بسم الله الرحمن الرحيم

المسلمون هم الذين اساؤوا للاسلام واعطوا الذريعة لذلك


أن للمسلمين اينما وجدوا الحق بالاحتجاج على من يسيء الى رموزهم الدينية خاصة اذا كان الامر يتعلق بشخصية الرسول محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن يجب ان لايلحق ذلك الضرر بغير المسيئين لان ذلك سوف ينعكس ضرره على المسلمين عامة.

ولكن هناك امر مهم جداً وهو ان على المسلمين ان يراجعوا انفسهم ويسألوها, عن السبب الذي جعل البعض من غير المسلمين بالتجريح او الاستهزاء بالاسلام ورموزه؟ ونحن لانعفي هؤلاء المستهزئين من مسؤولياتهم بضرورة احترام عقائد الاخرين وضرورة عدم تجاوز الحرية التي تمنحها لهم الانظمة التي يعيشون فيها. ان الانظمة الغربية وقوانينها تنص كلها على عدم تجاوز الحرية التي تسيء للاخرين باي شكل سواء كان مادي او جسدي او معنوي.

ان المسلمين في الوقت الحاضر ومن سلف منهم هم الذين اعطوا الذريعة لامثال رسام (الكاريكاتور) الدنماركي للنيل من شخصية الرسول الكريم. فان جميع الرسوم المنشورة تشير الى ظواهر ارهابية او قمعية ضد البشرية او ضد المرأة وتستخدم رموز والوان تنطلق من (السعودية), حيث اللون الاخضر والابيض والاسود ولباس المرأة السعودي المعروف وما الى ذلك.

وهناك رسوم تمثل الانتحاريين الذين يقتلون الابرياء وهم يتوقعون بانهم سوف يتناولون عشائهم مع الرسول كما وان بانتضارهم نساء الجنة من (الحور العين)! وبعد نفاذ العدد اللازم (لعذراوات الجنة) يقف شخص يمثل الرسول (عليه الصلاة والسلام وآله) يقول لهم (قف) لقد نفذ عدد العذراوات! اي ان الجنة لاتستوعب عدد اكبر من الانتحاريين. وهذا رسم لاشك في انه يمثل واقع الزمر الارهابية التي ادخلت في الدين ما ليس فيه فكانت البادئة باعطاء الذريعة للغير ليس لانها فعلت ذلك فحسب بل لانها تنسب افعالها الى الرسول الاكرم الذي هو منها براء. فهي تقتل الابرياء وتسمي ذلك بالغزوات او تستند على احاديث مدسوسة في البخاري او مسلم او ماشابههما. كيف لا وان المسلمين هم انفسهم الذين قتلوا الحسين (عليه السلام) وانتهكوا حرمات رسول الله وسبوا عياله ثم نسبوا ذلك الى الدين وباسم الدين وحتى يومنا هذا.

ان رسوم الكاريكوتور و امثال هذه الحالات سببها الاول هم المسلمون. وعليه فان الاحتجاج وحرق الاعلام لايكفي بل يجب ايقاف اعطاء الذرائع بتشويه سيرة الرسول ودينه الحنيف من قبل شراذم الصقوا بالدين ما ليس فيه من امثال زمر الارهابيين وقادتهم ومنظريهم والملالي الذين يساندونهم في السعودية وغيرها.

ان المسلمين لو سمعوا بان احدهم يريد ضرب الكعبة بالصواريخ سوف يتشنجوا وتكون لهم ردات فعل عنيفة مليئة بالسباب والتهديد والوعيد بل انهم يدعون على غيرهم ممن لايماثلونهم بالمذهب بالخسف والحرق وبان يكونون غنيمة لهم وما الى ذلك كلما سنحت الفرصة حتى دون ان تكون الكعبة مهددة! ولكن المسلمين انفسهم يترحمون على خلفائهم الذين ضربوا الكعبة بالمنجنيق وقتلوا واحرقوا اللائذين بها وانتهكوا حرمة المدينة المنورة واغتصبوا النساء فيها بجيش جرار اسمه جيش خليفة رسول الله! ان تأريخ مثل هذا يجب ان تعاد كتابته بشكل ناقد وليس بشكل يقدس كل ما اقدم عليه السلف! فالسلف ما هم الابشر ارتكب الكثيرمن الاخطاء وكان الكثير منهم لايفقه من الدين شيء.

التاريخ الاسلامي مليء بالاساءة للرسول وآله. فان امة الاسلام قتلت وسبت ونكلت بعائلة رسولها محمد (ص)! وهي نفسها اليوم توصي بالاحتفال والفرح في يوم العاشر من محرم يوم القتل والتنكيل بآل الرسول (ع)! و هذا ما يوصي به ائمة وملالي جوامع الوهابية في السعودية على اعتبار ان يوم العاشر من محرم هو يوم موسى (ع) وان ملالي الوهابية احق من اليهود بموسى ولهذا فانهم يدعون الى الفرح والابتهاج في يوم العاشر من محرم! والحقيقة لاتحتاج الى توضيح!

اننا لسنا مع الاستهزاء بشخص الرسول ولكن المسلمين فعلوا اكثر من مجرد رسم كاريكاتور بتشويه الدين وشخصية الرسول. واذا كان لابد من التصحيح فعلى المسلمين ان يخرجوا بمضاهرات مشابهة لنبذ الارهاب وللتبرأ منه وعلى ملالي السعودية وغيرهم ان يفتوى بكفر كل من ينتهج اسلوب الارهاب وان يخرجوه من ملة الدين.

ان على المسلمين ان يحتجوا على صحيحي مسلم والبخاري وجميع الذين اساؤوا للرسول من السلف! فكم من الاحاديث التي وضعت ونالت من شخصية الرسول وكم من الشواهد التاريخية التي دست كذباً على الرسول. ان الذين لايقدرون الرسول (ص) هم الذين يعتبرونه رجلاً ميتاً بلغ رسالته وانتهى وهؤلاء هم (الوهابيون) الذين لايكنون اية قدسية للرسول وآله. ان سحب السعودية سفيرها من الدنمارك ما كان الا لان الصور استخدمت الواقع السعودي وتصويره بانه مصدر الارهاب والا فان هناك العديد من الرسوم التي تستهزيء بالرموز الاسلامية وعلى مرور الايام ومن دول عديدة فهل قطعت السعودية معها علاقاتها!؟ انها لم تفعل لان تلك الرسوم لم تتخذ العناصر السعودية مادة لها.

ان البخاري ومسلم ينسبون الى الرسول الكثير من الاساءة فهل هب المسلمون لتنقية ذلك ام انهم يقدسون هذه الكتب ويقدسون من دس هذه الامور بل انهم لايقدسون شخصية الرسول الا في تبليغ الرسالة ويعتبرونه رجل خطاء و بمجرد موته تنصلوا من الالتزام بما حثهم عليه.

لقد وضعت روايات كثيرة على النبي لارضاء بعض الحكام من امثال الحجاج وحكام بنو امية ومن تلاهم. فمن اجل تحليل اعمالهم الشنيعة دلسوا ما يشابهها على الرسول هم او ملاليهم. فقد دلسوا على النبي بانه يغدر وبانه اعطي قدرة جماع بحيث يدور على نسائه في ساعة واحدة حسب البخاري ومسلم وغيرهم! وهذا مبرر لكي يستطيع خلفاء وحكام ذلك الزمان من الاستمتاع بما ملكت ايمانهم من الجواري والنساء وفي وقت واحد! ونسب اليه في البخاري ومسلم كذباً بانه (صلى الله عليه وآله وسلم) لايستحي من ابي بكر وعمر بل يستحي من عثمان وهو ممدد بمرط امرأته وانه يسهو في صلاته وانه يحلف ويحنث وغير ذلك كثير. وقد لعبت عائشة الكثير في ذلك التشويه الذي قد تكون هي بريئة من البعض منه ولعله نسب اليها عبر العصور.

المهم هو ان التاريخ الاسلامي بحاجة الى اعادة نقد وكتابة وتنقية بشكل منفتح ليس فيه قدسية لم ينزل بها الله من سلطان لاحد, اي ان الاتباع الاعمى للسلف يجب ان لايكون.

والاهم من ذلك هو نبذ الارهاب ومحاسبة كل من يجيزه او يسانده باي شكل من الاشكال. واخراج من يعتبره جزء من الدين من الملة لان هناك فرق بين الجهاد الذي يبدأ بالنفس وبين الارهاب الذي يضيع النفس والنفوس.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter