بسم الله الرحمن الرحيم

ألامن في العراق بحاجة الى رجال اقوياء وليس الى ارانب او خفافيش


ان على حكومة السيد المالكي أن تتعامل مع الواقع العراقي المرير بشكل مختلف تماما عن سابقتيها لانها اول حكومة جاءت على اساس انتخابي ولمدة طويلة.

ان من الخطأ القاتل ان تسير هذه الحكومة على خطى من سبقها ومن غير المعقول ان تؤجل تنصيب وزيري اهم وزارتين هما الداخلية والدفاع رغم اهمية كلاهما القصوى في هذا الضرف.

نحن نعلم بان هذه الوزارة تواجه وزراً ثقيلاً ولكن هذا ما ينادى اليه الجمل وتعجز عن حمله الارانب. فالجمل له الصحراء يتحمل فيها الصعاب بلا ماء ولا غذاء ولايمنعه من الولوج في اي مكان منها مانع حتى يصل بصاحبه الى هدفه اما الارانب فلا تستطيع حمل شيء بل انها تعدو مسرعة الى جحورها ولاتعيش الا في المناطق (الخضراء)!

وعليه فان ميدان عمل حكومة المالكي يجب ان يكون العراق كله من اقصاه الى اقصاه خاصة في المجال الامني وان ينهي وجود المنطقة الخضراء والى الابد بل يجب ان يحول العراق كله الى منطقة خضراء.

ان من يتهيب صعود الجبال عليه ان يعيش ابدا بين الحفر ومن لايقدر ان يواجه النور عليه ان يعيش مع الخفافيش. ومن هذا المنطلق يجب ان تكون حكومة المالكي, أي ان تفعل ما يخدم العراق وليس ما يرضي الاخرين سواء كانوا من الامريكان او حلفائهم او من الاعراب واذنابهم او من العجم واصنافهم. لابأس بمن يريد ان يقف مع الشعب العراقي بصدق فأهلاً به اما من يريد ان يستخدم العراق كساحة او يوقع البغضاء والطائفية بين اهلة على مختلف مذاهبهم فلا مرحباً ولا اهلاً به مهما كان.

يجب على المالكي ان يتخذ القرارات وبمشورة اهل الاختصاص المخلصين من العراقيين دون تمييز وان ينفذها دون خوف او تردد من الامريكان فقد اثبتت الفترة الماضية بان الامريكان يهمهم في المرتبة الاولى أمن جنودهم وليس امن العراق بل انهم هم المستفيدون من الاضطراب الذي فيه يقتل العراقيون بعضهم البعض او بواسطة ارهابي الاعراب والاعاجم. وعليه فان الخطط الامنية والقضاء على بؤر الارهاب والمجرمين والخارجين عن القانون يجب ان تدرس بكل سرية وفاعلية وتنفذ دون الحاجة للرجوع الى المحتل واذا لم يرغب هذا المحتل بذلك فعليه الخروج وتسليم كافة الملفات.

يجب ان يتم تفعيل خطط امنية صارمة ولاتعرف الرحمة مع المجرمين على الاطلاق. فالمجرم يجب ان يكون امام خيارين لاثالث لهما اما القتل في الحال ودون تردد او الاستسلام مع التعاون الكامل لكشف زمر الارهاب واعشاش الشياطين. ان الامر في هذا الوقت يتطلب تطبيق قانون طواريء وباحكام عرفية صارمة حتى يستتب الامن ومن بعد ذلك يمكن ان تعاد الامور الى نصابها تدريجياً. ان البلدان الاوربية لم تدخل مرحلة الديمقراطية الا بعد ان اسست ركائز امنية كافية يحترم من خلالها القانون وعلى هذا الاساس فان الديمقراطية في العراق بحاجة الى الامن واحترام القانون والا كيف يمكن لمواطن خائف ان يمارس الديمقراطية بحرية؟!

ان الامن العراقي بحاجة الى سحق رؤوس الارهاب والجريمة بقوة وحزم في الميدان وكذلك في القضاء الذي يجب ان يؤسس محاكم خاصة بالارهاب والمجرمين وطبقاً للقوانين العرفية العسكرية. ان العراق بحاجة الى انزال الدبابات والمدرعات وقوات الامن العلنية والسرية والاستخبارات العامة والخاصة الى كافة النقاط الساخنة وعدم التعامل برأفة مع من تسول له نفسه باختراق القانون وقتل الابرياء. وعلى نفس الاساس وان كانت قوات الاحتلال جادة بأستتباب الامن فيجب ان يتم تسليح الجيش والشرطة باحدث الاسلحة والمعدات التكنولوجية الحديثة علاوة على تأسيس وباسرع وقت ممكن قوة جوية عراقية خاصة من السمتيات القتالية وتزويد الشرطة بطائرات الهلكوبتر المساندة.

ان اية خطة امنية دون عقوبات رادعة لاتنفع وعليه فان تفعيل اية خطة امنية يجب ان يكون مصحوباً بانزال اقصى العقوبات بحق من يتواجد من المجرمين في يد العدالة حالياً وبحق من تسول له نفسه بالعبث بارواح الابرياء وممتلكاتهم وامن الوطن. ان العقوبات الرادعة قانون طبيعي لم تغفله حتى الكتب السماوية والانبياء والمشرعين كافة لان الطبيعة البشرية قد تميل الى الشر اذا ما امنت العقاب.

كما وان هناك من الناس وخاصة ملالي الدين الذين يرددون كلمات حق يراد بها باطل تتصاعد عندما يحاصر وكر للمجرمين والارهابيين وتختفي عندما يقوم هؤلاء المجرمون بجرائمهم. ان هؤلاء يجب ان يتم التعامل معهم بحزم ويجب تفعيل قانون كما فعلت بريطانيا مؤخراً بعد تفجيرات لندن يعاقب كل من يقف مع الارهابيين او يساعدهم بالقول او الكلام او يعرقل جهود الحكومة باستتباب الامن ودحر الارهاب. وعليه فيجب ان يتم احالة هؤلاء على المحاكم الخاصة لينالوا حسابهم. والاهم من ذلك هو عدم الالتفات الى ما يقوله هؤلاء عند محاصرة الارهابيين والقضاء عليهم او اعتقالهم ثم ابقاء مناطقهم تحت الرقابة الصارمة وتدمير بنيتهم التحتية وركائزهم التي ينطلقون منها.

وعليه فان المالكي اما ان يكون حازماً من اجل الوطن وامن اهله او ان لايكون وعند ذاك سيسقط. ان الحزم هو الضرب بقوة وبيد من حديد ليس لاطراف الارهاب وذيوله فحسب بل لاجتثاث جذوره كلها فالضرب على الذيل لاينفع بل قد يؤذي احياناً لان الافعى يجب ان تضرب على رأسها او تمسك منه وعند ذلك يموت الذيل.

وهناك نقطة مهمة هي ان يتم السير قدماً بعملية اعادة الاعمار في المناطق الاكثر امناً وبناء مطارات بديلة لربط العراق مع العالم مثلاً في النجف او غيرها. كما ويجب انشاء مشاريع خدمية وعلمية متطورة وعسكرية متقدمة في تلك المدن المستقرة مثل المعامل واكاديميات الشرطة والكليات العسكرية ومحطات الطاقة وماشابه ومن المدن التي يمكن ان تكون مثالا هي الناصرية والنجف وكربلاء وغيرها من المدن الامنة نسبياً.

ولعل اخر ما يمكن ان نختم به هو ما قاله القران الكريم عن الاعراب المنافقين فهؤلاء لايمكن ان يعتمد عليهم ولايأسف على عدم تهنئتهم التي تأسف عليها السيد جلال الطالباني بل ان عدم وجودهم افضل من وجودهم وعدم تهنئتهم دليل على الحقد ودليل على ضلوعهم بما يحدث من ارهاب في العراق. ولعل السيد الطالباني قد تذكر (هرولته) مع الجعفري والشمري وغيرهم يتسابقون لتشييع (فهد) ملك ما يعرف (بالسعودية) رغم انهم لم يلقوا ترحيباً كما كانوا يتمنون! وان هؤلاء الاعراب قال بهم الله عز من قائل في محكم كتابه العزيز ما يلي:

{الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ حُدُودَ مَا أَنزَلَ اللّهُ عَلَى رَسُولِهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} (97) سورة التوبة

{وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (98) سورة التوبة

{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} (101) سورة التوبة

{سَيَقُولُ لَكَ الْمُخَلَّفُونَ مِنَ الْأَعْرَابِ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِم مَّا لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ لَكُم مِّنَ اللَّهِ شَيْئًا إِنْ أَرَادَ بِكُمْ ضَرًّا أَوْ أَرَادَ بِكُمْ نَفْعًا بَلْ كَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} (11) سورة الفتح

{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (14) سورة الحجرات

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter