بسم الله الرحمن الرحيم

صدام والمحكمة الجنائية الخاصة


تقترب محاكمة صدام حسين واعوانه في قضية الدجيل من نهايتها دون ان يتمكن محامو الدفاع من تقديم أية ادلة لاثبات عدم تورط موكليهم المباشر بالجرائم المنسوبة اليهم بل ان التصرفات السابقة من قبل المتهمين والدفاع كانت ولاتزال تصب في صالح اثبات تلك التهم ضدهم!

وبعد ان اصبح واضحاً وبما لايقبل الشك ثبوت التهم فأن المطلوب من هيئة القضاة والسيد رؤوف عبد الرحمن من ان لايكون الحكم نافذاً الا بعد استكمال محاكمة المتهمين بالقضايا الاخرى المتمثلة بالانفال والاهوار والمجازر الجماعية بعد احتلال الكويت وزج العراق في حروب مدمرة وغير ذلك من ممارسات قمعية. أي ان الحكم في قضية الدجيل يجب ان لايكون نافذاً الا بعد استكمال المحاكمات في القضايا الاخرى.

ان الشعب الذي قهره صدام واذله وهجر اهله وقتلهم وحطم بلدهم ثم سلمه الى الاحتلال يريد ان يرى هذا المجرم يجيب على كافة الاسئلة المتعلقة بتلك الجرائم السوداء. فلماذا زجه بحروب لاطائل لها وحطم اقتصاده وبنيته التحتية والاجتماعية وقتل اهله ثم سلم بلدهم الى الاحتلال. اسئلة لاتعد ولاتحصى يجب الابقاء على صدام لكي يجيب عليها ثم في الاخير يتم تقديمه الى محكمة عسكرية خاصة لكونه القائد العام للقوات المسلحة وذلك بسبب هروبه امام المحتل وتخليه عن الدفاع عن البلاد.

ان المسؤول الاول والاخير عن جميع الجرائم والوضع الذي فيه العراق اليوم هو صدام لان كل ما يجري اليوم ما هو الا وليد السياسات الخرقاء والحروب الرعناء والقرارات الفردية التي مارسها صدام على مدى العشرات من السنين ومنذ نهاية الستينات. وحتى حزب البعث نفسه كان ضحية من ضحايا هذا الدكتاتور الذي سخر كل امكانيات الحزب واعضائه ومنضماته الى تمجيده وتمجيد عصابته مما حول ايديولوجية هذا الحزب الى مجرد بوق يغني للطاغية.

ان جريمة الدجيل هي جريمة تشمل العراق كله بسبب ما اثارته حينها من خوف ورعب في نفوس الناس في كافة انحاء العراق. ولم ولن يخفى على احد ومنهم السيد رؤوف بأن الهدف الاساسي من تلك الجريمة كان من اجل تنفيذ مخطط مدروس لاثارة الرعب والخوف في نفوس الناس. وبالفعل فقد شمل العراق انذاك نوعاً من الخوف من المصير المجهول بعد هذه الجريمة فكتمت الناس افواهها ودب الخوف في قلوبها وتم تصفية الكثير من ابنائها وذلك باستغلال هذا الخوف الرهيب الذي تلى حادثة الدجيل.

ان اثار حادثة الدجيل النفسية والاجتماعية لم تنحصر على اهالي الدجيل بل شمل ضررها العراق من اقصاه الى اقصاه. وعلى السيد رؤوف عبد الرحمن ان لا يهمل ذلك لانه ضرر واقع ومعروف ولايحتاج الى ادلة.

ان قضية الدجيل كانت قد اريد منها تخويف الشعب بانه اذا فكر فيهم احد في أي عمل مشابه فان مصيره سيكون مثل اهالي الدجيل الذين اصبحوا هم كبش الفداء.

ان قضية الدجيل ما هي الا ذرة صغيرة جداً من العذاب الهائل الذي تجرعه الشعب العراقي ولايزال بسبب الطاغية صدام واعوانه
.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter