بسم الله الرحمن الرحيم

الارهاب والفساد وجهان لعملة واحدة


لقد بدى الارتياح واضحاً على المواطنيين العراقيين على مختلف شرائحهم خلال الايام الماضية من التحسن الذي طرأ على الموقف الامني في العديد من المناطق داخل وخارج بغداد قبل أن يعود ليتفاقم ثانيةَ خلال اليوميين الماضيين

أن الفضل في ذلك الهدوء يعود الى تطبق مبدأ الهجوم هو خير وسيلة للدفاع والذي تبنته وزارتي الداخلية والدفاع في عمليات البرق. ليس ذلك فحسب بل أن ادارة الملف الامني بشكل كامل تحت السيطرة العراقية دون تدخل القوات المتعددة الجنسيات اللهم الا بما يساعد على تنفيذ الخطط أو انجاحها له اثر كبير في ذلك. أضافة الى كل هذا فان تعاون المواطنيين المدنيين له اثر بالغ في انجاح الخطط الامنية. أن المواطن كلما تحقق تقدم بالامن وانتزع منه الخوف الذي يثيره الارهابيون المتواجدون في منطقته كلما ازدادت ثقته بالمؤسسة الامنية فيزداد تعاونه معها. أن الاخبار المحلية تشير الى تقدم على مستوى الحالة السايكولوجية المهمة لتحقيق الامن, فقد اصبح الارهابيون في المناطق التي فرضوا فيها سابقاً حالة رعب بين المواطنيين يخشون من المواطنيين انفسهم من ان يخبروا عليهم الجهات الامنية. وبما أن عقوبة الاعدام قد تم تفعيلها رغم محدوديتها لحد الان على بعض العناصر فانها احدثت اثراً مرعباً في نفوس الارهابيين الذين آمنوا تلك العقوبة في السابق

وعلى هذا الاساس فان الحكومة العراقية والمؤسسات الامنية يجب أن تُفَعِل تلك الخطط الناجحة لكي تكون اكثر شمولية ودقة ودون توقف حتى يتحقق الامن الكامل. ومن الامور المهمة هو محاصرة رؤوس الارهاب وسحقها لكي تفقد فاعليتها وعدم اعطائها الحجم الذي تريده. أي ان مجرم حقير مثل الزرقاوي يجب ان لايعطى حجماً اكثر من حجمه ويجب ان يتم نشر غسيله الشخصي بما يعطيه الحجم الذي يستحقه وكذلك بقية المجرمين

أن الاسلوب الاخر للقضاء على رؤوس المجرمين العفنة هو اخراس اصواتهم بواسطة رجال الدين الصادقين الذين يقفون موقفاً مشرفاً وحضارياً ضد هذه الجرائم وخاصة من اهل السنة لأن الارهابيون يستخدمون الدين باسم المذهب السني لقتل الابرياء وتدمير بنية البلد الخدمية والانتاجية. وهذه مهة يناط بها الاعلام الصادق والوطني الذي لايتحيز لمذهب او فئة. أن للقناة العراقية مواقف جيدة في هذا الاتجاه. وقد كان لقائها مع بعض رجال الدين السنة من (بعض) السلفيين الذين استنكروا وافتوا بعدم جواز الارهاب وجرائمه له وقع جيد ولاشك ان ذلك يؤثر في نفوس العديد من الشباب المخدوع بشيوخ المجرمين من القتلة

أن عمليات البرق بعد ان حققت نجاحات باهرة يجب ان لا تتوقف وان تمتد لتشمل العراق. واليوم قبل الغد يجب ان تمتد لتطهير منطقة تل اعفر من الارهابيين السفلة هناك

يجب الضرب بيد من حديد لاتخاف ولاتهدأ بحيث لاتترك خيار للارهابيين الا احد خياريين اما الموت المحقق او التسليم قبل تنفيذ اية عملية. كما ويجب عدم انتضار المجرمين لكي يقوموا بعملياتهم فيبدو الامر وكأنه بيدهم بل الخروج لهم اينما وجدوا لاقتناصهم او القبض عليهم. ويجب ان تكون عملية الخروج (الهجوم) عليهم قوية وشديدة ومن عدة جهات وفي مختلف الاوقات من حيث لايحتسبون بحيث لا يجدون مكان يأويهم ولا أحد يسعفهم ولا وقت تستطيع أن تغمض به عيونهم

انصبوا لهم الكمائن قبل ان ينصبوها لكم. اجعلوا حياتهم جحيم لايطاق. لايجدون من يأويهم حتى من اقرب الناس لهم لانه سوف يحرق معهم. اخرجوا لهم من تحت الارض ومن السقوف ومن بين صفوفهم. ارعبوهم او ارهبوهم مثل ما ارادوا ارهابنا. ادخلوا الخوف في قلوبهم قبل ان يدخلوه في قلوب الناس. اجعلوهم يلعنوا اليوم الذي بصقتهم امهاتهم فيه الى هذه الحياة نطفاً غير طاهرة قد تلبس معها الشيطان قبل تصويرها

واخيراً يجب ان يكافأ منتسبو وزارة الداخلية والدفاع الذين يستبسلون ويحققون النجاحات في عملهم على قدر التفاني وتحقيق الواجب الناجح وبشكل جيد. كما ويجب عزل العناصر المتخاذلة او المتعاونة مع الارهابيين ومحاسبتها

أن قناة العراقية مطالبة بأن تعرض البطولات الفردية او الجماعية المتميزة للقضاء على الارهاب وذلك للاستفادة منها ولتشجيع غيرها على تحقيق نجاحات اكبر. كما وأن تلك القناة يمكن لها أن تنتج برنامج جديد غير برنامج الارهاب في قبضة العدالة يكون موازي له بالتاثير وهو برنامج خاص بأجراء لقاءات فردية مع عوائل الضحايا وهم كثيرون جداً لكي تتضح الصورة للعالم وخاصة مواطني دول الاعراب الهمجية الارهابية عن مدى الاجرام الذي تقوم به دولهم بمساعدة الارهاب في العراق والذي يقتل الابرياء وييتم الاطفال ويرمل النساء ويثكل الامهات وما الى ذلك. فالصورة التي تتكلم يكون تعبيرها ابلغ بكثير من الحروف والكلمات. هذا اقتراح يجب ان تأخذه قناة العراقية على عاتقها لكي تتضح الصورة عن ارهابيي السعودية وسوريا والاردن وتونس واليمن والمغرب وباقي جوقة الاعراب ومؤسساتها الاعلامية المتخلفة مثل الجزيرة الارهابية الطائفية وابواق الاعراب المنافقة

أن ارهابي الاعراب لايزالون قيد التحقيق رغم بشاعة ما ارتكبوا من جرائم. واننا لم نسمع بواحد منهم اعدم بالطريقة التي كان يعدم بها العراقيين الابرياء. وهذا امر خطير يشجع العديد منهم على المجيء. فيجب اعدام من ارتكب جريمة قتل ولو واحدة دون ادنى تنازل او تخفيف. اعدموهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم وبهذه الطريقة لاتحققون ذلك فحسب بل وان اعدامهم يمثل ضربة قوية لدولهم التي ترعى الارهاب ضد العراق. وهذا من حقنا كشعب ودولة لها سيادتها فممن تخافون اذا اعدمتم الارهابيين الاعراب؟

واخيراً لابد ان يسير خط مكافحة الارهاب جنباً الى جنب بموازاة خط مكافحة الفساد الاداري والمالي المستشري في الدولة لان الاثنين مرتبطان مع بعض ولا يمكن فصل الرشوة والمحسوبية والفساد المختلف عن الارهاب والجريمة على الاطلاق. أن الفساد الاداري يساعد الارهاب والعكس صحيح وكلاهما جرائم كبرى يجب فضحها ومكافحتها. وعليه فأن المفسدين في مفاصل الدولة يجب أن يتم كشفهم على الملأ ليعرف الشعب حقيقة ما يدور ولكي يثق بمن يسيرون شؤونه ولكي يكون المفسدين عبرة لغيرهم

أن الارهاب والفساد جرائم تخرب البلاد ويجب مكافحتهما بشكل كبير ودون تردد

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter