بسم الله الرحمن الرحيم

فاجعة الجسر عمل أرهابي أريد له أن يشعل حرب أهلية


لم تكن فاجعة مقتل اكثر من الف عراقي على جسر الائمة خلال دقائق حادثاً عرضياً أو بدون سبب او اسباب. وبغض النظر عن كونها فعلاً ارهابياً مدبراً وهو الارجح ام لا فان السبب ودون شك هو الارهاب التكفيري الوهابي البغيض. أن تعرض العراق والعراقيين وخاصة الشيعة منهم خلال السنتين الاخيرتين الى حملات ارهابية اعرابية واعجمية بغيضة هو السبب الرئيسي في حدوث هذا الحادث المدبر تدبيراً محكماً لكي يقتل اكبر عدد من هؤلاء الناس البسطاء. ولكن هذا طبعاً لايعفي مسؤولية الجهات العراقية المختصة بالتقليل من نسبة الاصابات والوفيات وخاصة عملية تنظيم الحشود البشرية الهائلة للعبور على جسر لم يتم التأكد من سلامته قبل الحادث.

لم يعد خافياً على احد ان المراد من عملية جسر الائمة وحسب المعلومات المؤكدة كان من اجل اشعال فتيل حرب طائفية تصب في صالح جهات ارهابية معروفة الا ان الذي حصل هو العكس. فبسبب حجم الكارثة الانسانية تم تجاوز حصول ما خطط له المجرمون الارهابيون من وقوع حرب تبدأ بين الزوار الشيعة وبين سكان الاعظمية السنة في وقت ينجم عنه سقوط الاف الضحايا مما يسبب امتداده بشكل جارف الى كافة انحاء العراق. ولكن يبدو أن الشيعة من زوار الامام موسى الكاظم وسكان الاعظمية من السنة قد استوعبوا الدرس بسرعة كبيرة ولعل انشغال الجميع بانقاذ الجرحى والغرقى اسهم بدفع المحذور فتوحد الجميع واستلهم الاخرون كظم غيضهم من الامام الكاظم (ع). ولعل هذه الحادثة اكبر ما راهن عليه الارهابيون لكي يفرقوا الشعب العراقي ويزجونهم بحرب طائفية ومذهبية وقد تكون اخر امل لهم يجهض مخططاتهم في هذا الشأن. فلم يظهر تكاتف العراقيين بين السنة والشيعة والعرب والاكراد فقط بل كافة الطوائف العراقية الاخرى دون استثناء ما عدا المجرمين من الارهابيين والتكفيرين ممن غررت بهم الوهابية البغيضة والدخيلة.

ولم يكن مستغرباً ابداً صمت الاعراب حيال هذا المصاب ولكن تم عمداً التقليل من حجم الكارثة بواسطة الوسائل الاعلامية الاعرابية المرئية والمسموعة والمقروأة في كافة بلدانهم وخاصة تلك المعروفة بكراهيتها للشعب العراقي كالجزيرة القطرية. والغريب ان بعض الاعراب يتعمد او لايعرف كيف يلفظ حرف (الكاف) فلقد سمعنا مذيعي بعض فضائياتهم (كالعربية) يلفظون كلمة (الكاظم) (بالقاظم) و(الكاظمية) (بالقاظمية)! فهل تعمد هؤلاء ام انهم جميعاً لايعرفون كيف يلفظون الكاف؟ .

واما جامعة الاعراب فقد صمتت حيال هذه الفاجعة وأنكشف نفاقها الذي لايحتاج الى كشف خاصة وأن رئيسها لايعدو كونه منافق ذو عقلية اعرابية دكتاتورية متشبثة بالسلطة اياً كانت.

ولانستغرب تعليقات بعض الاعراب وشماتتهم بنا وفرحهم بمقتلنا وكيف لا وهم الذين يذبحوننا وذبحونا مع المجرم صدام لكي يسرقوا طعامنا و بلدنا. فقد فرحت الوهابية لانها هي التي خططت لذلك الا ان ارادة الله والشعب العراقي افشل مخططها الاجرامي الرامي لتمزيق العراقيين بحرب قذرة لاتخدم الا الذين يمولون الارهاب.

بقيت لنا كلمة اخيرة بتقصير الاعلام التلفزيزني العراقي بتغطية هذه الفاجعة واضهار اثرها ما عدا فضائية العراقية خاصة بمبادرتها بجمع التبرعات.

ولنا نقد كبير جداً لابراهيم الاشيقر الجعفري ليس لانه قام بزيارة بعض مجالس العزاء في (مدينة الصدر الفقيرة) ولكن لكونه قبل من البعض ان يقوم (بالهوسات الشعبية) بمدحه. فان كانت هذه الهوسات لاتمثل ادنى مستوى حضاري مقبول وتذكرنا بصدام وهو يدخن السيجار الكوبي امام المنافقين او المجبرين بانشاد الشعر الشعبي والعربي فان موقف وجود الجعفري في (سرادق فاتحة) كان الاجدر به ان يقول لهذا الذي اخذ بمدحه بان الموقف لايسمح بالشعر كون الشعر مديح لايتماشى مع حجم الفاجعة والمكان مكان فاتحة! كنا نتوقع من الجعفري وللاسف ان يمنع هذا المداح ويقول له (من الان فصاعداً لانريد احد ان يمدح رئيس وزراء او رئيس او ما شابه) ولكن يبدو انه تمتع بذلك و يبدو ان بعض العراقيين قد تعودوا على خلق دكتاتوريين بعلم او بدون علم وان قسم منهم ينسون موتاهم عندما يرون حكامهم فبدلاً من الفاتحة يلجأون الى مدح الحاكم.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter