بسم الله الرحمن الرحيم

الصراع على سلطة تحت بساطيل الاحتلال وشعب يدمر


اصبح واضحاً بما لايقبل الشك ان الكتل والاحزاب العراقية التي دخلت الانتخابات لايهمها العراق كوطن بل ان غاية اهميتها هو مصالحها الحزبية والشخصية والعرقية او الفئوية المحدودة. وليس هذا فحسب بل انها تسعى الى تعزيز هذه المصالح الضيقة على حساب الشعب والوطن. ويشمل هذا جميع هذه الكتل و(التخالفات) وعلى رأسها تلك التي تحاول عرقلة العملية الانتخابية السياسية واستبدالها بالتوافق العرقي والمذهبي.

ان الاشخاص الموجودون في هرم (السلطة) الهشة والتي لاتملك من امرها شيئاً الا ماشاء المحتل مسؤولون مسؤولية مباشرة عن التدهور المرير الذي يمر به العراق وعلى كافة الاصعدة.

كما وان بعض هؤلاء الذين صاروا في هذه السلطة الركيكة قد تجاوزوا حدود صلاحياتهم الدستورية لمجرد أملاء مصالحهم على الاخرين وان كانت مراكزهم السلطوية مجرد وضائف رمزية تشريفية.

ان الشعب العراقي قد سئم من بعض الوجوه التي تريد ان تفرض نفسها عليه. واذا كانت هناك استحقاقات تفرض فان منصب رئيس الجمهورية يجب ان يكون من صالح السنة العرب كما وان الشعب العراقي الذي تعرض الى مجازر تأريخية من جراء دكتاتورية هذا المنصب لايريد ان يرى صلاحيات من يتبوأه تتعدى حدود الرمزية والتشريف لاغير ودون تدخل باي شأن سياسي.

كما وان الشعب العراقي لايريد ان يرى وجوه هذا المنصب تتكرر لاكثر من مرة واحدة وينطبق هذا الحال على الوقت الراهن الذي اثبت فيه وجود (جلال الطالباني) بانه لايخدم الا قضية معروفة سلفاً.

أننا لانتفق مع (ابراهيم الجعفري) ولا مع (كتلته) في كل توجهاته وطروحاته ولكن هذا لايعني ان نحمل هذا البلد المريض اكثر مما هو عليه من فقر وجهل وامراض وتدهور وارهاب وقتل ودماء تلطخ كل بيت وكل شارع وكل شيء.

ان سعي كتلة (طالباني – علاوي – وغيرهم) الى فرض شروط وتوصيات على غيرها وبمباركة دول اجنبية تحتل العراق امر غير مقبول ولايتماشى مع العملية الانتخابية التي مارسها الشعب بشكل حضاري ومتميز بينما يحاولون هم عرقلتها والتعامل معها بعقلية شرق اوسطية دكتاتورية تسلطية متخلفة.

اننا لسنا مع كتلة ضد اخرى ولكن مع العملية السياسية الصحيحة المبنية على الاسس الديمقراطية الحرة والتي تحترم رأي الشعب واغلبيته و في صناديق الاقتراع بغض النظر عمن تكون هذه الاغلبية سواء كانت عربية او كردية او شيعية او سنية او مسيحية او يهودية او صابئية او جاءت من (المريخ) المهم ان تكون هي الاغلبية مع احترام غيرها طبعاً ولكن نعني هنا ما يتعلق بصناديق الاقتراع.

ان هناك فرق مابين قابيلة العمل مع شخص او اشخاص في دائرة واحدة مثل دائرة السلطة ومابين عدم صلاحية هؤلاء للعمل. فلا يوجد في هذا الكون موضف او عامل يعمل مع غيره ويكون متطابق معهم ومتطابقين معه كلياً. ان الذي يريد من الاخرين ان يكونوا كما يشاء لايمكن له ان يعمل باي مجال ولايمكن له ان يخدم بلده الا ضمن نطاق ضيق لايتعدى حدود توافقه مع الاشخاص الذين اختار العمل معهم او اختارهم للعمل معه.

ان الشعب العراقي فيه تنوع كبير وكثير والذي لايستطيع ان يعمل مع شخص كرئيس وزراء مثلاً لايمكن له ان يخدم هذا التنوع الهائل بل سيكون عثرة في طريق كل من لايتفق معه.

نحن هنا لسنا بصدد موضوع فلسفي – سياسي – اجتماعي ولكن بصدد بلد يموت ويقتل ودمائه تسيل ورؤوس ابنائه تقطع وثروته تحرق وتبدد وتسرق بينما يتربع على سلطته التي تقع تحت (بساطيل المحتلين) وبين ارهاب المجرمين أشخاص ليس لهم ضمير ولا عندهم عقول ذات حكمة ولا وطنية ولا يعرفون من الحرية والديمقراطية الا فيما يتعلق بمصالحهم. وهؤلاء لايعيشون مع الشعب لانهم يخافون الموت (فيتمسمرون) في قصور الطاغية وبين الكتل الكونكريتية والسيارات المدرعة التي تكلف الدولة مبالغ كبيرة. ان الشعب العراقي بريء من هؤلاء ولايهمه ان صار مصيرهم حيث مصيره هو الان من الموت والمرض والهلاك.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter