بسم الله الرحمن الرحيم

واعدوا لهم ما أستطعتم من قوة نووية


لايخفى على ابسط الناس بان المعادلة التي تجعل اسرائيل تتمادى في تدمير لبنان هو اختلال ميزان القوى بين البلدين. ولا يمكن ان تقبل أية دولة مهما كانت ان يحصل لها ما يحصل الان في لبنان من دمار من قبل القوة الضاربة الاسرائيلة التي لايتمكن لبنان من مواجهتها.

وبكلمة مبسطة لو كانت لبنان تمتلك قوة دفاع جيدة لما تمكنت اسرائيل من ايقاع هذا الدمار بها بينما لو كانت لبنان دولة نووية لما تجرأت اسرائيل على مسها على الاطلاق ولاعادة اراضيها وهي صاغرة بل لما تجرأت بالاساس على احتلالها.

ومن ناحية اخرى فان نفس الشيء ينطبق على مصر والاردن اللتان لديهما معاهدات وعلاقات مع اسرائيل. اذا ان هاتين الدولتين تتعاملان بل تعاملهما اسرائيل من موقع الاقوى الذي يجب ان يطاع رغم السلام الذي غالباً ما ترفضه شعوب هاتين الدولتين لانه سلام غير متكافيء بين دولة نووية تقوم على اساس ديمقراطي غربي ودولتين ضعيفتين من الناحية العسكرية ولهما نظامين دكتاتوريين شبه عسكريين. وينطبق نفس الشيء على دول او دويلات الاعراب الاخرى ممن تقيم علاقات سرية او تفاهمية مع اسرائيل مثل دول ودويلات الخليج النفطية الضعيفة.

ومن ناحية ثانية فأن مجرد وجود قوة صاروخية لدى حزب الله ورغم محدوديتها فانها قد احرجت (اسرائيل) وبالتالي ستؤدي الى قلب موازين القوى خاصة اذا استخدم حزب الله صواريخ قد تصل الى (تل ابيب) او مدن اخرى مما سيجعل حكومة (اسرائيل) في موقف محرج جداً وقد يسقطها سياسياً.

وبناءاً على هذه الاسس وعلى اسس الحروب (العربية الاسرائيلية) السابقة فأن الاستنتاج الوحيد الذي يمكن الخروج به هو ان اية دولة تمتلك كرامة لنفسها ولمواطنيها ولاتريد ان يقع لهم مثل ما يقع في لبنان هو ان تتسلح بالسلاح النووي. والسبب هو ليس لان اسرائيل دولة تمتلك ما يمكن ان يدمر الشرق الاوسط كله من ترسانة نووية هي مصرة على عدم التخلي عنها بل لوجود دول اقليمية عربية قد جبنت بل وصارت تستعين (باسرائيل) وتشجعها على تصفية ممن تختلف معهم عقائديا. والمثال على ذلك هو الموقف الرسمي واصدار (الفتاوى) التي تشجع (اسرائيل) بالاستمرار على عدوانها الذي يقتل به الابرياء مثل فتوى المدعو (عبد الله بن جبرين) وهو من كبار المطوعين في السعودية وهي فتوى مما لاشك فيه في صالح اسرائيل ضد الشيعة الذي يسميهم بن جبرين في فتواه ب (الرافضة) في لبنان.

هنا ظهر بما لايقبل الشك موقف رسمي خطير يسانده موقف (ديني) مسيس اعترف (حسن نصر الله) بانه لم يكن يتوقع هذا الموقف و من على شاشة قناة الجزيرة قبل يومين! ان هذا الموقف الرسمي المدعوم بموقف ديني منافق هو نفسه الذي استقدم وافتى للقوات الامريكية بان تتخذ من ارض الجزيرة منطلقاً لها لضرب العراق وبفتاوي صدرت من نفس جوقة الملالي المطوعة. هذه الجوقة كشفت بما لايقبل الشك بانها مشتركة بنفس الهدف ضد (حزب الله الرافضي) وهذا نفسه طبعاً ينسحب على باقي الرافضة اين ما وجدوا سواء في أيران او في غيرها. علاوة على ذلك هناك تشجيع واستعجال واستباق لابواق مساندة للموقف المذكور على ضرب ايران.

وهنا لايمكن لاية دولة ان تراهن او تعتمد على خطاب (الدول العربية او الدول الاسلامية) لانه اثبت فشله الذريع والذي لايستفيد من هذا الفشل لايفهم او لايريد ان يفهم.

الحل الوحيد هو ان تتغير موازين القوى في المنطقة وان يتم التعجيل والدفع بامتلاك السلاح النووي عند ذاك سيكون للشرق الاوسط شأن اخر وسيتغير الخطاب بعد ان اثبت خطاب التعويل على العرب والمسلمين فشله وبانهم مع الاقوى ضد الضعيف. كما وان خطاب التنديد والتعويل على الخطابات ومجلس اللاامن وقراراته فشلت وسوف لن تنجح خاصة وان اسرائيل لاتلتزم بهذه القرارات ان شاءت وانها تمتلك حق الفيتو بواسطة حليفتها القوية امريكا.

اذن فان الخطاب الوحيد الذي يجب العمل عليه ليل نهار وبكل جد حتى الاتيان به هو (واعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن السلاح النووي ترهبون به عدو الله وعدوكم وتفرضون احترامكم وان شأتم السلام فبالسلاح النووي ستكون لكم الكلمة العليا وسيكون سلامكم هو الذي يجنحون اليه). المنطقة لاتتغير الا بالسلاح النووي والحليم تكفيه الاشارة.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter