بسم الله الرحمن الرحيم

هل يجوز ترويع غير المسلم وماذا قال رسول الله بذلك وكيف كان قصاصه من مجرد الترويع بالكلام؟


أن الارهاب والترويع محرم بالاسلام حتى وأن كان بأبسط أنواعه اي حتى وأن اشتمل على التهديد دون القتل لان ترويع النفس البشرية حرام وقد سن لها الدين عقوبات صارمة يجب ان تطبق دون اي تردد وباقصى حد حتى يستتب الامن والسلام. ليس ذلك فحسب بل أن ألاسلام حرم حتى ترويع الحيوانات وحرم أن يذبح الحيوان أمام غيره من الحيوانات اوصى بالرفق به عند ذبحه وأن لايذبح الا لحاجة وبعد اخذ الاذن من ملكه الاول والاخير وهو الله

ولقد حذر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم من ترويع النفس البشرية مهما كانت سواء من المسلمين او غير المسلمين وبضمنهم اليهود كما سنرى ذلك من قصة الحبر اليهودي زيد بن سنعا مع الرسول (ص

فقد قال رسول الله (ص

من اشار على أخيه بحديدةٍ لعنته الملائكة. (سنن الترمذي حديث 2088

وقال عليه السلام: لايحل لمسلم أن يروع مسلماً

وقد اشارت كتب الحديث الى ان الترويع هذا لايشمل الجد فقط ولكن حتى اذا كان التخويف او الترويع ناتج عن طريق الهزل والمزاح

وقد نهى رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) عن ترويع ليس المسلمين فقط بل وكافة البشر وحتى لو كان ذلك بشكل غير مباشر مثلاً عن طريق اقتناء كلب شرس ينبح الناس

حيث قال عليه السلام

من اقتنى كلباً لايغني عنه زرعاً ولا ضرعاً نقص كل يوم من عمله قيراط

واشار النووي الى ان ذلك بسبب ما يلحق الماريين من ترويع الكلب لهم بنباحه

وقال (ص

من حمل علينا السلاح فليس منا. صحيح البخاري حديث: 6543

وجاء في كتب التأريخ مثل كتاب الاحاد والمثاني ج 4 ص 110 عن ان زيد بن سنعة وهو من احبار اليهود كان ينتظر قدوم الرسول (ص) حسب ما هو مذكور عندهم في التوراة وكتب الانبياء القديمة وكانت لديه ثلاثة علامات للنبوة. حيث قال زيد: ما من علامات النبوة شيء الا وقد عرفتها في وجه محمد (ص) حين نظرت اليه الا اثنين لم أخبرهما منه
1. يسبق حلمه جهله
2. ولايزيده شدة الجهل الا حلما
فبينا أنا اتلطف له أن أخالطه فاعرف حلمه من جهله خرج يوماً من الحجرات ومعه علي بن ابي طالب رضي الله عنه فجاء رجل يسير على راحلته كالبدوي فقال: يارسول الله أن (بصرى) قرية بني فلان قد اسلموا ودخلوا في الاسلام وحدثتهم ان اسلموا أتاهم ارزاقهم رغدا وقد اصابتهم سنة وشدة وقحوط من الغيث وانا مشفق ان يخرجوا من الاسلام كما دخلوا فيه طمعا, فأن رايت ان ترسل اليهم شيئاً حتى تعينهم به فعلت
هنا اقترح زيد بن سعنة على رسول الله ان يبايعه اشياء بمبلغ ثمانين دينار لاجل مسمى فوافق الرسول (ص) فاخرج زيد الدنانير ودفعها الى الرجل الذي امره الرسول (ص) ان يعجل بها الى اهل بصرى لرفع الوزر الاقتصادي الذي حل بهم ومساعدتهم. اما زيد ففعلها لغاية في نفس يعقوب. اذ انه انتضر الى ما قبل يومين من موعد استيفاء حقه من الرسول (ص) فلما كان الرسول عليه السلام في جنازة مع اصحابه دنا منه زيد وجذب رداءه حتى أسقطَ رسول الله (ص) على الارض قائلاً له و بوجه متجهم غليظ

ألا تقضي يامحمد, فو الله ما علمتكم بني عبد المطلب لمطل ولقد كان لي بمخالطتكم علم

و كان عمر بن الخطاب موجوداً
قال زيد: لقد ارتعدت فرائص عمر ورماني ببصره فقال: أي عدو الله أتقول هذا لرسول الله وتصنع به ما أرى وتقول له ما اسمع فو الذي بعثه بالحق لولا ما أخاف فوته لسبقني رأسك

قال زيد: ورسول الله ينظر الى عمر في سكون وتؤدة ثم تبسم ثم قال: أنا وهو احوج الى غير هذا منك ياعمر, أن تأمرني بحسن الاداء وتأمره بحسن اتباعه, اذهب به فاعطه حقه و أعطه مكان ما روعته عشرين صاعاً من تمر

وبعد ان تحققت علامات النبوة لزيد أسلم واستشهد مع رسول الله فيما بعد

فاذا كان ترويع الكلام لليهودي فيه قصاص عبارة عن تعويض مالي مقابل الاثر النفسي الذي تركه تخويف عمر له فكيف بما يجري من اعمال يندى لها الجبين من ارهاب واغتصاب وقتل وسرقة وتمثيل بالجثث واختطاف وقطع رؤوس وغير ذلك بالمسلمين وغير المسلمين؟

ان انزال القصاص العادل بهؤلاء القتلة واجب ليس قضائي بل وشرعي من أجل حفظ الامن والاستقرار وارواح العباد

أذن, فلينزل القصاص العادل بكل من يروع العباد ويرهبهم ومن يدعو الى ذلك بالكلام او التهديد او باسم الدين والجهاد وهما منه براء

أن هناك العديد من المطالب المهمة التي يريدها الشعب العراقي والدين في هذا الوقت دون أن يتحقق ايٌِ منها. ومن اهم هذه الامور الملحة والتي تناط بالحكومة الحالية هي تنفيذ عقوبات قضائية رادعة بحق المجرمين والارهابيين وانهاء محاكمة صدام وافراد عصابته باسرع وقت

أن انزال القصاص العادل بصدام وعصابته والارهابييين ليس مطلب شعبي واسع فحسب بل انه يقطع الامل الذي يعول عليه الكثير من الارهابيين بعودة بطلهم القومي يوماً ما ما دام حياً فاذا ما انقطع هذا الامل فأن ذلك سيساعد على احتواء بعض عناصر الارهاب المهمة. أضف الى ذلك فان الرعب والخوف الذي زرعه صدام في نفوس الناس وبعض عناصر الامن والمخابرات والحزب لايزال وحسب التقارير المؤكدة يستخدم ضد من لم ينفذ الاوامر من بعض هذه العناصر. أن علم النفس البشري يؤكد بأن الخوف لايزول من القلوب الا اذا زال العنصر المسبب للخوف بشكل تام

أن معضم دول العالم ومنها امريكا تنزل عقوبة الاعدام بالقتلة وكبار المجرمين والذين يهددون الامن القومي والوطني فما بالك بمن يقتل الحرث والنسل من جرابيع الجهلة والمتخلفين من قطاع الطرق والسراق والمغتصبين؟ أن الطامة الكبرى بأن العراق ليس فيه قانون ردعي وكأن ديمقراطيته لم تأتي الا لصالح الارهاب والارهابيين. أن من اهم اسس الديمقراطية هو وجود قانون ردعي يحمي تلك الديمقراطية من أن تستغل وأن من اهم حقوق ألانسان هو وجود بلد آمن لكي يعيش به مواطني ذلك البلد. أن اول شيء يجب احترامه بحق مواطني البلد هو توفير الامن لهم والاطمئنان, وكيف يتم ذلك دون قصاص عادل وسريع بحق من تسول له نفسه بزعزعة هذا الامن

This page is powered by Blogger. Isn't yours?Site Meter