بسم الله الرحمن الرحيم

مؤشرات خطيرة تنتظر العراق والمنطقة


اصبح من المؤكد بأن الذي يحدث في العراق من قتل وتدمير وفتنة طائفية هو مخطط خارجي تشترك فيه اطراف صهيونية عربية وغير عربية وبضوء اخضر من قوات الاحتلال. وان هناك تقارير تناولتها بعض وسائل الاعلام تشير الى وجود مخطط مكتمل لاجهاض العملية السياسية الحالية في العراق وابدالها بحكم عسكري كالذي حدث في الباكستان وبتأييد امريكي كامل.

ولقد كانت بعض الاطراف المشتركة في تدمير العراق تريد ان يقسم هذا البلد على اساس طائفي الى اربعة او خمسة دويلات ولكن اطراف اقليمية اخرى سجلت اعتراضها على ذلك وتم الاتفاق على سيناريو مشابه للسيناريو الباكستاني. ويقتضي ذلك تشكيل حكومة شبه عسكرية يقودها جنرال موالي الى امريكا التي ستسانده وتقدمه على انه الحاكم الذي يمكن ان ينقذ العراق. وبالفعل فانها سوف تصدر اوامرها الى عملائها من الذين يثيرون الرعب والدمار للتوقف مما يدعم موقف الحاكم العسكري الجديد.

يقوم الحاكم العسكري بايقاف العمل الحزبي كافة ويقدم بعض عناصره للمحاكمة بذريعة عدم قيامها بما يكفي بل واشتراكها في زعزعة الامن. وفي نفس الوقت يتم ايقاف العمل بالدستور الجديد وفرض حضر العمل الحزبي مع تقديم الوعود باعادته واجراء انتخابات حرة حين استتباب الامن. عند هذا تقوم قوات الاحتلال الامريكي وحكومتها بتقديم بعض العون لانعاش الخدمات وتوفير الامن مما يعزز ثقة الشارع العراقي بالحاكم الجديد لانه يتطلع الى الامن فوق كل شيء.

هذا المخطط كتبت عنه بعض وسائل الاعلام ولكنه حقيقة قائمة موجودة في ملفات العراق داخل الدوائر السرية ذات العلاقة. ولم يبقى منه الا التنفيذ ولعل تنفيذه سيكون قبيل الانتخابات الامريكية التي لاتريد ان يبدو العراق بلد الموت والرعب والارهاب حينها لما له من تاثير سلبي على الانتخابات القادمة للحزب الحاكم في البيت الابيض.

ان بعض الاطراف الاقليمية وبالتحديد (مصر والاردن والسعودية) قد سعت وساعدت بكل قواها من اجل هذا المخطط ولعل هذا ما يفسر صمتها المطبق لانها احيطت علماً بذلك و لحين تنفيذ ما اتفق عليه. ولاينكر بان هناك اطراف عراقية متواجدة في الحكومة والبرلمان وقوات الجيش والشرطة ضالعة في هذا المخطط بل ستكون ركيزة من ركائزه الاساسية. ومقابل ذلك تم تقديم تنازلات كبيرة ستظهر في المرحلة المقبلة من قبل الاطراف الاقليمية المشتركة الى الولايات المتحدة. وسيكون الرابح الوحيد هو القوى الكبرى وكعادته سيكون الشعب العراقي هو الخاسر. ولايخفى ان البعض قد استغل الملف النووي الايراني لتحريك الملف العراقي بشكل اسرع بهذا الاتجاه. ولايخفى كذلك الضلوع الكبير للسفير الامريكي في هذه الترتيبات وبشكل فاعل.

ان العمل الوحيد الذي يمكن ان تقوم به الاطراف العراقية المشتركة في العملية السياسية الحالية هو الامساك بخيوط هذا المخطط وكشفه وتعريته وفوق هذا وذاك التطبيق الصحيح للاسس الديمقراطية الصحيحة والعمل على تفادي وقوع هجمات ارهابية تفتعلها الاطراف المعنية. ومن ناحية اخرى الضغط على المحتل لوضع جدول زمني للانسحاب تحت رعاية الامم المتحدة وفي نفس الوقت السعي لانجاز مشروع مصالحة وطنية شاملة عراقية عراقية ليس للاطراف الاخرى تدخل فيها. كما ويجب ان يتم تعرية المجموعات الارهابية والتحقق من الجهات التي تدفعها وتمولها وكشف ذلك للجميع. ومن المهم للحكومة الحالية في العراق ان تثبت جدارتها بانها حكومة مستقلة تماما بقرارها عن المحتل وان تخرج من القوقعة التي هي فيها في المنطقة الخضراء الى داخل الشعب العراقي لانها في وضع ضعيف وعزلة مريرة وهذا ما يريده المحتل وسفيره وعليها ان تتخذ ما يلزم لمنع وقوع ما يخطط له ولها.

ان الاسابيع و الشهور القادمة ستكون ساخنة ومليئة بالمفاجئات بالنسبة للعراق والمنطقة والحليم تكفيه الاشارة

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter