بسم الله الرحمن الرحيم

شروط طائفية لاتخدم السنة ولا العراق


يكثر الحديث في هذه الايام عن اشراك السنة من عرب العراق في العملية السياسية وكتابة الدستور وقد بدأ الحديث عن شروط تضعها بعض المؤسسات السنية مثل الوقف السني والحزب الاسلامي وغيرهم

ان المسألة هي ليست اشتراك او عدم اشتراك السنة او غيرهم ولكن لماذا يتم الحديث عن هذا الامر في الوقت الحالي وماهي استحقاقات السنة الانتخابية لكي تضع شروطاً لمشاركتها في العملية الدستورية؟ ولماذا تصر المؤسسات المذكورة على العدد 25 وبعض الاشخاص الذين عملوا مع صدام ومن الذين ارهبوا الناس واعدموهم؟! الا يبدو ذلك مجرد عرقلة لافشال تلك العملية سواء قبلت تلك الشروط ام رفضت؟!

في واقع الامر وحسب استحقاقات المرحلة فان المؤسسات المذكورة عليها اولا ان تنفذ شروط معينة لكي يتم الموافقة على قبولها في العملية السياسية وليس العكس. ومن اهم هذه الشروط هو التوقف عن دعم الارهاب باي شكل من الاشكال. ولايقل اهمية عن ذلك ان تتوقف هذه المؤسسات عن المطالبة باسم طائفة السنة للدخول بالعملية السياسية لمجرد تمثيل طائفة السنة العرب لان ذلك لايقل عن الذين يريدون زرع الفتنة الطائفية في البلد. على هؤلاء ان لايقولوا انهم يمثلون السنة ويريدون الدخول من اجل السنة لان هذه المقولة اسوأ من ان يجزأ العراق الى دويلات سنية وشيعية وكردية وربما تركمانية ومسيحية ومن يدري لربما حتى يهودية! ان هناك احزاب يرأسها سياسيون من السنة العرب من التي اشتركت بالعملية السياسية كحزب (السيد مثال الالوسي) وهي اجدر بأن تُدعى للدخول بعملية كتابة الدستور لانها لاتدعوا للطائفية بل تفكر وتعمل باسم العراق دون تمييز واننا على ثقة وعلم بان الكثير من الشيعة سوف يصوتون الى شخص سني مثل الالوسي لانه يفكر ويعمل ليس من اجل السنة ولا من اجل الشيعة بل من اجل العراق. اذن فان هناك احزاب عراقية يمكن ان ترشح منها سنة عرب لايمثلون طائفة بعينها والله يشهد اننا نكره ان نتكلم بتسميات طائفية كما تتحدث عنه بعض الجماعات السنية ولكننا نجد انفسنا مضطرون للحديث بهذا الامر اضطراراً

ان العراق بلد يضم اعراق مختلفة من العرب والاكراد والتركمان والاشوريون والارمن واتباع يحيى المغطس واتباع المسيح بن مريم واليزيديون واليهود والبابليون والبهائيون والكلدانيون واتباع معاوية بن هند آكلة الاكباد البشرية وذرية قتلة الحسين بن علي والسنة والشيعة والخوارج والاحمدية والذين لايؤمنون بشيء وغيرهم كثير فهل يضع كل هؤلاء شروطهم للدخول لكتابة الدستور حتى ولو كانوا يمثلون فرداً واحداً فلهم الحق لانهم مواطنون. ام ان المسألة يجب ان ترقى على هذه الاعتبارات ونكون دولة متحضرة لا تعطي للطائفية اكثر من استحقاقها ولا تستحق الطائفية غير التحقير والنبذ الاهمال

ان العراق ليس دولة عربية مئة بالمئة للاسباب المذكورة وهو ليس دولة سنية مئة بالمئة ولاشيعية بشكل كامل ولايمكن ان يستنسخ له نهج حكم على الطرق الاعرابية البدوية وهو صاحب اول حضارة انسانية ولا على الطريقة الايرانية رغم ان الفرس اصحاب حضارة قديمة كذلك بل يجب ان يكون نهجه احترام كافة الاديان والمذاهب وان تكفل به حرية العيش الكريم والتفكير لجميع مواطنيه دون تمييز او طائفية او عنصرية لمذهب او طائفة او دين او قومية. وعلى هذا الاساس فانه لايصح لبلد كهذا الا نبذ الارهاب والقتل وعدم الانحياز لطائفة دون اخرى. ان على كافة الاحزاب ومنها التي تمثل السنة ان تتوقف عن مناداتها الطائفية ان كانت فعلا هي احزاب وطنية حرة ومتحضرة وتريد التقدم لكل العراقيين

ان العراق لا مكان فيه لمن يقتل او يساند الذين يقتلون ابناءه واذا استمر الاعراب بعدم احترام خصوصية العراق فمن الافضل للعراق ان يخرج من منضومة الاعراب العنصرية البدوية الدكتاتورية القائمة على اضطهاد الشعوب وتجهيلها واستعبادها باسم الدين او الحزب او القومية او طاعة اولياء امور جهلة فاسدون متسلطون على الحكم بالوراثة او القوة الغاشمة التي تسيس الجيوش وقوى الامن ليس لخدمة الوطن والمواطنين بل لصالح خدمة هؤلاء الحكام

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter