بسم الله الرحمن الرحيم

لبنان بين مطرقة اسرائيل وسندانة الاعراب


لقد اشتعلت الحرب بين لبنان كشعب و على رأسه (حزب الله) وبين اسرائيل (كدولة) ذات قدرات عسكرية مسنودة من قبل الولايات المتحدة الامريكية. ومهما تكن اسباب هذه الحرب فان نتائجها الوخيمة قد طالت الابرياء من الشعب اللبناني من اطفال ونساء وشيوخ ومواطنيين لم يكونوا متواجدين في ساحة حرب وليس لهم فيها دخل.

وعليه فان هذه الحرب من حيث الواقع الانساني حرب لا اخلاقية ولايمكن ان يصدق عاقل بأن ما تقوم به اسرائيل هو بسبب وقوع معركة برية بين جنودها وجنود من حزب الله ادت الى أسر جنديين ومقتل ثلاثة او اربعة اخرين.

كيف يمكن ان يصدق عاقل بأن هذا الدمار الذي حل بلبنان هو بسبب تلك الحادثة؟! لايمكن ان يصدق ذلك احد الا اذا كان من امثال (سعود فيصل) وزير خارجية (النظام الشعوذي الوهابي) او من امثال (الدكتاتور المصري حسني) ناهيك عن (الملك الهجين).

وحتى لو صدقنا ذلك فهل يجوز السكوت على التمادي الاسرائيلي بهذا الدمار البربري البغيض تجاه الشعب اللبناني الاعزل؟! ليس ذلك فقط بل ان المتابع ولو لمرة واحدة لقنوات وأعلام (الاعراب) يرى بانهم قريبون من الماء بعيدون عن السماء قد عجنوا مع النفاق عجناً ولفهم صمت القبور ذلاً ليس بعده ذل وعاراً ليس فوقه عار.

ففي الوقت الذي تقتل فيه الطائرات الاسرائيلية طفلاً لبنانياً وتهدم فيه طريقاً لتمنع اسعاف الجرحى وتشرد العوائل من بيوتها وتعيث في الارض فساداً ينشغل (الاعراب) من آل سعود وهم الذين يخرج منهم قرن الشيطان ينشغلون بسلامة السياح السعوديون للخروج من لبنان وتمضية ما تبقى من اجازاتهم في بلد آخر مثل دمشق! هكذا اظهرت بعض القنوات السعودية الحدث تماشياً مع تصريحات وزير خارجيتهم وذلك بتحميل (حسن نصر الله) مسؤولية قتل الاطفال اللبنانيين وتدمير البنية التحتية بواسطة الطائرات (الايرانية)! وليس هذا فحسب بل ان بعض الكتاب السعودييون وغيرهم من الاعراب قد تمنوا ومهدوا واستعجلوا ضربة اسرائيلية لمفاعلات ايران النووية و شجعوا عليها. ونسى هؤلاء بان أيران اذا ضربت مفاعلاتها سوف تدك صواريخها اسرائيل دكاً لن تقوم لها بعد ذلك قائمة وسوف تشتعل المنطقة كلها بنار حامية لاتبقي ولاتذر ولن يكون فيها احد في مأمن. عند ذلك فقط سيندم هؤلاء هذا اذا بقوا على قيد الحياة.

ان الحكام الجبناء من الاعراب منعوا حتى من اراد من شعوبهم من التظاهر والتعبير من الوصول الى الشوارع وحبسوهم في داخل البنايات كما حدث في (قاهرة المعز لدين الله الفاطمي) والتي اذلها (خراب الدين) منذ ذلك الزمان باخراجها ممن اعزها الى من اذلها.

ان الاعراب أمة ميته تكالبت كلابها على قتل الابرياء من العراقيين وهي اليوم تتفرج ولم نرى احد من هذه الكلاب الجبانة يقوم بادنى عمل لمساعدة الشعب اللبناني حتى ولو بمساعدات مادية او انسانية.

ومن ناحية اخرى يستمر الاوغاد من عملاء الصهاينة في العراق بقتل العراقيين وتدمير بنيتهم التحتية وسفك دمائهم تحت مسميات المقاومة الكاذبة التي لو كانت فعلاً مقاومة لطالت الاحتلال دون غيره مهما كان هذا الغير العراقي. ففي هذا الوقت الذي يستدعي الوحدة وشد الصفوف ورصها تمتحن مجموعات ما يسمى (بالمقاومة العراقية) باستثناء عناصر القاعدة والعناصر الوهابية البغيضة والطائفية تمتحن هذه المجموعات ان كانت صادقة بمقاومتها التي تدعيها باتخاذ موقف يسجل لها وذلك بالتخلي عن كافة اعمال التدمير والعنف ضد كل ما هو عراقي تضامناً مع الشعب اللبناني ووقوفاً ضد العدو الواحد.

ان السنة والشيعة في العراق مدعوون الى رص الصف والوحدة تضامناً مع شعب لبنان ووقوفاً ضد عدو متغطرس يستهدف الجميع. كما وان هذا الدرس يجب ان يفهمه كافة العراقيين على ان عدوهم واحد ومصيرهم مرتبط ببعضه ولامجال لنجاتهم الا بالوحدة ونبذ العنف والطائفية والعمل الدؤوب على انهاء الاحتلال واخراج المحتل بكافة الوسائل.

ان العراقيين مدعوون الى تحريم اراقة الدم العراقي لان ما يمر امامهم من واقع يجري على ارض لبنان هو دليل يجدر بهم ان يدرسونه بعناية فائقة فان لم يفعلوا فلن يخسر غيرهم وهم قوم لايتفكرون ومن أهمته الدنيا ومناصبها اذله الدهر شاء ام ابى.

اننا ندعو كافة الشرفاء من العالم العربي والاسلامي بالتظاهر على الاقل ضد الغطرسة التي يتعرض لها لبنان من قبل اسرائيل وان يكسروا بذلك حواجز الذل التي تضعها حكوماتهم لتقيد بها حريتهم وخاصة دول الخليج التي وهنت شعوبها فصارت مترهلة حتى غير قادرة على التظاهر ولعل طريقة لباسهم تمنعهم من ذلك علاوة على الشلل الذي اصاب انصاف مجتمعاتهم من التكبيل والقيود.

وليعش شعب لبنان الجريح حراً وابياً وسوف يعاد بناء لبنان وسوف تتحرر كافة اراضيها وسوف لن يكون لبنان مرتعاً للجبناء من اصحاب السياحة المعروفة

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter