بسم الله الرحمن الرحيم

محاكمة صدام ومن معه لم تنتهي بعد


أن الجرائم التي قام بها صدام حسين لاتعد ولاتحصى وقد شملت كافة شرائح المجتمع العراقي بمن فيهم بعض اقاربه ورفاقه في الحزب بل وامتدت تأثيراتها الى اجيال قادمة. ولم تكن قضية الدجيل الا واحدة من تلك الجرائم لاتمثل الا نقطة في بحر كبير من تلك الجرائم.

ان الوضع العراقي الحالي لم يكن ليكون لولا الحروب المتتالية والتعسف والدكتاتورية التي تسبب بها صدام ومن سانده في ذلك. أي ان صدام يتحمل المسؤولية الاولى بما صار اليه العراق من وضع مأساوي لم يترك عائلة ولافرداً فيه غير متأثر وبشكل مباشر من ذلك. وعليه فأن صدام يتحمل كافة الاوزار التي نتجت عن سياساته الخاطئة. أن العراقي الذي تعرض للموت او المصائب المختلفة بسبب تغربه عن وطنه بسبب صدام او نتيجة لحروبه او وضع العراق الذي نتج عن سياساته الظالمة انما يكون صاحب حق ضد صدام ولكن وبسبب محدودية القضاء البشري فأن ذلك سيكون حسابه في يوم تشخص فيه الابصار. اي ان عقوبة الاعدام في هذه الحياة لاتكفي لحجم الجرائم المرتكبة وتعقيداتها المتشعبة. وعليه فان هناك محكمة الهية اخرى سوف لن تغادر صغيرة ولاكبيرة الا اتت بها.

(وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً) (الكهف : 49 )

(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ) (الأنبياء : 47 )

(يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِن تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ فَتَكُن فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ) (لقمان : 16 )

ان صدام ومن ارتكب جرائم ضد البشرية دون ادنى حق سوف يكون امامهم يوم عسير يتمنون ان لايكونوا فيه الا عدماً. ليس هذا فحسب بل ستكشف للخلق هناك اسرار لم يعرفها احد خاصة اذا كان الامر يتعلق بالحاكمين اذ ان هناك ما لم يطلع عليه احد من جرائم وجرائر لهؤلاء.

(يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ) (الطارق : 9 )

هناك سوف تشهد عليهم اعضائهم التي بها ارتكبوا الجرائم والمعاصي وسوف تنطق بأذن الله وبكلام لالبس فيه.

(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النور : 24 )

(وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) (فصلت : 21 )

ان مابين الانسان وبين يوم القيامة مقدار ما يعيش من عمر وهو قصير فليتعظ او الو الالباب.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter