بسم الله الرحمن الرحيم

المنطقة العربية قد تشهد أحداث غير متوقعة


لم تكن السلطات الامنية الاردنية موفقة جداً بالاعلان عن اعتقال المرأة التي شاركت في تنفيذ عمليات تفجير الفنادق المملوكة الى شركات امريكية مؤخراً. لقد كان من الافضل لتلك السلطات ان تقوم بالتمويه بان جميع المنفذين قد قتلوا حتى يمكن الاستفادة من المعلومات التي تقدمها المتهمة المعنية سواء في داخل العراق للقبض على الاردني فاضل نزال الخلايلة المدعو (ابو مصعب الزرقاوي) او غيره من الاعضاء المهمين في هذه الزمر الارهابية.

ان الاعلان عن القبض على المتهمة المذكورة (ان كان ذلك صحيحاً) فانه لايفيد الا الزرقاوي وجماعته لانهم سوف يغيرون اماكن تواجدهم وكافة ما يتعلق بالاسرار التي يمكن ان تبوح بها المتهمة. هذا اذا كانت هذه المرأة ستقوم بالادلاء بمعلومات صحيحة.

ان عدم تمكن (ساجدة مبارك عطروز الدليمي) من تفجير حزامها الناسف سهل كثيراً مهمة اجهزة الاردن الامنية من القاء القبض عليها. ولكن هذه الاجهزة تسرعت كثيراً او لعلها تعمدت من الاعلان عن ذلك قبل ان يمكن الاستفادة من المعلومات التي تقدمها المتهمة لملاحقة الارهابيين وهذا ما يناقض تصريح ملك الاردن (عبد الله) الذي قال بانه سيلاحق الارهابيين ويخرجهم من جحورهم!

ان الامر الاخر المهم جداً هو ان السلطات الامنية الاردنية تحدثت عن عدم وجود اي خلايا داخل الاردن ذات صلة بالانتحاريين! وان الانتحاريين قد دخلوا الاردن دون وجود قواعد او قاعدة توفر لهم العوامل اللوجستية! اذ يبدو هذا الكلام من باب الضحك على الذقون ولايمكن ان يصدقه عاقل. ان عمليات من هذا النوع لايمكن ان تتم الا بوجود تنسيق مسبق ولفترة زمنية تسبق التنفيذ تقوم بالتمهيد والاعداد له. ان الاحزمة الناسفة لايمكن ان تكون قد ادخلت مع الاشخاص المنفذين بل قد تكون صنعت في الاردن او ادخلت اليه مسبقاً عن طريق سوريا او غرب العراق.

ان قسم كبير من الاردنيين كانوا وما يزالون يساندون الارهاب في العراق ولايمكن ان يختلف اثنان على انهم ما انفكوا يساندون قتل المدنيين العراقيين تحت مسميات الجهاد بل وانهم شاركوا في ذلك واحتفلوا فيه باقامتهم الاعراس للانتحاريين الاردنيين الذين قتلوا مئات الابراء من العراقيين. وقد كان ملكهم (عبد الله) من اشد المتحمسين لاسقاط المشروع الديمقراطي في العراق بحجة الهلال الشيعي الوهمي الذي ليس له وجود فعلي الا في العقول الطائفية المريضة فقط. واذا كانت (سوريا) تمثل قاعدة الانطلاق الارهابي في العراق ولازالت, فان الاردن مثلت معقل المنظرين ومركز تجميع للاموال العراقية التي هربها اقارب صدام الذين يؤيهم الاردن تحت مسميات انسانية لاتختلف عن المسميات الجهادية التي يباركون بها قتل الابرياء.

ان الاردن لايزال هدفاً مستباحاً لعمليات وغزوات اكبر ما لم يتخذ خطوات جادة وفعلية بتصحيح الوضع تجاه قتل الابرياء في العراق ومن هذه الخطوات منع كافة وسائل الاعلام من اعتبار ما يجري من قتل للابرياء في العراق على انه جهاد ومحاسبة كل من يؤيد ذلك مهما كان تأيده.

ان جميع المؤشرات تدل على ان العراق وخاصة بعد البدأ بتطبيق (قانون مكافحة الارهاب) يتجه الى تطهير كافة ترابه من بؤر الارهاب والذين يساندونه او يدعمونه. اضف الى ذلك فان وضع النظام السوري تحت المجهر وانكشاف تعامله مع الارهابيين في العراق والضغط المتزايد الذي يتعرض له من قبل المجتمع الدولي سوف يجعله امام خيارين لا ثالث لهما, فاما ان يسحب يده من مساندة الارهاب في العراق بشكل واضح ولايقبل الشك او سيكون مصيره لاتحمد عقباه ويكون عبرة لمن اعتبر في المنطقة. كما وان هناك مؤشرات اخرى كثيرة تدل على ان الارهابيين بدأوا فعلياً بنقل بعض قواعدهم الى دول اقليمية واخرى وانهم يخططون الى القيام بتنفيذ عمليات في بعض الدول التي غضت النظر عنهم عندما ذهبوا الى العراق لقتل اهله. وهناك معلومات تدل على ان هؤلاء الارهابيين قد يقومون وبمساعدة القواعد المساندة لهم في سوريا بقلب نظام الحكم هناك خاصة وان لهم اعوان في اجهزة سورية مهمة. فقد يرى هؤلاء المسلحين انه من السهل عليهم السيطرة على سوريا اولا لعدم وجود قوات امريكية هناك ولوجود مؤيدين لهم ولربما تؤيدهم بعض القوى الغربية على ذلك. وان وزير داخلية (السعودية) قد فهم جيدا المرحلة المقبلة وعليه فان عليه ان يقوم بمنع كافة الوسائل المادية والبشرية التي تدعم الارهاب في العراق لانها حتماً سترتد عليه في يوم لا ينفع فيه الندم لان السعودية هي هدف مهم جداً لهذه الجماعات للسيطرة عليها. ويجب ان لا يفترض ان ذلك غير ممكن لان في كل مؤسسة امنية يوجد نقطة ضعف واحدة على الاقل اذا ضربت تتهاوى كافة النقاط الاخرى بشكل لولبي سريع وغير متوقع.

ان المنطقة العربية مقبلة على عهد جديد سوف نرى فيه تغيرات جذرية في الخارطة (الجيوسياسية) التي لاتمثل الا لفترة الحرب الباردة. ان الاصلاحات التي تتحدث عنها بعض الدول العربية لاتنسجم مع الواقع ولم تغير الاوضاع الدكتاتورية القائمة ولم تنصف الاقليات المسحوقة الحقوق وما هي الا كوضع الطلاء فوق الجدران البالية والمنهارة. وعليه فان التغيير البديل سوف لن يكون بصالح هذه الانظمة ولكنهم قادم لامحالة لان المجتمع الدولي قد فهم شيء واحد فقط هو ان الوضع اللاديمقراطي العربي الحالي لاينجب الارهاب والعنف ويجب ان يستبدل بانظمة ديمقراطية تحترم الشعوب وتحترم حق تبادل السلطة بالطرق الانتخابية الصحيحة.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter