بسم الله الرحمن الرحيم

مناطحة الثيران: أول مسابقة يشهدها ملعب الشعب الدولي


السياسيون في الدول المتحضرة يتنافسون بتقديم افضل البرامج التي تخدم شعوبها من حيث الخدمات الوطنية كالتعليم والاقتصاد والصحة والحد من الضرائب وتوفير فرص العمل والحد من التضخم والسياسة الخارجية المتزنة التي تجلب الخير لهم علاوة على احترام حقوق الانسان وماشابه. وعندما تجرى الانتخابات يتم الاعلان عن نتائجها بعد ساعات او يوم او يومين. ثم يقوم الحزب الخاسر بتقديم التهاني الى الحزب الفائز الذي يدخل الى سدة الحكم من الباب الامامي في الوقت الذي يخرج فيه الخاسر من الباب الخلفي. ويأخذ الخاسر دور المعارضة ومراجعة النفس والبرنامج للاستعداد الى المرة القادمة. وقد يقوم الحزب الخاسر بتغيير قادته بقادة اخرين اقدر على خوض الانتخابات القادمة.

هكذا هم السياسيون المتحضرون وهذا هو سبب تقدم وقوة تلك الدول ورفاهية شعوبها التي يبارك بها الله لانها لاتكذب ولاتغش ولاتظلم احد من مواطنيها فينظر الله لها ويعجبه عملها. أما من ينتسبون للاسلام ومبادئه وهم يتشدقون بها ليل نهار ولكن لايعملون بها فأن الله ينظر اليهم فيجدهم منافقون لانهم يقولون بمباديء الدين ولايعملون بها. فهم يقتلون الابرياء باسم الله والدين زوراً وبهتاناً سيحاسبهم عليه الله ويهددون بالحروب وقتل شعوبهم وتدميرها واسالة دمائها! علماً بان كافة الدول الاسلامية محكومة بأنظمة ظالمة دكتاتورية وبدرجات متفاوته كان اسوأها (صدام).

أن السياسي الذي يطلق التهديدات والقتل واسالة الدماء يقدم الى شعبه برنامج ارهابي يتمثل بالقتل والتهديد والطائفية فكيف يريد من هذا الشعب قبوله حاكماً ويعطيه صوته في حين يقوم هو بشتم الشعب وتهديده وضرب بعضه ببعض على اسس طائفية. ان سياسين من هذا النوع لايمكن لهم ان يقودوا قطيعاً من الاغنام لان القطيع يحتاج الى راعي مع كلب وفي وليس الى ذئب او أبن آوى.

لقد تمت الانتخابات العراقية من قبل الشعب بشكل متحضر رغم سنوات الانغلاق التي مارسها الطاغية ضده ولكنها انتهت بخروج القليل من السياسين الخاسرين بشكل متحضر. وكانت الغالبية التي صارت تهدد الشعب بالقتل والشغب لاتمتلك الا عقولاً تتصف اقل ما يقال عنها بالدكتاتورية والتسلط. وبدلاً من ان تيعد النظر ببرامجها وقادتها لكي تدخل دور المعارضة السلمية في البرلمان اصبحت تبحث عن الحكم حتى ولو بشق الدولة الى ثلاثة دول انفصالية على اساس طائفي. اذن ما الفرق بين هؤلاء وبين (صدام) وهم الذين كانوا يسمون نفسهم معارضة تتسكع في شوارع (لندن) ومقاهي (الاجور رود) وتعيش على هبات دافعي الضرائب. كان الاجدر بهؤلاء ان يتعلموا من الانكليز الذين عندما خسر حزب المحافظين وتحول الى المعارضة تم تبديل رئيسه في ثاني يوم وهكذا مع باقي الاحزاب والدول. يبدو ان العقلية الاعرابية واحدة لاتتمتع الابالدكتاتورية ولاتحترم ارادة شعوبها ولا حتى احزابها التي يجب ان تسيس من اجل الرجل الاوحد والاقوى والافضل مدى الحياة. والعقلية الدكتاتورية هنا لاتقتصر على الحكم بل في كل شيء ابتداءاً من البيت الى الدائرة والشركة وهلم جرى.

بخلاصة شديدة فأن العالم قد احترم الشعب العراقي عندما انتخب ولكن هذا العالم مستغرق بالضحك الان على (انصاف سياسيون) اغبياء يريدون ان يحولوا الشعب الى (ناعق ينعق مع كل ناعق).

والنداء للشعب العراقي بكافة شرائحه الشيعية والسنية والاكراد والعرب وغيرهم ان يترك (الثيران تتناطح فيما بينها) ويطالب هو بالبناء والرفاهية والقضاء على البطالة وحقوق الانسان والصحة والخدمات والحرية وان لاينجر خلف المتناطحين للطائفية. يبدو ان من حسن حض العراق هذه المرة بأن امريكا هي التي اطاحت بصدام والا لولا ذلك لزج (المتناطحين) الشعب باتون حرب لايعلم الا الله اين ستنتهي.

وعليه فأن على الشعب العراقي ان يدعو (اللاهثين على السلطة والمتناطحين في ساحتها) ان ينصبوا لهم (حلبة لمناطحة الثيران) واخرى (لصراع الديكة) في (ملعب الشعب الدولي) ويقوم هو بالتفرج عليهم لعل ذلك يضحكه ويخفف من معاناته وبالتأكيد يضحك العالم عليهم كما هو فاعل اليوم ولله في خلقه شؤون.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter