بسم الله الرحمن الرحيم

ثورة اسلامية ام مؤسسات دستورية؟


جاء الاسلام كدين لتحرير الانسان من العبودية و من التحزب وما افترق المسلمون الى مذاهب بشكل فعلي الا بعد وفاة الرسول (ص). قد يحتج احدهم على ان المسلمين قبل وفاة الرسول لم يكونوا وحدة متجانسة مئة بالمئة ولكن رغم هذا فان التمذهب والتحزب برز الى الوجود بشكله الفعلي مباشرةً بعد وفاة الرسول رغم ان بوادره والتخطيط له قد سبقت ذلك الوقت. ان هذا ليس موضوعنا ولكن وجدنا بانه مدخل مناسب للاشارة الى وجوب التفكير الجدي من قبل بعض المنضمات والاحزاب الى تغير توجهاتها واهدافها لكي تكون متماشية مع المرحلة الجديدة وهي بناء مؤسسات دستورية حضارية علماً باننا لسنا ضد القيم او المباديء المستمدة من الدين

فاننا لسنا ضد استلهام المباديء والقيم من الدين او غيره حيثما وجدت بشكل صحيح يتماشى مع العقل السليم ولكن هل يحتاج الاسلام كدين الى حزب ديني يهيكله بمجموعة محدودة من المبادي التي لاتخلو من الترتيب البشري المعرض للخطأ؟ وهل يحتاج الاسلام الى ثورة ومسميات ثورية تشبه المسميات التي اذا ذكرت تشمأز منها النفوس؟ فلقد ارتبطت الكثير من المسميات المعاصرة مثل (مجلس قيادة الثورة) و (المنضمة الحزبية) و (مديرية الامن العامة) وغيرها بالرعب والخوف والدموية والقتل والدكتاتورية المطلقة التي لاتخدم الا شخص الحاكم وزمرته المقربة

ان العراق قد سئم من تسميات مثل (الثورة) (والمجلس) واذا اردنا له ان يكون عراق ديمقراطي متحضر دستوري فيدرالي فان الاحزاب والحركات الموجودة على الساحة مدعوة الى اجراء تغيرات فعلية تتماشى مع التوجه الجديد وذلك باجراء تغيرات في مسمياتها التي استمدت اسمائها في زمن كانت هي بحاجة اليه تماشياً مع المرحلة السابقة ما قبل السقوط او التحرير. وينطبق هذا على اهدافها التي يجب ان تكون اهداف وطنية تشمل الوطن كله بكل مذاهبه واديانه. فاننا بحاجة الى البناء والقضاء على البطالة وارساء المؤسسات والديمقراطية

اننا نرى بان (المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق) مدعو الى اجراء اصلاح في هذه التسمية التي توحي بانها تستنسخ نفسها من ثورة ايران الخميني ناهيك عن ان كلمة مجلس توحي لنا بمجلس قيادة الثورة السيء الصيت وان الاعلى كلمة تعطي صفة فوقية توحي بالدكتاتورية. اما الثورة فان العراق لايحتاج الى ثورة بل الى بناء مؤسسات دستورية وليست مؤسسات ثورية. اننا لسنا ضد التجمع المنضوي تحت هذا الحزب او المجموعة ولكن نقترح على )عبد العزيز الحكيم( بان يفكر ملياً وجيداً وكذلك اعضاء حزبه بالقيام بتغير تلك التسمية لكي تكون متلائمة مع مقتضيات الواقع الجديد ولكي لاتتقوقع مع مرور الوقت حول تسمية اصبحت تشكل شعاراً يتقادم مع الزمن. ان تلك الحركة يجب ان تطور نفسها لكي تمتد الى ابعد من المذهب والدين والطائفة لتشمل الوطن بكل اطيافه الدينية والمذهبية دون تمييز. وفي نفس الوقت فان للشعب العراقي خصوصياته التي لا يمكن ان نلبسها ثوباً جاهزاً لايتلائم وحجمها او شكلها

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter