بسم الله الرحمن الرحيم

وزارة الداخلية العراقية والاتهامات الخطيرة


لم يعد العالم كما كان قبل عشرات السنين بسبب التطور الحاصل في وسائل الاتصالات والمعرفة وسهولة الحصول على الخبر من وسائل لاتعد ولاتحصى. وعلى هذا الاساس اصبح الانسان اكثر تحصيناً من ان تنطلي عليه الخرافات او اخفاء الحقائق او اضهارها بشكل مغاير لطبيعتها لكي تتماشى مع رغبات مجموعات معينة. ومن الامور المهمة والتي يجب ان ينتبه اليها الجميع هو تعمد وسائل الاعلام التي تدخل البيوت عن طريق القنوات الفضائية الى تضليل الناس بسبب انحيازها الى مذهب معين او طائفة ما او ماشابه. ان مثل هذه الوسائل لايمكن للانسان الذي يعيش في هذا العصر ان يأخذ الخبر عنها دون تمحيص بل وان جميع ما تنشره يعتبر مشكوكاً فيه حتى يثبت العكس لانها غير حيادية.

لقد تباكت بعض الفضائيات المعروفة بتوجهاتها المعروفة سلفاً على بعض الارهابيين من الاعراب الذين قدموا الى العراق لكي يقتلوا ابناءه بل وان قسم منهم قد شارك في القتل فعلاً واخذوا يصورون للناس بان هؤلاء قد تم وضعهم في سجون وزارة الداخلية العراقية والقيام بتعذيبهم. نحن لسنا مع وزراة فلان وعلان من الناس ونحن ضد وزارة الداخلية لانها لم تتخذ الاجراءات المطلوبة لاعتقال او قتل الارهابيين من قتلة الشعب العراقي ولكن عندما يتم قلب الحقائق لكي تتهم به طائفة ضد اخرى فأن ذلك لايصب الا بخانة اشعال فتنة طائفية وحرب اهلية واضفاء شرعية على ما يقوم به الارهابيون من تقتيل للشيعة في العراق.

ان وسائل الاعلام المعروفة بتوجهاتها والتي ضخمت خبر العثور على معتقلين مصابين بسوء التغذية وبأن اجسامهم تعرضت للسلخ وتباكت عليهم وذكرت ذلك مرات عديدة في مقدمة نشراتها فانها قد اضهرت بأن المعتقلين هم من ابناء الطائفة السنية وأن السنة يتعرضون الى اضطهاد طائفي. وقد اظهرت هذه الفضائيات الخبر وكأن السنة هم طائفة مضطهدة تتعرض للاعتقال والتعذيب والسجون وهذا قول يراد به اغراض سياسية صرفة. يبدو ان المغفلين الشيعة نائمون ولايدرون ماذا يدور من حولهم فمكر (معاوية) لايزال يدور من حولهم.

ان الصور التي عرضت للمعتقلين لم تكن تظهر علامات سوء تغذية بل العكس وان المشاهد الحالي في هذا العصر لايمكن ان يصدق بسهولة بان (الجن يمكن لها ان تغتال سعد بن عبادة بسهم) بل انه يستنتج بان ذلك كان اغتيال سياسي قامت به مجموعة لاغراض سلطوية ولكن الناس في ذلك الزمن قد صدقوا بان الجن تقتل بالسهام وكان من بينهم من يصارع الجن فيصرعها ويحكي ذلك للناس فيصدقوه, اما اليوم فلا. اننا لانتفق مع التعذيب للمتهمين مهما كانوا ولكن الذي ينقل الخبر ويحاول استغلاله لاغراض طائفية وحزبية ومذهبية لايقل عن الذي قام بالتعذيب ان (صح ذلك ضد متهمين وليس ضد قتلة مفسدين في الارض). وفوق ذلك فان الذي ينقل خبر كهذا عليه ان يقدم الدليل القاطع على ادعاءاته كلها مثل هل كان الجميع ابرياء ومن السنة فقط وليس فيهم اجنبي اي من (الاعراب) وهل انهم غير مصابين بامراض جلدية او امراض دم تسبب لهم سهولة ظهور بقع زرقاء على الجلد (كنقص الصفائح الدموية والتهاب الاوعية الدموية او اللوكيميا)؟ وعليهم ان يثبتوا بان الذين وجدت عليهم علامات زرقاء في الجلد لم تكن ناتجة عن وجود تشاجر بين هؤلاء المعتقلين انفسهم او بسبب اقدامهم على القيام بعمليات القتل او جرت خلال مداهمتهم واعتقالهم؟ كما وان على وزارة الداخلية العراقية ان لاتكتفي بنفي هذه الاتهامات الخطيرة الموجهة لها بل ان تثبت بالدليل القاطع كذب هذه الادعاءات وذلك بتقديم لقاءات متلفزة لهؤلاء الارهابيين للادلاء باعترافاتهم وللحديث عن كيف حصل لهم ذلك. وان هذه الوزارة وهي تتهم بشيء خطير عليها ان لاتكتفي ان كانت متأكدة من براءتها بنفي ذلك بل أن تقاضي هؤلاء ليس على اساس شخصي بل على اساس ان اطلاق تصريحات كاذبة ودون دليل والمطالبة بتدخل اجنبي يشكل تهديداً لامن ووحدة العراق ويخدم الارهاب ويجب اغلاق هذه القنوات ومنعها من البث وتقديم الاشخاص الى القضاء ان ثبت ان ادعائهم خاطيء.

واخيراً لابد من كلمة الى شيعة العراق.

يبدو ان التعايش في العراق بين الشيعة والسنة والاكراد اصبح على كف عفريت ونحن نرى بان الاكراد يبنون انفسهم وكأنهم دولة مستقلة وقد راينا ذلك من خلال زيارة مسعود البرزاني الى (البابا) وكأنه ممثل دولة ناهيك عن انهم ومنذ عام 1991 يبنون مؤسساتهم المستقلة ويهيئون انفسهم للمستقبل القريب لاعلان دولتهم وقد هددوا عدة مرات بالانفصال. اننا ان لم نكن صريحين اليوم فسوف لن ينفعنا شيء غداً. فالعراق يعز عليه ان ينفصل الاكراد لانه يكون اقوى بهم ويكونون هم اقوى به ولكن لسان الحال يقول غير ذلك. ان الشيعة وهم يتعرضون الى هجمة ارهابية شرسة تقتل ابنائهم التي لم يسلم منها رضيع وتهدم مساجدهم واضرحة اهل بيت نبيهم (محمد ص) وتغتصب نسائهم عليهم ان يفكروا كما يفكر الاكراد قبل فوات الاوان ويبنون دولتهم اذا بقوا يتعرضون الى نفس الهجمة ويتم التعامل معهم بطريقة استعلائية او تكفيرية الا اذا بدل الطرف الاخر من توجهاته هذه ووقف معهم ضد الارهاب الذي يطالهم دون غيرهم خاصة وان من هذا الغير من يرفع صور الطاغية الذي ملأ ارض العراق بالمقابر الجماعية من الشيعة والاكراد. نتمنى في هذا ان نكون مخطئين ولكن يبدو ان الدبابات التي كتب عليها (لاشيعة بعد اليوم) وان احترقت بقنابل الاحتلال ولكن الادمغة التي توجهت بها الى (كربلاء) لاتزال تخطط وتعمل وبفاعلية اكبر واكثر علنية بنفس الشيء والدليل ليس الرضيع الذي قتل مع اهله في ديالى قبل اسابيع بل كافة الجرائم المستمرة التي يندى لها ليس جبين البشرية فحسب بل حتى جبين الخنازير البرية

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter