بسم الله الرحمن الرحيم

من المستفيد من الخلاف العراقي العراقي


مَنِْ منا لايعرف السياسة الانكليزية البغيضة التي استخدمها الانكليز في استعمارهم الاول للعالم وهي سياسة (فرق تسد)؟ لم يستخدم الانكليز هذه السياسة في مستعمراتهم فحسب بل حتى في سياساتهم الداخلية مع بعضهم البعض! ولاشك أن المستفيد الوحيد اليوم من زرع الخلاف بين مختلف الاطياف العراقية وخاصة بين السنة والشيعة هم المستعمرون الجدد من الانكلوساكسون. وعلى هذا الاساس فأن اي شخص وبأي مسمى كان يسعى الى زرع الخلاف السني الشيعي او الكردي العربي أنما يحقق هدف المستعمر الجديد دون أن يتكلف هذا المستعمر عناء زرع فتنته الحقيرة

لقد كان المستعمر الانكليزي يقوم بجلب الشرطة التي تجبي الضرائب و تهين المواطن من الهند. وعندما كان الشرطي الهندي يضطهد المواطن العراقي كان العراقي الساذج يذهب الى الانكليزي المتمرس على المراوغة والخداع ليشتكيه الشرطي الهندي. فما كان من المرواغ الانكليزي ألا أن يأخذ العراقي المسكين بألاحضان ويصور له بأنه هو صديقه المخلص الذي سوف يأخذ له بحقه فعندما يعود المسكين العراقي يلتفت الانكليزي للشرطي الهندي ويمتدحه على فعلته ويستوفي منه الضريبة التي اخذها من العراقي! ولقد كان نفس الشيء يعمله الانكليزي المستعمر في مصر عندما يستقدم الشرطي السوداني ليضرب المصري الذي يذهب للانكليزي للشكوى من السوداني

أن الذي حطم العراق واوصله الى هذه الحالة هو ليس صدام لوحده بل حطمه صدام بواسطة امريكا وبريطانيا وحلفائهما. فالذي أيد صدام ودفعه للحرب مع الخميني هي امريكا وبريطانيا والغرب والذي دفع صدام لغزو الكويت هي امريكا وبريطانيا والذي فرض الحصار على الشعب العراقي هي امريكا وبريطانيا وهما اللتان اصرتا على استمرار الحصار بابشع صوره. فعندما سُأِلت وزيرة خارجية امريكا سيئة الصيت (مادلين البرايت) عن أن كان الثمن يستحق قتل ملايين الاطفال العراقيين جراء استمرار الحصار قالت (نعم)! ثم جائت حرب (ام المهالك) التي ادخلت العراق في نفق جديد هو نفق الارهاب الذي أوجدته باديء ذي بدأ امريكا نفسها. فهي التي صنعت (بن لادين) وعلى ايديها تدرب الارهابيون العرب في افغانستان ولكن بعد ان جنت على نفسها براقش تنصلت من فعلتها الحقيرة
وبعد اكثر من سنتين على سقوط اكثر نظام خدم الغرب وامريكا ومهد لها بالدخول بكل قوتها الى المنطقة لم يتحقق في العراق غير الدمار المستمر والخراب وانعدام الامن وصار العراق الغني بالنفط افقر من افقر دولة افريقية لاتمتلك اية موارد وبعد ان كانت بنوك العالم تتنافس على شراء الدينار العراقي بما يعادل ثلاثة دولارات للدينار صار الدينار لايساوي شيء امام الجنيه المصري والدينار الاردني بل حتى امام عملات الدول الفقيرة

أن العراق لم يكن يعرف الارهاب ولكن الدخول الامريكي جلب معه بدل البناء والتقدم الذي وعد به, جلب مزابل الارهاب والجرائم والتخلف ودخل العراق في نفق جديد. أن من السذاجة أن يختلف العراقيون مهما كانت مبررات الاختلاف في مثل هذه الضروف. ومن يسعى الى ترسيخ هذه الخلافات فأنه لايخدم الا غرض (فرق تسد الاستعماري)

أن أهم عنصر للتعجيل بأنهاء الاحتلال هو توحد العراقيين وترك الخلاف والتعاون على القضاء على الارهاب الذي يعطي ذريعة للمحتل بأن يبقى. أن التصريحات الغير مسؤولة والاتهامات المتبادلة بين العراقيين لاتصب الا لصالح الاحتلال الذي اذا اختلف اهل البلد ساد هو. أن على هيئة علماء السنة أن تتبنى نهجاً يوحد الكلمة وعليها اذا كانت تريد خير العراق دون مذهبية وطائفية أن تتبنى نهجاً عراقياً لاسنياً ولاشيعياً بل يضم كل الاطراف لكي لاتكون هي السبب في تكريس الخلاف وبالتالي الاحتلال. وفي نفس الوقت فأن الشيعة ومن ضمنهم منظمة بدر مدعوون الى اتخاذ اقصى ما يلزم لردأ الصدع ومعالجة الموقف برص الصفوف مابين الاخوة السنة والشيعة وألا فان الوحيد الذي يستفيد هم اعداء الشعب العراقي من الارهابيين وغيرهم

أن على كافة الاطراف والفرقاء في الجسد العراقي الجريح أن تضع خلافاتها أو على الاقل تؤجلها وأن تفهم جيداً بأن العامل الوحيد للتخلص من الاحتلال هو وحدة الصف من أجل خلق وبناء عراق حر وديمقراطي يحكمه القانون. وقبل هذا وذاك العمل على تخليص العراق من الارهابيين والمجرمين لكي يسود مناخ صحيح يمكن من خلاله القول للمحتل بأننا اصبحنا قادرين على توفير امننا بانفسنا وبقوتنا التي تنطلق من هذا الشعب دون تمييز فعليك الان الرحيل. ولكي يتم الوصول الى هذا الهدف عاجلاً فأن كافة الاطراف يجب ان تسحب البساط من تحت اقدام الارهابيين وأن تشترك في العملية السياسية لخدمة العراق كبلد وليس لخدمة طائفة دون اخرى

أن السنة والشيعة اخوان ما لم يدخل بينهم حب السلطة والتسلط والداعين لذلك. أن أكبر ضربة يوجهها العراقييون للاحتلال هي توحدهم واتجاههم لخدمة بلدهم ومشاركتهم في العملية السياسية وبناء أمنهم بانفسهم لكي يصلوا الى النقطة التي لايحتاجون بها الى جيش الاحتلال. وعليه فأن هذه المسألة لايمكن ان تتحقق بواسطة طائفة دون اخرى وهي مسؤولية جماعية ملقاة على عاتق السنة والشيعة من العرب والاكراد والتركمان وباقي الاقليات دون تمييز

أن المسألة برمتها ليست بحاجة الا لشيء من الحكمة واليقضة والتفكير الصحيح والصبر والتنازل عن الامتيازات والخلافات حتى ولو الى وقت اخر. أن مصير العراقي مرتبط بمصير العراقي الاخر بغض النظر عن مذهب او دين او قومية الاثنين. وأنه من الخطأ أن تربط بعض الاطراف مصيرها مع دول او اطراف ليست عراقية ولاتعيش على تراب هذا الوطن لان هذه الاطراف لها مصالح ليست بالضرورة تنسجم مع مصالح هذا الشعب حتى وأن تشابهت مع هذه الفئة أو تلك من ناحية المذهب او التفكير.

أن على جميع العراقيين أن يتخذوا شعار العراق لكل العراقيين ولا للمذهبية والطائفية والقومية ولا للاحتلال والارهاب ونعم للوحدة والتعاون وبناء العراق الآمن المطمأن المزدهر الحر الديمقراطي الذي هو للعرب والاكراد كما هو للمسلمين بمختلف مذاهبهم والمسيحيين والاديان والقوميات الاخرى. وليكن القانون ودولة المؤسسات فوق الجميع ولا احد فوق القانون

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter