بسم الله الرحمن الرحيم

العراقيون وحدهم يملكون الحل وليس امريكا وغيرها


لاشك ان حكومة السيد المالكي قد فشلت فشلاً ذريعاً كسابقتيها المؤقتتين حكومتي علاوي والجعفري. ولايخفى على احد بأن اسباب الفشل هي نفسها في جميع الاحوال كما وأن التدهور في المجالات الامنية والخدمية اضافة الى السرقات والفساد المالى والاداري اصبحت معقدة ويصعب حلها.

أن من اهم اسباب التدهور الذي يحصل في العراق هوعدم امتلاك الحكومة العراقية زمام امورها بيدها دون الرجوع الى المحتل الامريكي. اذ يبدو بان هذا المحتل قد أستأنس الى حالة الاستسلام التي ركن اليها العراق والتي جعلت من الدم العراقي ارخص الدماء المراقة على وجه الارض.

ومن اهم الاسباب الاخرى للتدهور العراقي هو النفاق والمداهنة على حساب ارواح العباد. اذ ان هذا النفاق قد تسبب بوضع اشخاص في مواقع وزارية وادارية هم ليسوا اهلا لها وقد تسببوا بتفشي الفساد الاداري كما وتعرضت البلاد لسرقة اموال هذا الشعب المظلوم من قبل هؤلاء. وقد هرب وزراء ومسؤولون (كبار) وبحوزتهم ملايين الدولارات ألا ان حكومة المالكي لم تتمكن من تقديمهم الى المحاكمة وجلبهم بواسطة الشرطة الدولية. علماً بان العديد ممن يحكمون العراق اليوم لديهم اكثر من جنسية واصبح لديهم عقارات ضخمة في بلدان الجنسية الاخرى ومنهم من يقضي اجازات طويلة جداً خارج العراق علاوة على الذين هربوا بالاموال.

ان الدولة العراقية دولة مسلوبة الارادة يعشعش فيها الفساد الى حد التفشي العلني ولايوجد من يمتلك الشجاعة من مسؤوليها الكبار لكي يعلن ذلك للملأ. كما وأن الاعلام الذي نشأ في العراق بعد السقوط قام على اساس خدمة القائمين عليه وليس على اساس الوطنية العراقية الخالصة.

أن العراق اصبح عبارة عن كانتونات تسيطر عليها مجاميع متطرفة ذات وجوه متعددة ومستعدة للقتل باسم الدين او المذهب وكل اولئك منه بريء. ولقد اصبح المواطن يعاني من ليس من دكتاتور واحد بل من آلاف الاجهزة الدكتاتورية والبريوقراطية وبدلاً عن اجهزة الامن التابعة للدكتاتور اصبحت هناك فرق للموت والقتل والارهاب والعصابات المتعددة. بينما لايمتلك ابسط وسائل الدفاع العسكرية بعد ان كان يعد من اكبر الجيوش في العالم.

ان الذين يدعون بان العراق لايمكن ان تحصل فيه حرب طائفية قد عميت ابصارهم عما يحدث في العراق. فماذا يعني اكتشاف مئات الجثث المقتولة بناءاً على الهوية المذهبية يوميا في مختلف مناطق العراق اضافة الى التهجير القسري واحراق البيوت والممتلكات والتكيل الطائفي والمذهبي.

ان المستفيد الوحيد مما يحصل هو المحتل الامريكي الذي لايهمه ان يقتتل ابناء الشعب بينما هو بعيد عن ذلك وبعض الاطراف الداخلية والاقليمية والدولية. وان الخاسر الوحيد هو الشعب العراقي الذي يجب ان يتحمل جزءاً كبيراً من المسؤولية. فالشعب العراقي قد تعود وبسبب النظام القسري السابق على السلبية التي لاتخفى على احد حتى من خلال احاديثه اليومية. فالشعب يجب ان لايقول (احنة كلشي ما نريد بس الامن والكهرباء) اذ ان هذه سلبية تعود عليها منذ عهد النظام القمعي بل انه في ذلك العهد لم يكن مسموحاً له حتى بطلب ابسط الاشياء ما عدا (سلامة القائد) فاذا (ابو ......... سالم احنة كلشي ما نريد). هكذا تعود الشعب الا ان هذا يجب ان ينتهي ولكن للاسف فان نفس الذين صفقوا للدكتاتور (بالروح بالدم) يصفقون للعديد غيره بنفس الاهازيج المقرفة ولكن الغريب بان هذا الغير قد ارتضى ان يرث هذا (القرف) دون حياء او خجل.

ان الشعوب هي التي تخلق الحياة الحرة الكريمة وهي التي تكسر القيود كما وانها هي التي تخلق الدكتاتوريات او تغذي الطائفيات او تسمح للارهاب ان يقتلها ويقتل مستقبل ابناءها. والشعب العراقي عليه ان لاينتظر من امريكا او غيرها من دول المنطقة ان تصلح له ضرره بل عليه ان يصحح اخطاءه وينهض ليحاسب نفسه ويغير ما فيها وفوق ذلك ان لايخلق دكتاتوراً هنا وهناك على اسس طائفية او عرقية. فالسنة العراقيين يجب ان لايخلقوا من بينهم دكتاتوريات تتاجر بدمائهم وتتربع على عروش جماجمهم ونفس الشيء ينطبق على الشيعة والاكراد وغيرهم اذ ان ذلك لايخدم الا المحتل والمنتفعين منه. و ان الولاء الوحيد يجب ان يكون الى الوطن بغض النظر عن كل المسميات الاخرى. فالمعيار لكل سني وشيعي ومسيحي وكردي وعربي وغير ذلك بالنسبة للذين يحكمون العراق هو: ما ذا قدم هؤلاء للعراق كبلد وشعب من تقدم وازدهار وحياة كريمة وحرة وليس ماذا قدم هذا وذاك لهذه الطائفة او تلك. ومن يتكلم منهم بالطائفة واسمها فهذا لايصلح لكي يتبوأ مركز اداري مهم علاوة على ادنى وضيفة في الدولة. ان العراق الجديد يجب ان يتساوى فيه ابسط عامل مع رئيس الدولة والحكومة تحت طائلة القانون. ويجب على شعبه ان يتخلى عن حالة السلبية وعن خلق الدكتاتوريات ولايستحق أي من كان ان يصفق له بالروح ولابالدم.

واخيراً فان الله لايغير ما في قوم حتى يغيروا ما بانفسهم ولكي تضع الحرب اوزارها يجب عقر الجمل.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter