بسم الله الرحمن الرحيم

هل تفجيرات شرم الشيخ مقاومة مصرية؟


لايختلف اثنان على ان كافة الحكومات الاعرابية وجامعتها المتهرئة ما هي الا حكومات بالية عفى عليها الزمن ودرس ولم يبقى لها الا قاسم مشترك واحد هو الدكتاتورية والتسلط والحكم مدى الحياة باشكال تختلف من بلد الى اخر. ولم تكن الدكتاتورية (العربية) حديثة الولادة بل انها تعود الى ما قبل الاسلام الذي جاء لكي يقضي عليها ويحرر الانسان من عبودية التسلط الفردي والقبلي والعشائري. ولقد حاول الدكتاتوريون العرب من قريش وأد الاسلام بالقوة ولكنهم عندما فشلوا وقويت شوكة الاسلام برسوله والمخلصين له واصبحت السلطة الاعرابية القرشية معرضة للزوال تماماً استخدم اصحاب النفوذ السلطوي اسلوباً اخر لكي يعودوا الى ما كانوا عليه عندما تحين الفرصة.

لقد دخل هؤلاء في الاسلام واصبحوا جزءاً منه لكي يتسنى لهم تحقيق ما عجزوا عنه بالقوة. فبدؤوا بالدسائس والعمل السري وهناك اشارات كثيرة عن المنافقين وهؤلاء في القران والتاريخ. وقد انكشف امر هذه المجموعات قبيل وفاة الرسول عليه السلام. ففي ذلك الوقت كانت اطراف عديدة ومركزية في السلطة تدبر امورها للاستيلاء على المواقع التي لطالما حلمت بها او خططت لاستردادها. فتمركز الصراع بين قوى رئيسية ضاهرة واخرى خلف الكواليس. ومن اعتى القوى الفاعلة والخبيثة انذاك كانت عشيرة بنو امية من الطلقاء. ولقد تمثل الصراع السلطوي الدكتاتوري الاول في سقيفة بني ساعدة التي استخدمت فيها الفرق المتكالبة على السلطة التهديدات بالقتل والسب والشتم والطعن وكافة انواع الاساءة التي نهى عنها الاسلام. وقد نفذت على اثر السقيفة اولى الاغتيالات المتعلقة بالصراع السلطوي لتصفية الخصوم والصقت عملية القتل بان الجن هي التي فعلتها فصدق ذلك الناس لسذاجة عقولهم. وبعد ذلك بدأ باسم الدين يحكم الناس ويرهبوا وتخاض ضدهم الحروب ويتهمون بالردة اذا اختلفوا مع السلطة فتخاض ضدهم الحروب ويتم تكفيرهم بجرة قلم لكي يقتلوا عن بكرة ابيهم. ولقد امتد ذلك حتى وصل الامر في وقعة الحرة التي استباح بها جيش يزيد معاوية الاموي لايام عديدة حتى صار الرجل عندما يتقدم احد لخطبة ابنته يقول اخاف ان يكون اصابها شيء في وقعة الحرة لان جيش يزيد استباح حرمة المدينة بما في ذلك نساءها لمدة ايام. المهم فان الدكتاتورية الاعرابية تطورت وحولت الدين لغرض خدمتها واشترت رجال دين كثيرين كما صنعت لها العديد منهم وقتلت او ارهبت من لم يسر على النهج الذي تريد. والتاريخ الاسلامي مليء بالرؤوس المقطوعة والزنازين الرهيبة والطوامير الاسمنتية والتعذيب والقتل والحرق ولم تسلم الكعبة من التدمير والحرق وقتل زائريها وحجاجها. وقد ضربوا القران بالسهام واحرقوه واحرقوا الحديث النبوي وقتلوا من ابناء رسولهم ما لايعد ولايحصى بل وسبوا نساءه واطفالهن ليس في كربلاء فحسب بل للتاريخ مواقف عديدة مثل ذلك.

لقد وصل الدين الينا بواسطة تلك القوى السلطوية وادواتها من الملالي واستمر التسلط والاستعباد بصور واشكال غريبة وعديدة. وتمخض عن كل ذلك صورة مشوهة للاسلام تتصف بالقتل والارهاب والتربية الخاطئة على اطاعة ملالي الدين وولاة الامور بشكل اعمى وعبودي ودون ادنى مسائلة.

ان مصر لاتختتلف من حيث المبدأ عن باقي دول الاعراب بالسلطة المستبدة والقمع والرئيس مدى الحياة. فلم تعش مصر عصرها الذهبي العلمي الذي استمرت اثاره لحد الان الا في العهد الفاطمي عندما خرج اهلها عن سلطة الاستبداد العباسي في بغداد. الا ان ذلك لم يدم طويلاً عندما هاجمها خراب الدين الايوبي فارهب اهلها وسلب حريتهم ووضعهم تحت تسلط الخليفة العباسي. ولكن هذه لايعني اننا نتفق مع جميع ما كان الفاطميون يعملونه خاصة ما يتعلق بالتسلط ايضاً ولكنهم كانوا نسبياً احرار بعدم الرضوخ للسلطة البغدادية وببناء علوم وجامعات استمرت الى يومنا هذا.

ان الفرق بين تفجيرات شرم الشيخ والقتل الجماعي اليومي في العراق هو فرق كبير ولايمكن ان ينسب الى نفس الارهاب على الاطلاق. فالارهاب في العراق هو ارهاب ضد شعب يريد ان يتحرر من العبودية الاعرابية البغيضة. ورغم عدم قبولنا وادانتنا للارهاب اينما كان وبضمنه مصر الا ان الذي ينضر الى مصر يرى بان هناك شعب يقاوم التسلط وعبودية الحاكم الواحد مدى الحياة وعدم اعطاء الاقليات مثل الاقباط والشيعة حقوقهم الدينية والاجتماعية والتعليمية. وان مصر لعبت دوراً خبيثاً مع العراق وكانت من ضمن الدول التي ضربت العراق وحاربته عام 1991 في غزو صدام للكويت وعملت على ابقاء الحصار وشاركت فيه وفي الضربات المتتالية للعراق.
وفي تعليق مذيعة قناة مصر اليوم على ما يجري كانت تأسف على احداث لندن وبيروت والسعودية ولكنها قالت بان العراق شيء اخر لانه بلد محتل ونحن نتعاطف مع المقاومة. فتباً لها وللكثير ممن قبضوا كوبونات النفط وممن تستضيفهم قنوات الاعراب المنافقة للحديث عن العراق فيسمون قتل اطفال العراق مقاومة هم يتعاطفون معها. وهذا شأن الكثير من كتابهم ناهيك عن ارسال ارهابيهم لقتل اطفال العراق. اننا لا نقول لهم باننا نتعاطف مع ارهابي شرم الشيخ بل نقول لعل سبب ذلك هو القمع السياسي والسلطة مدى الحياة وعليه فان هناك مقاومة داخلية يجب على مصر ان لا تنكرها. ومن حفر بئراً لاخيه وقع فيه بل ان استمر على ذلك فسيقع في ما هو ادهى وامر ونحن ندين الارهاب بكل اشكاله وعلى دول الاعراب ان تدين قتل العراقيين على ايدي الارهابيين قبل ان تقع في نفس البئر.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter