بسم الله الرحمن الرحيم

الاعراب يدقون اسفين تقسيم العراق كمرحلة اولى لتقسيم دولهم


لقد غالى الاعراب بكيل الصفات المبالغ فيها لوصف انفسهم بالكرم والجود واغاثة الملهوف وماشابه ذلك الى حد التخمة العنصرية. ولقد وصل الحد بهم الى انهم نسبوا الى انفسهم هذه الصفات حتى في فترة ما قبل الاسلام التي تعد فترة مظلمة في تأريخ العرب لما كانت تتصف به من فساد اجتماعي وقبلي وعنصري وحروب وغزوات وسلب ونهب وقتل وسبي وما الى ذلك. ليس ذلك فقط بل تجدهم يبالغون فيقولون كما قال اليهود بانهم الامة التي اختارها الله لحمل رسالته وهذا ليس صحيح. فالله سبحانه وتعالى عندما قال:

(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (آل عمران : 110 )

لم يقصد بذلك العرب بل الامة من (المؤمنين بالله الذين يامرون بالمعروف وينهون عن المنكر وهؤلاء ليس من الضروري ان يكونوا من العرب فقط). علاوة على ذلك فأن الاية الكريمة تضرب مثل بأهل الكتاب (ويجب ان نلفت الانتباه هنا ان اهل الكتاب معناه المسيحيون او اليهود كلهم) ثم يجب االانتباه اكثر الى ان الاية تستطرد فتقول (منهم المؤمنون) أي من اهل الكتاب (وأكثرهم الفاسقون) أي ان (منهم) فئة او امة قليلة هم المقصودون بالايمان. ولابد من التفريق بين الايمان الحق وبين المظاهر المتعلقة بالدين فليس كل من لف لنفسه عمامة واطال لحيته او قصر ثيابه بمؤمن اذ ان الايمان هو العمل واحترام الغير مهما كان والاخلاص لله بالسر والعلن وعدم اجبار الغير على اتباع ما يراه هو صحيحاً. كما وان للايمان درجات تكتمل باقران كمال العقل بالاخلاص والايمان بالله. وهنا لابد ان نعرف بان القران طلب من العرب ان لايقولوا (آمنا) لانهم لم ينالوا تلك الدرجة بعد.

(قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (الحجرات : 14 )

وعليه فان الامة التي هي خير امة اخرجت للناس لايمكن ان تكون الامة التي قتلت (أبن بنت نبيها) هي خير امة اخرجت للناس والا لانقلبت الموازين رأساً على عقب كما وانها لايمكن ان تكون الامة التي قطع بها الامراء رؤوس بعضهم البعض من اجل السلطة والمال وباسم الدين ولاتزال كذلك.

ان الذي يتتبع وبشكل بسيط جغرافية الارض التي منها انطلق الاسلام يكتشف مدى قوة الاسلام للوصول الى ارجاء الارض من رحم الصحراء المحاطة بالجبال والتضاريس القاسية. ومن عناصر قوة الاسلام هو انه نزل على امة متناحرة متقاتلة تحب ان تحكم بالدكتاتوريات القاسية وكما تعظم اصنامها فانها تعظم اصنام بشرية تتحكم برقابها. فهذه الامة التي تحب الدكتاتوريات وترضخ للظلم وتحب الرموز التي تذلها وتتقاتل على (بعير) لمدة اربعين سنة لايمكن ان تحمل الاسلام الا اذا كانت هناك معجزة الهية يراد منها القول ان هذا الاسلام الذي انتشر في الارض متحدياً البيئة القاسية كان يحمل تحدي آخر هو انه جاء الى قوم شتى متفرقون لايقدرون على ايقاف القتال على (بعير) لمدة اربعين سنة بين قبيلتين صغيرتين فكيف بهم ونشر دين كامل هو اخر الاديان ومكملها. أي ان الدين اشتمل على قوة ذاتية تتمثل بأن هؤلاء القوم هم الذين حملوا لواءه الى الغير رغم التحفضات على الطرق التي بها تم ذلك.

(لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) (الأنفال : 63 )

ان هذه الامة التي احبت الدكتاتوريات وتعودت المديح لمن يغدق عليها والهجاء لمن ليس لها مصلحة معه واطاعة من يذلها وتحريف سلاطينها الدين لكي يسهل عليهم الاستيلاء على السلطة والاستمرار بها ففرضوا طاعة عمياء لاولياء الامور ولو كانت رؤوسهم (كزبيبة) هي نفسها الامة التي حزن فيها ناعقي الفضائيات العربية ولبسوا السواد على الدكتاتور الذي اعدم بسبب جرائمه (اي اعدم نفسه بواسطة جرائمه).

عندما احتل صدام الكويت تدافع (الاعراب) في فضائياتهم وفي جامعتهم وعلى مستوى رؤسائهم وملوكهم للتعجيل بضرب وتدمير العراق ولم يحزن منهم احد على العراقيين الذين احترقوا في العراق من شماله الى جنوبه ويشهد على ذلك طريق (الموت) بين صفوان والكويت بل اشتركت جيوشهم في تدمير العراق وقتل العراقيين ولايزالون لحد هذه اللحظة ومنذ ذلك الحين يفرضون على العراق حصاراً قتل مليون عراقي وبايدي عربية فرضت و تفرض الحصار. وهنا لابد ان ننتبه الى نقطة مهمة هي ان القتل عند الاعراب نوعان احدهما مقبول و الاخر مرفوض ينطبق عليها قول الشاعر:

قتل امرءٍ في غابة مسألة لاتغتفر وقتل شعب كامل مسألة فيها نظر

فسواء ارتدت بعض مذيعات قنوات الاعراب وبعض القنوات العراقية مثل (قناة اعلان مدفوع الثمن) ام لا فان ذلك سوف لن يغير من الامر شيئأ. ونحن نعلم بأن البعض من الذين ارتدوا السواد هن مذيعات من بلدان عربية فقيرة يعملن في مشايخ الخليج النفطية طلباً للوضيفة ولقمة العيش التي لايجدونها في دولهم وطلباً لبعض الدولارات سواء من الراتب او من (امور غير ذلك) علماً بان السواد كان نصف عاري كما خرجت به مذيعة في قناة عربية يبدو انها استحسنته مع بعض المجوهرات ليكون حزنها ملوناً منقوشاً على خلفية بيضاء مسطحة كالسهل بين الجبلين. وبكت بعض المذيعات على (اعدام صدام) بينما نفس هذه (الجرابيع) كانت ولازالت تبتسم وتهتز كالرقص عندما تعرض صوراً للعراقيين يقتلون بالمفخخات والاحزمة الناسفة والاجساد الاعرابية النتنة القادمة من بلدان الاعراب ثم يقيمون لهؤلاء السفلة الانتحاريين الاعراس. فهم يبتسمون بعد وقبل عرض اخبار قتل العراقيين من الابرياء من العمال وغيرهم (والذي يشك في ذلك لينظر اليهم جيداً) بينما تمتد اياديهن الى المناشف الورقية لمسح ما سال على (وجناتهن التي تخبأ اصباغها شحوباً ممجاً) من دمع على صدام اللهم الا اذا كانت احداهن تلبس عدسات لاصقة فانها كانت تطلب من المخرج قطع الخبر (لفاصل ثم نعود).

واما الدولة التي انطلق منها الارهاب ومن اراضيها ضرب العراق بواسطة الجيش الامريكي الذي دمر العراق فهي تستهجن اعدام صدام لكي تسقط عنها ورقة التوت حيث كانت ومازالت تريد ان يستمر العراق بلداً تحت حصار (النفط مقابل الغذاء مع صدام حاكماً عليه مذلاً لشعبه قاتلاً لهم). وهذا هو حال دول الاعراب الاخرى.

اذا كان لابد من اتخاذ قرار فان العراق يجب ان ينسحب من جامعة الاعراب واذا بقيت سياسات الاعراب مبنية على الطائفية فلابد من اتخاذ قرار خطير وهو انفصال العراق الى دول ثلاثة تمهيداً لتقسيم بعض دول المنطقة المجاورة على نفس الاساس الذي دفع الاعراب اليه العراق ان يتقسم. ان المنطقة تتجه نحو منعطف خطير سوف يتندم الاعراب اذا لم يراجعوا انفسهم ويتخذوا خطاً مسانداً لشعب العراق كشعب وليس لحكامه او جلاديه كرموز قومية وان كانت ظالمة. ان الاعراب يدفعون وبارتياح وتوجه خارجي على تقسيم العراق على اساس طائفي وعرقي ومذهبي وقومي وهذا سيمهد لتقسيم (السعودية) الى اربعة او خمسة دويلات اضافة الى تقسيم بعض الدول والمشايخ الاخرى بشكل يماثل تقسيم بعض الدول الاوربية خلال السنوات الماضية.
ان الاعراب يجب ان ينتبهوا ويقفوا مع العراق كشعب واحد ليمنعوا تقسيمه الذي سيكونون هم السبب الرئيسي فيه ليكون فاتحة تقسيمات اول ما تطال بعد العراق ودون ادنى شك هو (السعودية) ولن تجني براقش الا على نفسها.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter