجرد نزوله مع الحبل يفقد الوعي بشكل تام ولايحس بالالم بل ينفقد لديه الاحساس ويدخل في غيبوبة تامة حتى الموت. فعند هبوط المشنوق ينقطع الحبل الشوكي بسب ضعف التمفصل (الفهقي-المحوري) المتكون من فقرتي الرقبة الاولى والثانية مما يؤدي الى قطع الحبل الشوكي فينفصل الدماغ عن باقي الجسم خلال الثواني الاولى من الشنق. وعليه فان المشنوق يدخل بحالة غيبوبة يفقد فيها الالم لمجرد تعليقه. ولعل هذا هو السبب في ان العديد من حالات الانتحار شنقاً يكون سببها ممارسة بعض الشذوذ الذي لانريد ان ذكره تجنباً للتطرق الى السوء الغير مرغوب فيه. في هذه الحالات يكون القصد اللذة ولكن الشيطان اسرع فيحص الانتحار الغير مقصود بسبب الغيبوبة التي ذكرناها اعلاه وعدم تمكن الشخص من التراجع في اللحضة الاخيرة اي ينزلق بلذته نحو الموت.

ان ترافق انقطاع الرأس في حالات الشنق نادرة الحدوث ولكنها تسجل بشكل مستمر من قبل مؤسسات الطب الجنائي في مختلف انحاء العالم. ولها اسباب عديدة مثل قوة سقوط الجسم وعدم مطاطية الحبل المستخدم وارتفاع مسافة السقوط عن الارض.

ولقد سجلت حالات من هذه الانواع نورد منها هنا على سبيل المثال الموجودة في الروابط التالية:

http://www.springerlink.com/content/xwmdl0egxmqurcm4/

حيث سجلت هنا حالة انتحار شاب عمره 22 سنة في المجلة العالمية للطب الجنائي بانتحاره شنقاً من فوق جسر مما تسبب بقطع رأسه مابين فقرتي الرقبة الاولى والثانية الضعيفتين وبشكل تام فبقي الرأس معلقاً بينما سقطت الجثة في النهر.

وفي الرابط التالي سجلت حالة انتحار تسببت بقطع كامل للرأس رغم عدم وجود عوامل مساعدة لذلك وفي رجل عمره 52 عاماً.

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/entrez/query.fcgi?cmd=Retrieve&db=PubMed&list_uids=7710313&dopt=Abstract

ويمكن ان يحصل انفصال الرأس سواء كان الشنق انتحاراً او غيره اعتماداً على اسباب يعتبر بعضها مجهولاً ومبهماً بالنسبة للطب الجنائي. كما ويمكن ان يحص ذلك في اي مكان كالانتحار في البيت كما هو في الرابط التالي لرجل عمره 47 سنة.

http://cat.inist.fr/?aModele=afficheN&cpsidt=1205339


ومهما تكن الاسباب والمسببات فالعراقيون اكثر من غيرهم يتذكرون ايام كان (برزان التكريتي) الساعد الايمن لصدام اثناء ايام (ابو طبر) والاعدامات الاولى وقتل رفاقهم البعثيين ثم من بعد ذلك عندما كان مديراً للمخابرات حينها زرع الرعب في قلوب الناس وحول جهز المخابرات الى وسيلة لارهاب الناس والتجسس عليهم واثارة الرعب في نفوسهم. ناهيك عن نهب الاموال والفساد والقتل والدمار.
انها ايام لايمكن ان تندمل جراحاتها بسهولة وتبقى ندبها ما دام الانسان على قيد الحياة.

وسبحان الله الذي يمهل ولايهمل والحليم من اعتبر

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter