بسم الله الرحمن الرحيم

وثيقة مكة المكرمة فتوى مشتركة ملزمة لكافة المسلمين في العراق وخارجه
ان وثيقة مكة المكرمة ببنودها العشرة وحيث وصفها الامين العام للمؤتمر الاسلامي على انها فتوى دينية تعتبر وثيقة فريدة من نوعها لانها ان صح التعبير على انها فتوى فانها تكون صادرة عن مجموعة من علماء دين من الشيعة والسنة. كما وان الذين باركوها هم مجموعة من علماء الدين من مختلف المذاهب الاسلامية.

ان اراقة الدماء وتدمير الممتلكات العامة واكراه الناس على الاعتقاد بمذهب او دين ما وتفسير القران كلٌِ على هواه وبمقدار محدودية تفكيره وما شاكل ذلك هي امور ليس لها وجود في الدين ولا يقبلها الله ولاتمت للانسانية الصحيحة بصلة.

ان الاسلام هو دين السلام والمحبة وعدم الاكراه والحرية والديمقراطية ولكن نهجه قد تم تفسيره وتأويله حسب الاهواء والمصالح على مر العصور وغالباً ما يكون ذلك لاغراض سياسية وسلطوية. ولقد فسرت من القران آيات حسب الظاهر وخاصة ما يتعلق بالجهاد كما وصار البعض يستخدم القران من اجل اعطاء الشرعية لافكار تكفيرية وتدميرية خطيرة كايقاع الفتنة بين ابناء البلد الواحد. وهذا خير دليل على ان القران الكريم يجب ان لايفسره او يأول تفسيره (يمسه) الا الذين قال فيهم الله تعالى:

{لا يَمَسُّهُ الا الْمُطَهَّرُونَ} (79) سورة الواقعة

والمطهرون قد تم تعريفهم من قبل الله تعالى بهذه الاية:

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} (33) سورة الأحزاب

والمس هنا لايقصد به اللمس فالله تعالى لم يقل (لايلمسه) بل قال لايمسه والمقصود به معرفة كامل حقيقته فمس الشيء هو الوصول الى مجمل حقيقته الظاهرة والباطنة. وعلى هذا الاساس فان خطورة تفسير القران من قبل كل من هب ودب هو خطر اول من اشار اليه هو الله تعالى.

ان الدين هو اجمل شيء لو تم اتباعه بشكله الصحيح وهو اخطر شيء لو تم تأويله حسب المصالح. ان الشركات عندما تصنع جهاز الكتروني تضع له منهج وتدرب متخصصين خبراء لاصلاحه اذا ما عطل اذ لايمكن لغيرهم التلاعب به لكي لايصاب بالعطب الكامل. ان الله عندما خلق الانسان وضع له نظام خاص واختار من بين الناس ممن ذكرهم بآية التطهير والانبياء لغرض الهداية الصحيحة.

ان ما يقوم به التكفيريون والعصابات الارهابية والذين ينتحلون صفات ومسميات دينية لكي يدمروا بها العباد والبلاد ماهي الا اعمال شيطانية يريد بها الشيطان ان يوقع العداوة والبغضاء بين الناس. ومن ضمن هذه العصابات هو ما يقوم به الارهابيون في غرب العراق وشرقه ومن الذين يلتحفون تحت عباءة المقاومة وهم من اكبر اعوان الاحتلال لانهم يعطونه الذريعة على البقاء بينما يقتلون ابناء البلد وممن ما يسمى بجيش المهدي والمهدي منهم براء بل وانهم الد اعداء المهدي. فالمهدي لايرضى برعاع يدمرون مراكز الشرطة التي تحمي عوائلهم وابنائهم ويدمرون الطرق والسيارات والممتلكات العامة ويقتلون ويروعون الناس في العمارة وغيرها. ان هذه ليست اخلاق جيش المهدي الذي لايدمر ولايجهز على جريح ولايقتل بريء ولايحرق الحرث والنسل بل على العكس فقد قيل بزمن المهدي بانه زمن سلام لامثيل له حتى ان الوحوش تعيش مع الحيوانات الاليفة بسلام ولعل ذلك تعبير مجازي عن وحوش البشر.

{ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} (2) سورة المائدة

ونسأل الله العفو والعافية والمغفرة لنا ولكم والسلام في ربوع العراق من شماله الى جنوبه ومن شرقه الى غربه وان يتخلص من الارهاب والتكفير والاحتلال.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter