بسم الله الرحمن الرحيم

من الذي تسبب بفاجعة جسر الائمة؟


قبل الاجابة على هذا السؤال يجب ان نذكر بأن على الحكومة العراقية أن لاتكون عقليتها كعقلية الحكومات الدكتاتورية الشرق اوسطية المتخلفة والتي تفتعل الدعاية الاعلامية المنافقة للتغطية على اسباب الحوادث المشابهة. فهناك فرق بين القضاء والقدر وبين العمليات المفتعلة او التقصير الذي يتسبب بالحوادث. ونحن نعلم بأن في البلدان التي تحترم نفسها وشعوبها وكرامة الانسان وقدسية حياته لايمكن ان يقال للشيء قد حصل دون سبب او بقضاء وقدر ودون تحقيق.

أن على العراقيين وخاصة الشيعة أن لايركنوا الى اللطم فقط وينسوا بان الاهم في امثال هذه الحوادث هو اجراء تحقيق عادل ومستقل لكي يحدد السبب والتقصير ثم يضع الاسس اللازمة لتجنب حدوث أمثال هذه الحوادث. ولابأس ان تستعين الحكومة العراقية في هذا الشأن بخبرات بعض البلدان ذات الخبرة العلمية المستعدة لتقديم العون العلمي المتعلق بالتحري عن الجريمة والحوادث ومتسبباتها. وعليه فأن على الشعب العراقي بكافة اطيافه أن يضغط على الحكومة الحالية لكي تكون جادة وشفافة باجراء تحقيق دقيق وعادل واعلان نتائجه دون ابطاء.

لقد دارت عدة شائعات حول الحادث وهي امور يجب ان يتم توضيحها من قبل اللجنة التي قيل بانها تشكلت للتحقيق. ومن هذه الامور التي تم تداولها هي:

اولا: وجود ارهابي انتحاري بين الجموع على الجسر
ثانيا: وجود متفجرات على الجسر
ثالثاً: الشك بتسمم البعض بمواد كيمياوية قادمة من الجهة الاخرى من النهر قبل وفاتهم
رابعا: لماذا ومن الذي اصر على فتح الجسر المغلق بساعات قبل الحادثة
خامسا: القاء القبض على الذين اطلقوا الصواريخ على الكاظمية وليس بعيدا عن مكان وزمان الحادث لمعرفة علاقة ذلك بحادثة الجسر؟
سادسا: لماذا لم يتم التقليل من حجم الخسائر البشرية؟
سابعا: لماذا لم يتم تحديد العدد الذي يمكن ان يتحمله الجسر وبشكل مسبق لمنع تواجد هذا العدد الهائل في نفس الوقت على الجسر رغم وجود تهديد امني خطير جداً.
ثامناً: من هي الجهات المسؤولة عن تنظيم هذا الحشد الهائل من البشر ومن هي الجهات الحكومية المناطة بها عمليات المراقبة والصيانة؟
تاسعاً: ماهي مسؤولية رجال الدين في ذلك باعتبار ان المناسبة هي مناسبة دينية؟

هناك اسئلة عديدة ومهمة يجب ان تحدد و على القنوات العراقية والشعب ان لايكتفي باللطم وماشابه من امور لامتصاص الازمة بشكل لايؤدي الا الى افلات المقصرين والمتسببين من الحساب.

لقد كان دور الاعلام المرئي العراقي بتغطية الحادثة دور لايتناسب وحجمها. فان فضائية العراقية ركزت على التبرع والحشد الجماهيري المنفعل للتعبير عن وحدة الطيف السني الشيعي وهذا شيء جيد ولكنها اهملت تماما استدعاء متخصصين بالامن والتحقيق الجنائي وهندسة الجسور والارهاب وغير ذلك من متخصصين لمناقشة الحادثة واستبيان مسبباتها. ولم نرى لقاءات مع الاطباء والمستشفيات والدفاع المدني وغير ذلك لمعرفة طبيعة التدابير المتخذة وان كان هناك تقصير وكيف يمكن ان يتم تلافي ذلك لو تكرر. ولم نرى لقاءات مع الناس الذين شهدوا الحادثة للادلاء بشهاداتهم عما حدث. هناك امور مهمة كثيرة كان الاجدر ان يتم تغطيتها مع استمرار التبرع. ان بعض الجهات استغلت الحادث للاعلان عن نفسها هنا وهناك.

واما بالنسبة لفضائية الفرات فرغم ترديدها للخبر وبعض التعليقات عليه فانها لم يكن اهتمامها بمستوى الحدث وكان اهتمامها بالاشخاص من امثال عبد العزيز الحكيم اكبر من اهتمامها بمقتل اكثر من الف عراقي اخذين بنظر الاعتبار بان هذا الاخير هو الذي يمولها.

واما قناة الشرقية فعليها تحفضات كبيرة ولها وجه طائفي لايمكن ان تخفيه وان جاهدت نفسها لتغطية ذلك. ولم تقدم شيء يذكر رغم ابداءها الحزن على الضحايا. ولقد كانت زيارتها الى مدينة الثورة (الصدر) يوم امس زيارة غير موفقة ركزت على اضهار حالة البؤس والفقر التي تلف تلك المدينة. وكانت تدور كامرتها حول قدور الطبخ والتركيز على عيون الاطفال بشكل يثير اكثر من سؤال خاصة وان الكاميرا كانت تتحرك دون وجود شخص يقدم الناس او يجري لقاءات معهم مما تسبب باحراج للكثير منهم. فهل كانت غاية الشرقية لحاجة في نفس يعقوب؟

اما بالنسبة لقناة الديار فلم تهتم بالحادثة في بداية الامر ولم تعطها ما يتناسب من اهتمام غير نوع من الحزن الذي لايعدو كونه مجاملة جماهيرية او بعض الشعور الانساني.
وكان هذا ديدن القنوات الاخرى دون ذكر الاسماء.

أما موقف الاعراب فلا يحتاج الى تعليق ليس لانه لم يعبأ ولم يقدم شيئاً يذكر بل كان قسم منه شامتاً وان أظهر غير ذلك بينما اظهر قسم من الاعراب شماتتهم العلنية في منتديات الانترنيت وفي منتدياتهم الخاصة ولعل بعضهم سجد شكراً لمقتل هؤلاء (الرافضة) كما يسمونهم.

{وَمِمَّنْ حَوْلَكُم مِّنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُواْ عَلَى النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُم مَّرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ} (101) سورة التوبة

{وَمِنَ الأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ السَّوْءِ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (98) سورة التوبة

اما الانظمة الاعرابية الدكتاتورية وشيوخ النفط فهي تعلم ان من سند الارهاب ودعمه منهم هو السبب بالذي حصل فلولا ارهابهم لما حصل ذلك. وهذه الانظمة القمعية والظالمة لشعوبها والمنافقة بدينها وبشعاراتها القومية من اجل مصالح افرادها سوف تعلم بعد حين اي منقلب تنقلب فالله بالمرصاد لمن ظلم وهو يمهل ولايهمل.

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم مِّن بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاء وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللّهِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } (74) سورة البقرة

{ذَلِكَ أَن لَّمْ يَكُن رَّبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا غَافِلُونَ} (131) سورة الأنعام

{وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ} (42) سورة إبراهيم

{إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} (14) سورة الفجر

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter