بسم الله الرحمن الرحيم

فضائيات طائفية كألجزيرة وألشرقية


هناك مثل يقول الاناء ينضح بما فيه وأن خير ما ينطبق عليه هذا المثل هو الاعلام خاصة بشكله المريء والمسموع. وعليه يصح ان نستبدل المثل لنقول الاعلام ينضح بما فيه

وهنا لابد من وقفة عامة وسريعة على الاعلام العربي! كان الاعلام في عهد ما قبل الاسلام عبارة عن الشعر والنقل وقد ابدع بهما العرب ايما ابداع. فقد كان للشعر مهنته التي تتصف بالكذب والخداع والنفاق لمدح كبار القوم من الاغنياء واهل السلطة للحصول على الاموال. وهكذا كانت قصائد المدح على ابواب الخلفاء والملوك وقصائد الذم ان لم يحصل العطاء اللازم
وقد تطور الاعلام شيئاً فشيئاً حتى وصل الى عصرنا هذا بكافة اشكاله التي لو ذكرت لاهل ذلك الزمان لاعتبروها ضرباً من الخيال لايحصل الا قبيل قيام الساعة, وما ادراك لعلها قريب

أن الحكام العرب في هذا الوقت وجهوا الاعلام لخدمة اغراضهم الشخصية بما يحقق لهم السيطرة المستمرة على السلطة ويمنحهم هالة من الحكمة والذكاء لاتتوفر عند اي فرد من شعوبهم المبتلاة بهم. ولانريد ان ندخل بالتفاصيل التي هي اشهر من علم على رأسه نار

وقد صار اصحاب المجلات والصحف اليومية وبعد ذلك القنوات الفضائية من اصحاب الملايين بفضل النفاق والكذب الذي يمارسونه من اجل هذا الحاكم او ذاك. وعليه فان هؤلاء يتحملون جزء كبير من مأساة الحكام تجاه الشعوب لانهم هم الذين خلقوا جزء كبير من سلطتهم وتسلطهم

وقد اغدق صدام على الكثير من هؤلاء ممن بقي يطبل له حتى يومنا هذا بسبب استمرار تدفق الاموال عليهم ممن له مصلحة بذلك. و قد اتخذ الكثير من الاعلام العربي نهجاً طائفياً بمعالجته للقضية العراقية اما بسبب ما يدفع له من قبل جهات طائفية تكفيرية او بسبب وجود تلك العناصر ضمن اجهزته المتنفذة. والدليل مثلاً لاحصراً قناة الجزيرة القطرية التي تخاطب المشاهد بالتدليس و بشكل يفوق حجمها بكثير. وبعد ان كانت اكاذيب هذه القناة تنطلي على الناس السذج في البداية اصبحت اليوم لاتنطلي على ابسط الناس والجميع يعرف الغاية الطائفية عند هذه القناة فيما يخص الوضع العراقي خاصة

اما بالنسبة للاعلام الفضائي العراقي فهو لاشك جديد وبحاجة الى تطوير ولكن هناك تجارب جديرة. وفوق كل شيء فان الاعلام العراقي هو الاعلام الحر الوحيد في المنطقة العربية الان الذي يستطيع ان ينقد اي شخص في البلد دون خوف من العقاب او التعسف او السجن او ما شابه
ولكن هل يعني هذا انه اعلام فضائي خالي من الطائفية والكذب؟ طبعاً لا
أن قناة الشرقية العراقية مثلاً التي ورثت كادر قناة (صدام) الفضائية تنافق بشكل لايتناسب مع الطاولات الشفافة التي وضعتها لقارئي نشرات الاخبار. وهنا لابد ان نذكر بأن قسم من هؤلاء وخاصة النساء من مقدمي الاخبار في هذه القناة يبدو عليهم وكأنهم قد اقتديوا مجبرين لقراءة الاخبار او كأنهم روبوتات قراءة متجهمة الوجوه. أن برنامج بطاقة تموينية مثلاً و رغم حصول عائلة فائزة بحفنة من الدولارات الذي تتبرع به الجمعيات الخيرية انما يراد به بعض الدعاية لهذه القناة على حساب المهنية والنزاهة وعدم الطائفية. وأن هذا البرنامج كأنما اريد له أن يقول للشعب العراقي بأن بطاقة صدام التموينية التي انتجتها سياساته هي خير لكم من كل شيء. ورغم ان هذه البطاقة أفادت الناس الا ان العراقيين يتطلعون الى اليوم الذي تصبح به هذه البطاقة في مزبلة القاذورات ذلك المكان الذي يتناسب وحجمها واسمها الذي لايوحي الا بالمذلة والالم شأنه شأن تسمية (النفط مقابل الغذاء) وكأن الشعب العراقي شعب دون مستوى الشعوب الاخرى لايفكر الا ببيع نفطه مقابل بعض الغذاء ليملأ به بطنه. فاللعنة كل اللعنة على من وضع هذه التسمية ومن استغلها فاخذ النفط مجاناً مقابل الدعاية الحقيرة باسم الشعب العراقي الذي كان يحصده الحصار حصداً

وتعرض قناة الشرقية برامج دعائية مماثلة مثل كرسته وعمل وغيره. واحياناً تنزل هذه القناة الى الشارع لتعرض صور سلبية عن المجتمع العراقي خاصة اذا تعلق الامر بالجنوب. اما البرنامج الذي يجمعون به (رأسين) (بالحلال) او (شايف خير ومستاهلها) فحدث ولاحرج خاصة في حلقاته التي كانت تقدمها المقدمة الاولى التي يبدو انهم احسوا بسوء اسلوبها و تقديمها واستبدلوها. ولا يسع المشاهد الا أن يستمع الاخبار لكي يشعر بالمدى الطائفي الذي تمارسه هذه القناة وهناك امثلة كثيرة نحن في غنى عن ذكرها لانها اوضح من النهار. مثل تركيزها على الاخبار التي تخص طائفة او مناطق يصورنها بانها مستهدفة رغم انها مرتع ينطق منه الارهاب والفساد

ان الاعلام الفضائي العراقي لديه فرصة جيدة للتطور والابداع بعد ان غاب عنه عامل سيطرة الحاكم العربي ولكن يجب ان لايكون ذا توجه يخدم طائفة دون اخرى وعليه ان يكون حيادياً ومهنياً لكي يحقق نجاحه

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter