بسم الله الرحمن الرحيم

درس واحد فقط من الحرب على لبنان


يتعرض لبنان لليوم العاشر على التوالي الى اشرس حرب مدمرة بشكل بربري ولا اخلاقي ضد الابرياء من مواطني هذا البلد و تدميراً لبنيته الاساسية من قبل (اسرائيل) .

ان هناك دروس عديدة يمكن ان تستنتج من هذه الحرب المدمرة وكيفية ادارتها والمحاور الدولية التي تقف معها. الا ان الاستنتاجات هذه قد تختلف بين الفرقاء فالضعفاء يفسرونها على انها تهور او مغامرة يجب ان لايقعوا هم فيها علاوة على اصدار الفتاوي السياسية باسم الدين لتكفير من قاموا بها من المسلمين في لبنان بشكل لايختلف عن الفتاوي السياسية الاخرى حديثا وقديما. وهؤلاء سوف لن تقوم لهم ولالشعوبهم قائمة وسيظلون في خوف ورعب طالما بقيت المعادلة (القوة) تميل الى الطرف الاخر.

ولكن هناك من يستنتج من هذه الحرب خلاف ذلك وهو: لو كانت لبنان دولة قوية عسكرياً وتمتلك (السلاح النووي) لفكرت (اسرائيل) مئات الملايين من المرات قبل ان تتخذ قرار بضربها ومن المؤكد سوف لن تقوم بذلك على الاطلاق.

وعلى هذا الاساس فان أية دولة تريد ان تحمي مواطنيها ونفسها من امثال هذا الدمار والذل يجب ان تتسلح بما لايقل عن قدرات (اسرائيل) من السلاح النووي. بهذا فقط يمكن لها ان تأمن من ضربات كالتي يتعرض لها شعب لبنان الابي.

اما الذين يقولون بانهم لاينجرون الى مغامرات طائشة فهذا غير مضمون على الاطلاق واذا ما حصل فسوف لن يفيد الندم.

هناك درس واحد فقط لاغير من الحرب المدمرة على لبنان هو العمل بشكل سريع ودون هوادة لامتلاك الاسلحة النووية لكي يتم موازنة المعادلة المختلة في الشرق الاوسط. عند ذلك فقط يمكن ان يكون سلام دائم مبني على التوازن النووي بين قوتين تضطران لابرام معاهدة بينهما من نوع ما لكي لايحصل دمار شامل للمنطقة كافة. وعندما يكون السلام بين قوتين متعادلتين يكون سلاماً عادلاً ومتكافئاً تصان به الكرامات وهو غير السلام الذي يتم بين قوي وضعيف لان الضعيف يبقى تحت اقدام وهيمنة القوي الذي سيعمل بكل ما في وسعه لعدم تمكين هذا الضعيف من امتلاك القوة وابقاءه تحت الرقابة والهيمنة مع أيهامه بانه يحبه ويحترمه وما الى ذلك.

والسؤال هو من الذي سيفهم المعادلة ويستفيد من الدرس؟ وهل ستشهد الشهور القادمة بروز قوة نووية ضاربة تعادل التوازن المفقود في المنطقة وترسم خريطة جديدة واسلوب تعامل جديد يفرض احترامه اقليمياً ودولياً؟

لاشك ان المنطقة على اعتاب تحول جديد وسيثبت المستقبل المنظور خطأ الحسابات (الاسرائيلية) وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter