بسم الله الرحمن الرحيم

عملية ابواب جهنم المشرعة


بدأت القوات العراقية البطلة من الجيش والشرطة ولواء الذئب وعناصر المخابرات بتطبيق عملية البرق لوضع حد للوضع الامني المتدهور في العاصمة بغداد وضواحيها. وقد صاحب تلك العملية تأييد شعبي ملموس وعملي وفر معلومات لابأس بها لانجاح تلك الخطة.

ولكي تكلل تلك العملية بالنجاح الكبير الذي يتمناه لها كل مواطن حر و شريف فأنها يجب ان تأخذ شكل المباغته لاوكار الارهاب ولايتم ذلك الا بتنفيذ الخطة على وجهين. الوجه المعلن والواضح والوجه الخفي البديل والاصلي للعملية. اي ان القوات المشاركة يجب ان لاتعتمد اسلوب استعراض القوة فقط (وهو مهم) بل استخدام الكيد والحيلة والمكر لضرب اوكار الارهابيين في الوقت والمكان الذي لايحتسبونه. ويجب ان لاتتوقف تلك العملية بعد اسبوع او اثنين بل تمديدها وعند ذاك الافضل اعطائها اسماً اخر يعتبر مكمل للعملية الاولى كتسميتها مثلاً (الغضب الصاعق) او (الموت الزؤام) او (ابواب جهنم المشرعة). ونحن نفضل الاسم الاخير والذي يعني استمرارية العمليات التي تؤدي بالارهابيين الى جهنم التي شرعت ابوابها لاستقبالهم.

ان تحقيق الامن يجب ان يشمل اغلاق كافة الفضائيات والصحف العراقية التي تساعد على الارهاب او التي تقوض من تحقيق اي تقدم ضده او التي تتحايل على الخبر بقلب التسميات التي تعتبر الارهاب مقاومة والضحايا قتلى والانتحاريين من البهائم السائبة مسلحين. اننا نعرف فضائيات الاعراب السفلة مثل (الجزيرة) وفضائيات دول الاعراب الاخرى بمواقفها الطائفية والمخربة تجاه العراق ولكن هناك فضائيات تدعي بأنها عراقية وهي اسوء من سابقاتها الاعرابية لان تهديدها داخلي وهذا اخطر من التهديد الخارجي المعروف.

ان مثل العراق اليوم كمثل السفينة المضطربة في خضم الامواج العاتية وعلى ضهرها من يحاول خرقها في اماكن عديدة. وعليه فان سلامة تلك السفينة والوصول بها الى شاطيء الامان يتطلب سد كافة الثغرات التي حصلت بها والقضاء على كل من يحاول او يحرض او يساعد على احداث ثقب فيها. ان القيام بعمليات عسكرية لسد بعض الثقوب في جسم السفينة لايكفي لوحده ان لم يكن مترافقاً بحزم واصرار شديدين على ابعاد كافة العناصر التي تتسبب او تشجع على الارهاب. ومن ناحية اخرى فان سفينة العراق التي امتلأ جسدها بالجراح المثقوبة لاتتحمل كثرة الملاحين ممن ليس لديهم خبرة او من الطامعين والمرتشين والسراق من ذوي الضمائر الميته. ان ليس كل من (صخم وجه صار حداد) ولاكل من لبس عمامة صار محل ثقة الاخرين ولا كل من حصل على لقب (حجي) هو انسان مستقيم ولا كل من انتمى الى حزب سياسي وضهر على الفضائيات هو وطني او مثقف بل هناك الكثير من المزابل التي ترتفع بسرعة وعلى النقيض فان هناك الكثير من الجنان التي لانراها بل نسمع عنها فقط ومنها جنة الله الموعودة. اذن لكي يتحقق الغرض من اي عملية لتحقيق الامن لابد من ان يشمل ذلك كافة النواحي في جميع الزوايا.

اننا نعلم بان ضرب الارهاب بواسطة عناصر الجيش والشرطة البطلة يتطلب السرعة والحركة المتقنة في الاتجاه الصحيح ويحتاج ذلك الى سيارات صغيرة وذات ديناميكية ممتازة تؤهلها لدخول الازقة والطرقات في المدن ولكن لاحضنا بان السيارات التي استخدمت في عملية البرق من قبل الشرطة والجيش العراقيين لم تكن لتوفر الحماية الكافية لافراد الجيش والشرطة ولاتعطي انطباعاً بأن القوة الضاربة تمتلك السطوة الكافية للضرب بيد من حديد توفر الامن المطلوب في هذا الوقت العسير. وعلاوة على انها تفتقر الى عنصر القوة الجوية السمتية المهمة جداً جداً في هذه العمليات فانها تحتاج الى مدرعات الافراد الخاصة بحرب الشوارع والى انصاف المجنزرات وحتى الى الدبابات. فأين هذه الاسلحة ولماذا لم تستخدم وان لم تكن موجودة فلماذا لم يتم شراءها؟!

اننا نعلم بان الارهابيين لايمتلكون الا اسلحة خفيفة وبعض الاسلحة المتوسطة والصواريخ ولكن يجب على الدولة ان تبرز قوتها وهيبتها وسطوتها ضد المجرمين بان يكون لديها الاسلحة الثقيلة والمتوسطة الكافية لتحقيق سطوة ترهب المجرمين و توفر الحماية اللازمة لعناصرها للتقليل من الخسائر.
ان القوات المتعددة الجنسيات يجب ان تفهم وتتفهم هذه الحقائق وعلى الحكومة ان تقوم بما يلزم لتسليح قواتها بالسلاح الجوي والارضي والبحري الكافي لحماية حدود وسماء وماء وارض العراق من مجرمي الدول المجاورة الاعرابية وغير الاعرابية ومن مجرميها هي.

كم كان املنا بان نرى عملية البرق تتحقق بمدرعات وسمتيات وعجلات عسكرية متطورة بدلا عن السيارات دبل القمارة التي وضع الجنود في قماراتها الخلفية باسلحة معضمها خفيفة. ان وضع العراق يتحتم وجود قوة عسكرية وامنية ضاربة بيد من حديد وبدون تردد فاذا كانت القوات المتعددة الجنسيات لاتسمح بالتسليح اللازم ومنه الجوي والدروع فان على الحكومة ان تتخذ الاجراءات المناسبة للمطالبة بذلك وهناك سبل عديدة يمكن اتباعها للضغط لتحقيق هذا الغرض واجبار او اقناع تلك الحكومات على تسليح القوات العراقية بما يلزم وفوراً.

ان الديمقراطية بلا امن فوضى وان الحرية بلا قانون صخب مزعج لايفضي الى شيء. وان محاربة الارهاب والجريمة بلا عقاب نافذ ورادع كوضع الماء في المنخل. وان القضاء على الجريمة دون قلع جذورها التي تمدها بالغذاء والماء عبث اطفال لايغني من فقر ولايسمن من جوع.

وعلى هذا الاساس فان عملية البرق الشجاعة يجب ان تدعم بعمليات اخرى تكون مترافقة معها ضد جذور الارهاب ومصادره ومن يشجعه ومن يميع قرارات استئصاله والدول او المجموعات التي تدعمه. قد يكون ذلك صعباً ولكن يجب ان توضع الخطط لتحقيقه واذا كانت الجذور التي تغذي الارهاب قريبة فلتمتد اليها الايدي التي تقلعها بطريقة او باخرى.

ونتمنى ان نسمع انتصارات عملية البرق التي ستكسر ظهر الارهاب وتسحق رؤوس عناصره سحقاً. وان ابطالها سوف يمرغون انوف الارهابيين بالوحل وسيحققون نصراً كاسحاً ليثبتوا به للعالم بانهم ابطال رغم الامكانيات المحدودة.

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter