بسم الله الرحمن الرحيم

هجوم القوات البريطانية على المؤسسات الامنية العراقية استهتار ام حرب جديدة؟


لاشك ان امريكا وحلفائها خاصة البريطانيون في البصرة قد فشلوا في ادارة الوضع في العراق في الفترة التي تلت اسقاط نظام صدام واحتلال العراق. ولكن يبدو ان هذا الفشل آخذ بالتفاقم المستمر الذي قد يؤدي الى عواقب وخيمة اصبحت تلوح في الافق القريب.

أن معركة امريكا في العراق اصبحت متعددة الوجوه ومع جهات كثيرة ومتداخلة مما جعل الوضع العراقي معقداً للغاية وخطيراً. ومن الجهات التي اصبحت تلوح في الافق منذ فترة ولكنها ظهرت على السطح اخيراً هي (ايران). أذ ان الاخيرة لاتتوانى من نقل معركتها مع امريكا الى العراق بل فانها اعدت لذلك الكثير من الخطط المسبقة لتحقيق ذلك. وبسبب الغباء الامريكي الذي لايمتلك الا القوة فان امريكا اخذت بالانجرار الى معركة مع ايران داخل العراق وهي بذلك تضيف خطئاً فادحاً الى اخطائها السابقة الا ان هذه المرة سيكون الخطاْ هو بداية النهاية ليس للعراق فحسب بل لامريكا في المنطقة ككل. فالعراق سوف يحترق بين نارين اكثر مما هو محترقاً الان مما سيحرق المصالح والوجود الامريكي الى درجة ستكون امريكا مجبرة في النهاية الى جر اذيال الانسحاب والخيبة وستدمر لها القطع البحرية والقواعد مما لامثيل له في تأريخها وكأن ذلك يبشر بمعركة (ماجدولين) او معركة المسيح الدجال والمهدي المنتظر وجيش السفياني التي اكتملت عناصرها في العراق.

وبغض النظر عن المعركة الموعودة وان كان وقتها قد حان ام لا فان امريكا قد فشلت في العراق كما فشلت حكومات ما بعد صدام بل وحولت العراق الى بلد الخراب والموت والقتل والجثث المجهولة والدمار والفساد الاداري والاجتماعي الذي لامثيل له.

ان الهجوم الذي شنته القوات البريطانية المحتلة على (دائرة شرطة البصرة الرئيسية) وتدميرها للبناية وللمتلكات العراقية وسيارات الشرطة هو استهتار فاضح لايمكن ان يوصف بكلمات. وبغض النظر عن الذرائع البريطانية في مديرية الجرائم الكبرى في البصرة فهل تبرر هذه الادعائات الكاذبة القيام بتهديم البناية والسيارات والمحتويات التي هي ملك للشعب العراقي وتمثل سيادته الامنية؟! ان هذا ليس الا استهتاراً بسيادة الشعب والحفاظ على امنه وسوف لن يكون الا جزءاً من العوامل المتراكمة التي ستؤدي الى مقاومة الاحتلال بكافة الاشكال العسكرية وغير العسكرية لاخراجه هو ومن يتبعه من (حرامية) وببغاءات ودمى يحركها الى حيث لارجعة.

لقد جاء في الانباء بأن وزارة دفاع (المالكي) قد ايدت الهجوم على تلك المديرية في البصرة فاذا كان هذا صحيحاً يبدو ان هذه الوزارة لاكرامة لها ولاوزن اذ كان يجدر بها ان تكون اول المعترضين. كما وان حكومة (المالكي) الضعيفة الى درجة كبيرة لم تحتج على هذه الجريمة وتطالب الاحتلال البريطاني بالاعتذار والتعويض تماشياً مع ضعفها المخجل.

يبدو ان العراق يسير على خطى ثورة قادمة ضد الاحتلال واعوانه تجتث جميع العملاء والارهابيين وتطرد المستهترين بكرامته من المحتليين الذين مزقوا الشعب العراقي ايما ممزق. وتجتث هذه الثورة الذين تربعوا في القصور الصدامية يتنافسون على السلطة والتسلط والمراكز البراقة في المنطقة (الصفراء) بينما تحول العراق الى بلد الموت والرعب والقتل والتهجير والفساد.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter