بسم الله الرحمن الرحيم

وزير الدفاع العراقي وقدسية المساجد


صرح وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي في مؤتمر صحفي ركزت عليه فضائييتين هما الشرقية والجزيرة بأنه سوف يعاقب بشدة اي فرد من منتسبي الجيش العراقي اذا ثبت انه انتهك حرمة مسجد او كنيسة. وأول ما يتبادر الى ذهن الذي لايعرف شيء عن الواقع العراقي بأن العراق بلد قوي وفيه جيش وعناصر أمن مسيطرة على امن البلاد بشكل دقيق بحيث يمكن لها أن تستغني عن مداهمات قد تكون ضرورية في اماكن هي بالاساس تستخدم واستخدمت لتجنيد عناصر الارهاب ووضع الخطط اللوجستية والتنفيذية لعملياتها التي تستهدف الجيش والمدنيين

ولاندري ماذا يريد هذا الوزير بهذه التصريحات التي تهدد عناصر وزارته! اذ يبدو أن الوزير لم يكن على اطلاع على ما يجري في العراق ولم يطلع على اعترافات الارهابيين التي اثبتت بما لايقبل الشك عند ابسط الناس بأن الكثير من الجوامع قد استخدمت لاغراض الارهاب ولازالت. ولكي نُذَّكِر الوزير (الفلته) بأنه نسى او الاصح تناسى بأن الاعتداء على الجوامع والحسينيات والكنائس تم من قبل الارهابيين الذين جندوا في جوامع اخرى

أن تصريح وزير الدفاع لايمكن أن يكون اكثر من بائس وغريب ولايمكن ان يصدر عن ابسط المطلعين على الشأن العراقي. كان الاجدر بهذا الوزير أن يصرح بأن حماية الشعب العراقي لو تطلبت أن يدخل الجيش في اي مكان يتخذه الارهابيون مظلة آمنة فان الجيش سوف لن يتردد بذلك. نعم هناك فرق بين الاعتداء على اماكن العبادة وتدميرها (ان كانت اساساً اماكن عبادة) وبين الدخول لها ان اصبحت مأوى للارهاب والمجرمين. على الوزير أن يقوم بتصحيح خطأه ويبادر الى القول بأن الامر لو تطلب تفتيش او دخول اي مكان في العراق لتحقيق الامن فان ذلك سوف ينفذ ودون أي تردد من قبل القادة في الميدان دون الحاجة الى الرجوع البيروقراطي الذي يوفر الوقت لهروب المجرمين واخفائهم الادلة اللازمة

أن الذي اعتدى على حرمة دور العبادة هم ارهابيون يتخذون من بعض المساجد اوكاراً لهم ويمدهم بالفتاوي الواهية ملالي جهلة في تلك المساجد. وهذا لايعني ان جميع الذين يرتادون هذه المساجد مجرمون او على اطلاع بالجرائم. فالذين دمروا الكنائس وفجروا وقتلوا الابرياء في مسجد الامام علي وفي مسجد الحسين واخيه العباس هم الارهابيون السفلة من التكفيريين والمرتزقة والمنافقيين. وهم انفسهم الذين فجروا مراقد الاولياء والصالحين من اهل البيت عليهم السلام والتي كانت عبارة عن قبور اولياء ومساجد لله

{وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِم بُنْيَانًا رَّبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِم مَّسْجِدًا} (21) سورة الكهف

أن وزير الدفاع بتصريحه البائس نسى بأن حرمة الانسان المسلم عند الله هي اعظم من حرمة الكعبة بنص النبي وآله

وانه تناسى او لايعلم بأن المساجد يجب ان لاتتخذ للتكفير والضرر والاضرار من قبل منافقون يدعون بانهم مجاهدون ولايريدون الا الحسنى ولكنهم مجرمون كاذبون

{وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ } (107) سورة التوبة


{لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} (108) سورة التوبة

ان المساجد هي لله ويجب ان تأسس على تقوى الله وليس على قتل المسلمين والابرياء من غير المسلمين والتكفير والارهاب والمتفجرات وتجنيد الانتحاريين والفجور وما الى ذلك

{أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} (109) سورة التوبة

أن الذين سعوا ويسعون في خراب المساجد هم الارهابيون وذلك اما بتدمير ما لم يتماشى وتفكيرهم المنحرف واما بتحويل التي يعشعشون فيها لاوكار لهم وهذا لاشك تخريب اكبر من التخريب الاول لان التخريب الاول يشمل البناء الذي يمكن اعادته ولكن هذا التخريب يشمل البشر الذي لايمكن اعادته بسهولة. وفي كلا الحالتين فانه نوع شديد من الظلم وتحويل المساجد الى اوكار يكون من دخلها خائفاً حتى لو كان من الارهابيين نفسهم لانه يخشى ان ينكشف امره ويعاقب

{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (114) سورة البقرة

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter