بسم الله الرحمن الرحيم

ماذا قال عادل عبد المهدي لفضائية العراقية؟


أجرت فضائية العراقية يوم امس لقاءاً سريعاً مع نائب رئيس (جمهورية العراق الديمقراطية الفيدرالية الحرة العظمى) عادل عبد المهدي بعد جريمة (كراج النهضة) وليتها لم تجري هذا اللقاء.

كالعادة فأن اللقاء جرى تصويره امام أحد القصور الصدامية على بعد عدة سنتمترات من الباب الرئيسي ولم يكن في مكان الحادث وهذا ليس شيئاً غريباً فلم يكلف احد المسؤولين في وزارة الجعفري نفسه, ولا هو (اي الجعفري) ولا رئيس الجمهورية ولا غيرهم بزيارة الجرحى او مكان الحادث. ولكن المخزي هو ان عبد المهدي قال بانه يستنكر ونكرر (يستنكر) هذا الحادث واضاف بأن هذه العمليات بلغت حداً لايطاق! ثم طلب بأن تكون الفضائيات التي تغطي الحدث منصفة وغيرة متحيزة للارهابيين!

أننا لو سمعنا هذا الكلام من صحفي بسيط لانتقدنا اداءه وعدم تحمسه لقضية راح ضحيتها ابرياء من الاطفال والشيوخ والنساء والشباب. فقد كلف السيد عبد المهدي نفسه كثيراً باستنكاره هذه الجريمة ولكنه لم يقل لنا ماذا يقصد بأن هذه العمليات بلغت حداً لايطاق؟ فهل يوجد حد يمكن تطاق به هذه العمليات الاجرامية؟ يمكن ان يقول ذلك الكلام انسان عراقي عادي للقصد بأن هذه الجرائم بلغت حداً من الانفلات الامني الذي يؤثر على كافة نواحي الحياة اليومية كافة, اما ان تنطلق من شخص مسؤول يمثل الحكومة و في قمة الهرم فهو شيء يدعو الى الاستهجان بل والشعور بالماساة.

نقول للسيد عبد المهدي وحكومة الجعفري بانه لايوجد حداً يطاق به الارهاب والجريمة في نظر المسؤول لانه يجب ان يكون مسؤولاً عن فقدان كل شيء وان كان ذلك (شاة –اي نعجة- في سواد العراق) فكيف بقتل مستمر ومبرمج ومنظم لحياة الابرياء؟ وبدلاً من ان يحدد عبد المهدي ماهي خطة الحكومة بخصوص فتح تحقيق و تشكيل خلية عمل خاصة لمتابعة هذه الجريمة وضحاياها حتى تتكشف خيوطها ومنفذيها فأنه وكأي انسان عادي جداً راح ينتقد بعض الفضائيات المعروفة بتوجهاتها وتوجهات الممولين لها من (جرذان القاذورات النفطية). اضف الى ذلك بأن حجم الجريمة لم يكن بمستوى فضائيات لاتساوي كومة من الازبال بمحاذاة الارواح البريئة التي ازهقت.

ان هذا مجرد مثال على الاداء الضعيف في زمن يحتاج الى الحزم والجد والعمل وعدم التهاون امام الاجرام والحفاظ على حياة الابرياء حتى وأن كانت هذه الحياة تتمثل (بكلاب العراق العقورة). ويبدو أن هذه الجريمة سوف تنسى كما نسيت غيرها او تنسب الى شبح حقير اسمه (الزرقاوي) وكأنه احد آله الهنود التي تمتلك اذرعاً عديدة تمدها كيف واين تشاء.

أن حكومة الجعفري فشلت كسابقتها باحتواء الارهاب وتحقيق القدر الادنى من الامن وفشلت بتحسين الخدمات كلها وفشلت بمنع الانظمة الاقليمية الدكتاتورية التسلطية كالنظام السوري من تصدير الارهاب الى العراق.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter