بسم الله الرحمن الرحيم

هل حصل تراشق بالصحون في الجامعة العربية بين الفرقاء؟


كما كان متوقعاً فان مؤتمر الفرقاء العراقيين في القاهرة قد انفض ببيان اعلامي متهافت قرأه (عمرو موسى) الذي ظهر امام الاعلامين وكأنه قد حقق نصراً خارقاً اللهم الا على مستوى بلدان الاعراب.

ولاغرابة في ذلك فان هذا هو ديدن الاعراب ليس لديهم الا الخطب الرنانة والكلام الفارغ والاحلام الوردية بنما تنام شعوبها وتصحو ليس لديها الا الدعاء والتوسل بان يجمع الله كلمة رؤسائها دون حصول مشاتمات وتراشق بالصحون والاكواب والكلام البذيء والتهديد والوعيد. ان على العراقيين ان يفهموا بان هناك فرق بين الواقع والخيال وبين الصدق والنفاق. فكلا الامرين قد يظهر نفس الصورة ولكن الشيطان يكمن في التفاصيل. اذن يجب على العراقيين ان لاينخدعوا بالسطحية الاعرابية بل عليهم بقراءة التفاصيل.

اولا يجب ان يفهم العراقيون بانهم هم وحدهم المعنيون بامورهم ولايمكن لاحد غيرهم من وضع الحلول لهم.

ان مؤتمر جامعة الاعراب قد فشل فشلاً ذريعا وهذا متوقع. واذا كان هناك نجاح فهو لايتعدى حدود الدعوة للافراج عن الموقوفين المتهمين بالارهاب. وقد اظهر البيان الختامي هذه النقطة وكأن العراق بلد المعتقلات والسجون القسرية والتعسفية!

والنجاح الثاني الذي حققه هو تسميته المقاومة واقرار شرعيتها دون ان يفصل بشكل دقيق بينها وبين الارهاب. وهذه مشكلة وامر خطير سوف تستخدمه الدول المجاورة الداعمة للارهاب في العراق مثل سوريا كما هو الحال الان بحجة دعم المقاومة التي اقرت في مؤتمر القاهرة من قبل الفرقاء العراقيين!

ولم يشر بيان عمرو موسى الى مسؤولية الدول الاعرابية حول ايقاف الارهاب في العراق أو ايقاف دعمها للارهاب. فلم يطلب هذا البيان الهزيل دول العراق المجاورة لايقاف دعمها للارهاب او على الاقل الاشارة بشكل غير مباشر الى ذلك. اليس ذلك شيء غريب لان القتل والتخريب والدمار الذي يتعرض له العراق اليوم هو من الارهاب العربي؟.

ان الطلب من العراق ان يطلق سراح المعتقلين شيء غريب لايتفق مع واقع العراق الحالي. فلو كان واحد بالمليون مما يحصل في العراق قد حصل في مصر مثلاً لقامت الدنيا ولاعتقل الالاف الناس دون تمييز علماً بان سوريا ومصر لاتزال تعمل بقانون الطواريء وانه في نفس الوقت الذي كان المؤتمر منعقداً تم اعتقال مئات المصريين من قبل السلطات الامنية المصرية بحجة انهم من (الاخوان المسلمين) الذين اثاروا احداث شغب. فما أغرب هذا الشيء الذي يطالبون به العراق ان يطلق سراح المعتقلين بينما يعتقلون هم مئات الاشخاص ويقومون بتعذيبهم مع انهم لم يفعلوا ما يحدث من قتل وتدمير كبيرين في العراق.

اليس ذلك دليل على ان هذا البيان الهزيل لايصب الا في خانة الارهاب بشكل مباشر؟

ولقد جاءت احدى فقرات البيان تثير حالة من التقيوء والاشمئزاز ولاتدل الا على غباء وعدم خبرة من اقترحها كما وأنها تدل على استعلاء اعرابي تجاه العراقيين. وهذه الفقرة تدعو الى تدريب العراقيين من مختلف دوائر الدولة في المؤسسات العربية! فياسلام سلم!! هل يوجد غبي واحد لايعرف ما يسود في مؤسسات الاعراب من (بيروقراطية) وكسل وتخلف ومحسوبية وفساد اداري وتعصب عرقي او مذهبي او ديني وترهل اداري وضجر من الواقع الذي تعيشه الشعوب اضافة الى عدم وجود انظمة مؤسساتية او مهنية مستقلة في مؤسسات الدول الاعرابية الرسمية ناهيك عن ان المؤسسات الموجودة في دول الخليج تدار من قبل شركات وهيئات اجنبية بما في ذلك المستشفيات ودوائر المؤسسات الحاكمة والنفط وحتى الاعتناء بالخيول والابل وصناعة (العكل واليشماغات) التي يلبسونها. وفوق كل ذلك فأن العديد من جامعات ومؤسسات الاعراب يعمل بها عراقيون يحملون خبرات من افضل ما موجود في العالم كما هو الحال في دول مثل امريكا وانكلترا والمانيا وفرنسا. ان ارسال كوادر عراقية للتدريب في بلدان عربية خطأ كبير جداً لايساهم الا بتأخر العراق اكثر واكثر.

واخيرا حول بيان الجامعة (العجوز) الهزيل هو المطالبة الخجولة من دول الاعراب باطفاء ديون العراق وكأن ذلك (منة) يمن بها هؤلاء على العراقيين. ففي الوقت الذي شطبت الدول الغربية وامريكا واليابان ديون العراق كلها او معضمها تطالب دول الاعراب بديونها بل ان العراق وفي وضعه هذا يدفع ملايين الدولارات شهرياً الى الكويت والسعودية بحجة تعويضات حرب الكويت الصدامية. وتطالب ايران (الاسلامية!) بان يتحمل العراق وزر حرب (صدام - خميني). ولاتزال طائرات العراق رابضة في الاردن الذي امتص نفط العراق مجاناً مطالبين بدفع اجور (كراج!).

بيان الجامعة فاشل والاعراب لاينتظر منهم شيء وعلى العراقيين اذا ارادوا ان يحلوا خلافاتهم ان يحلوها بينهم وفي داخل العراق ودون الحاجة للتدخل الخارجي. ان اجتماع هؤلاء العراقيين لم يحقق سوى كسب اعلامي لعمرو موسى وبلده وما اكثر المكاسب التي حققها هؤلاء على مأساة العراق. فهل من منتبه الى هذه الحقائق ام ان الجميع نيام؟

والايام القادمة سوف تثبت مدى فشل بيان عمرو موسى عندما سيقتل ارهابيو العرب الابرياء من العراقيين وعند ذاك سوف لن نسمع بيان شجب او استنكار من قبل موسى او من قبل الكثير من الذين اجتمعوا هناك.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter