بسم الله الرحمن الرحيم

الانتخابات وما بعدها


لقد اقترب يوم الانتخابات العامة والمصيرية واشتد الصراع على السلطة والحكم فصار ذلك ديدن كافة الاحزاب بدون استثناء.

ويبدو من خلال الاستطلاعات المتيسرة بأن ايٍِ من هذه الاحزاب والائتلافات سوف لن يحصل على الاصوات الكافية التي تجعل منه اغلبية دون الحاجة الى تكوين حكومة ائتلاف قادمة لامحالة. كما وان الذي لايمكن ان ينكر هو اقتصار الصراع الرئيسي بين ثلاث او اربعة مجموعات رئيسية فقط بينما تأمل المجاميع الاخرى ان تحصل على اصوات تجعلها تلعب دوراً مهماً في عملية الائتلاف لما بعد الانتخابات.

لقد استخدمت المجموعات الرئيسية كافة الاساليب للاطاحة بمنافساتها واستخدم العامل الديني والمذهبي الذي لاينكر انه ورقة ثقيلة في المجتمع العراقي سوف ترجح كفة بعض الاحزاب.

ان المجتمع العراقي الذي عانى الامرين من جراء الاحزاب القومية ومن جراء الارهاب العربي البغيض سوف لن ينجر الى شعارات الاحزاب القومية بل انه سوف لن يصوت لها ابداً الا اللهم الذين لهم منافع خاصة في ذلك. وينطبق هذا على من ينادون باعادة هذه الاحزاب الى الواجهة.

ان الشعارات القومية او الاسلاموية دون النظر الى مصالح المواطن العراقي في العمل والخدمات والحالة المعيشية وتوفير الامن وغيرها مما له علاقة بحياته سوف لن تنفع وقد اثبتت فشلها بل انها شعارات استخدمها الحكام من اجل عروشهم. ان هذه الشعارات اصبحت بالية سوف لن تجد من يلتفت اليها.

هناك مشكلة هي ان المجتمع العراقي رغم وجود مؤشرات على بداية نضوج روح الديمقراطية لديه ولكن وصول بعض الفئات السلطوية ذات الطابع الدكتاتوري الى السلطة سوف يأجج صراع من شأنه ان يؤدي الى حصول صراعات دموية ولانقول حرب اهلية. وعليه فأن الاصلح للعراق فيما بعد الانتخابات هو حكومة ائتلاف تضمن اشتراك الجميع في الحكم دون حصر السلطة في ايدي فئة او حزب واحد. وهذا يعني حكومة ائتلاف من القوائم الرئيسية الفائزة مع الاخذ بنظر الاعتبار احقية القائمة الرئيسية الفائزة طبعاً.

ومن الجدير ذكره هو ان هناك بعض الاحزاب التي لاتحضى باصوات كثيرة لسبب او لاخر لكنها في الحقيقة تمتلك رؤية واضحة وجيدة لمعظم مشاكل العراق مثل الامن والقضاء على الارهاب والتعامل مع دول الجوار بناءاً على مواقفها من العراق وفوق ذلك هو تميز هذه الاحزاب بحيادية غير مذهبية. هذه الاحزاب وان لم تحرز نسبة كبيرة في هذه الانتخابات ولكننا نعتقد بان لها مستقبلاً جيداً اذا ما استمرت على نفس النهج. وعلى النقيض من ذلك افرزت لنا المرحلة الراهنة احزاباً اخرى انتهازية تسعى وراء السلطة وتحاول الصاق نفسها بمن تشعر بانه سوف يفوز. هذه المجموعات لامحالة سوف تفشل وتضمحل ولامستقبل لها.

نتمنى ان تجري الانتخابات بشكل حضاري وان تحترم ارادة الشعب الذي سيتحمل مسؤولية اختياره ونأمل ان نرى الاحزاب تحترم نفسها وشعبها باحترامها نتيجة الانتخابات. كما وان الاهم من ذلك هو ضرورة تشكيل دولة المؤسسات المستقلة لكي لانسمح بعد ذلك بظهور دكتاتوريات سلطوية بغيضة.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter