بسم الله الرحمن الرحيم

العراق واقع ممزق بحاجة الى ثورة


الوضع العراقي لايحتاج الى توضيح فهو يسير من نفق مظلم الى نفق اظلم منه واكثر تعقيداً. عندما كان صدام حاكماً مطلقاً كان هو المسؤول الاول والاخير ولا شك انه ترك موروثاً من الخراب لايستهان به ولكن لايمكن ان تعلق على هذا الموروث كافة المشاكل او استعصاء حلها. بعد اكثر من سنتين من هرب الطاغية من ساحة القتال وسقوط نظامه فأن الذين تسلموا الحكم او الذين ينافسونهم على استلامه يتحملون الجزء الاكبر من التدهور (خاصة الامني) الحاصل في العراق.

لقد اثبتت الاحداث السابقة بما لايقبل الشك بأن الاحزاب والجماعات العراقية التي جائت او تكونت بعد سقوط صدام لاتسعى الا لمصالح فردية او حزبية او مذهبية او قومية او حتى عشائرية ضيقة جداً وهي بذلك لاتختلف اختلافاً كبيراً عن نظام صدام بل قد تكون اسوأ منه اذا سنحت لها الفرصة. وعلى هذا الاساس فأن السبب الرئيسي للتدهور العراقي هو هذه النظرة الضيقة المبنية على تقديم المصلحة الفردية على المصلحة الوطنية. ومما يساعد على ذلك هو عدم خبرة العديد من هذه الاحزاب وعدم ممارسة الشعب العراقي لاي نوع من الديمقراطية على مدى اكثر من 50 سنة.

أن المتتبع لهذا الوضع يرى بما لا يقبل الشك بأن الاحزاب الموجودة على الساحة العراقية كان يمكن لها ان تتقاتل وتدخل العراق في حرب طاحنة لولا وجود القوات الامريكية وابسط مثال على ذلك تقاتل الاخوة الاكراد خلال التسعينات. ولايخفى على المتتبع النزعة الانفصالية والقومية الضيقة للاحزاب الكردية.

أن الاعتداء الكويتي على الحدود وتدمير المزارع والممتلكات العراقية خاصة وان هذه الاراضي تحتوي على كميات هائلة من النفط علاوة على ضخ النفط عبر شركات كويتية من ابار نفط مشتركة او عراقية بالاصل ما هو الا فشل ذريع للحكومة المؤقته التي يجب ان لاتحضى كسابقتها (حكومة علاوي) بأي صوت انتخابي قادم على الاطلاق. لقد تجرأت الصحف الكويتية على سب العراقيين ووصفت العراقيين الذين تظاهروا ضد الاستيلاء على اراضيهم بانهم (رعاع لايملكون شيئاً يأكلونه) ونفس الصحف عيرت الجعفري والحكيم بفضل الكويت عليهم ايام كانوا معارضة! لقد لعبت الكويت دوراً خبيثاً منذ حرب صدام مع الخميني ولاننسى قصائد الشعر المباح للمدعوة سعاد الصباح والتي تتغزل فيها بالقائد وجنوده وحتى بخوذة الجندي العراقي. أن على حكومة الجعفري منع الأسمال والغذاء الفاسد الذي تبعثه الكويت ثم تعير به العراقيين بعد ذلك! أن الكويت تعلم كل العلم بأن العراق لايحتاج الى مساعدات وهو ليس دولة افريقية فقيرة. كما وان الكويت التي تعير العراق بانه لاجيش لديه تعلم علم اليقين بان العراقيين كلهم خدموا في الجيش وان الجيش العراقي الذي حله (بول بريمر) لايزال موجوداً بقادته وجنوده واذا تخلص العراق من صدام لانه طاغية فأن العراقيين كلهم صدام ضد من يتعدى على حدودهم وعلى الكويت ان لاتزرع قنبلة موقوته للمستقبل لانها ستكون اول المتضررين منها. لقد اثبتت الايام بان حل الجيش العراقي كان خطئاً كبيراً وعلى وزارة الدفاع ان تسرع بتشكيل جيش مهني قوي ومسلح بشكل جيد وان تدعو لذلك كافة القادة والضباط السابقين ممن لم يقوموا بجرائم ضد الشعب العراقي.

أن اثارة المشكلة الكويتية على الحدود وعجز الحكومة العراقية عن حلها وتفاقم الوضع الامني والارهاب وعدم اهتمام القوات المتعددة بهذه الامور وتفاقم ازمات الوقود والكهرباء والماء والفساد الاداري وغيرها يدعو الى ان يتخذ العراقيين موقفاً ثورياً ضد القوات المحتلة.
سوف لن يمر وقتاً طويلاً وخاصة مع تمادي الكويت وتعيرها العراقيين بأن نرى قسم كبير من العراقيين قد يطالب باعادة (صدام) للحكم وهذه المرة سوف لن يكون صدام بخندق لوحده بل سوف يقف معه العراقيين لما رأوه من تعدي سافر ممن كانوا يرتجفون من صدام خوفاً.

واخيراً فان الحكومة العراقية قد اثارة استهجان الناس عليها بارسالها ثلاثة وفود للتعزية بوفاة فهد الذي قتل العراقيين في البداية مع صدام ثم مع امريكا ثم مع الارهابيين. كان الافضل لحكومة الجعفري لو ارادت ان تكسب قدراً من الاحترام لو ان تبعث بوفد يمثله رئيس الجمهورية فقط للتعزية بوفاة فهد. ولو انها فعلت ذلك لكسبت احترام العالم الاعرابي وغير الاعرابي. فهل سيوضع حداً للازمات الامنية وغير الامنية ام ان الافضل هو الثورة ضد الاحتلال لتمكين قيادة خلاص وطني من تغيير وضع العراق لما هو افضل علماً بان القوات المحتلة غير مهتمة باعادة بناء العراق واستقرار وضعه كما تصورنا في البداية وتستخدم الارهاب كذريعة لذلك حتى في المناطق الامنة؟ هل سيرضى العراقيون بتعيير الكويت لهم بانهم رعاع جياع تمن عليهم امارة ال الصباح بالمساعدات ام يثوروا ضد كل هذا الاهمال والطغيان والظلم الذي لم يتغير بسقوط الطاغية؟

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter